أصل هذا المثل الشهير يعود إلى رجل يُقال له "سعد بن مناة" وشقيقه "مالك بن مناة" يملك قطيعًا كبيرًا من الإبل ويُقال عنه إبل بن مالك، وكان مالك مُجتهدًا ويحب عمله والاهتمام بإبله ويُحسن رعايتها، ولكن عندما تزوج وشغلته زوجته ولم يعد لديه وقت لرعاية الإبل، طلب من شقيقه سعد رعاية الإبل والعناية بها.. ولكن للأسف فإن سعدًا لم يُحسن القيام بذلك، فلما رأى مالك الحالة السيئة التي وصلت إليها الإبل.. قال جملته الشهيرة (أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل)، وأصبحت - فيما بعد - (ما هكذا تورد الإبل)، والتي نرددها حتى الآن، خاصة عندما لا يُجيد أحد المسئولين القيام بعمله.. وينطبق هذا المثل على الرئيس ال 46 للولايات المتحدةالأمريكية جو بايدن ومساعيه لانتهاج سياسة جديدة في الشرق الأوسط، والتغييرات التي أدخلها منذ دخوله المكتب البيضاوي في يوم 20 يناير مطلع العام الحالي.. والتغييرات التي طرأت على العديد من الملفات في الشرق الأوسط والعلاقات مع الدول العربية، ومن بينها بالطبع العلاقات مع السعودية، وإيران وملف إيران النووي الذي تحول الى "عُقدة بشنيطة" - زي ما بنقول في مصر - والسبب في ذلك هو أن بايدن وإدارته لم يُجيدوا التعامل مع إيران، وحاولوا التفاوض معها سرًا، وهو ما أضعف موقفهم وجعل إيران تتعنت أكثر.. وكان بايدن قد أعرب عن استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وقال إن مراقبة البرنامج النووي الإيراني أفضل أداة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط، وإنه بدون اتفاق نووي مع إيران قد يؤدي إلى أن تقوم كل من مصر والسعودية ودول أخرى في المنطقة بتطوير أسلحة نووية.. أما بالنسبة للسعودية، فإدارة بايدن أكدت أكثر من مرة - بمُناسبة وبدون مناسبة - أن السعودية حليفة وستقف واشنطن بجانبها برغم أن البيت الأبيض أخرج جماعة الحوثيين من قائمة الإرهاب، وهو ما جعلهم يتجبرون أكثر، وازدادت طائراتهم المُسيرة والمُفخخة وصواريخهم الإيرانية تجاه عدة مُدن سعودية آخرها الدمام وعدة مُنشآت تابعة لأرامكو، وهو ما يُعتبر تهديدًا مباشرًا للسوق العالمي للنفط.. مُنتهى التناقض تُمارسه إدارة بايدن.. وبعد كل هجوم حوثي على السعودية تؤكد إدارة بايدن أنها ستُساعد السعودية في محاسبة كل من يشُن هجمات على أراضيها، وأنها ستعمل على تقليل التوتر في منطقة الشرق الأوسط عبر الديبلوماسية وإنهاء الحرب في اليمن، كما أنها ستساعد حليفتها السعودية في التصدي لهذه الهجمات على أراضيها وصد كل من يحاول التأثير على الاستقرار في المنطقة والشرق الأوسط .. كما ندد بايدن بسياسات أردوغان بشأن الحريات وسياسته القمعية، ودعت الإدارة الأمريكية الجديدة أردوغان أكثر من مرة لاحترام قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والإفراج عن زعيم الأكراد صلاح الدين دمرداش والمعارض التركي "عثمان كافالا"، وعبرت الخارجية الأمريكية أكثر من مرة عن قلقها الشديد من أوضاع حقوق الإنسان في تركيا بشكل عام.. أما بالنسبة لاتفاقات التطبيع التي وقعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية في عهد إدارة ترامب فستعمل إدارة بايدن على إنجاحها.. وما هكذا يا بايدن تُورد الإبل.. وللحديث بقية