يتراوح عدد الأمريكيين من أصول عربية وإسلاميةالذين سيدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية بين 7 إلى 10 ملايين وفقا لآخر إحصاء أمريكي، منهم 3.5 مليون مسلم من أصول عربية، وهناك جدل بينهم حول تمثيل الجالية كقوة سياسية مؤثرة، ولا يحددون مرشحا بعينه دون غيره، بل يضعون معايير للاختيار فقط. ويقول نشطاء الجالية إن عرب أمريكا يحتاجون إلى تنظيم سياسي يضمن احترام التنوع في أعراقهم وأديانهم وألوانهم، مشددين على أن التنظيمات القائمة حاليا لا تزال عاجزة عن تجميع كل مكونات العرب الأمريكيين وتكوين قوة جماعية قادرة على تمثيلهم وحماية مصالحهم، وذلك لاعتبارات تعود إلى مواطنهم الأصلية. ويشير الناشطون إلى أن تسمية العرب الأمريكيين "غير منصفة وغير شاملة" لكل الأعراق المشكلة للمهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولذلك يفضلون التوصيف الجغرافي على العرقي. كما يشيرون إلى أن الأمريكيين العرب لا يجدون الاهتمام الكافي من قبل وسائل الإعلام، وحتى على مستوى التعامل السياسي من جانب القوى السياسية، ولذلك فإنهم مطالبون بالعمل متحدين حتى يستطيعوا تأكيد وجودهم كجالية قادمة من الشرق الأوسط. وشددوا على أهمية الوعي باللحظة التاريخية التي تمر بها الولاياتالمتحدة في وقت الانتخابات، وأهمية الاختيار بين الديمقراطيين والجمهوريين لصالح أمريكا والعالم العربي والإسلامي. ويرى النشطاء أن مشكلة الصوت العربي تنبع من عدم الاتفاق على أن تمثلهم قيادات ذات مرجعيات دينية، نظرا لاختلاف الديانات بين العرب، ويقولون إن الحل يكمن في تكوين تنظيم يضمن احترام هذا التنوع في تسمياته وعناوينه حتى يضمن تمثيلا منصفا لجميع القادمين من شمال إفريقيا وبقية دول الشرق الأوسط. يصوت اليهود الأمريكيون تاريخيا لصالح الحزب الديمقراطي، وقد بلغت نسبة تصويتهم في عام 2008 للرئيس باراك أوباما 78 في المائة، وتراجعت مؤخرا بنسبة 10 في المائة، ولذلك يسعى الجمهوريون بقوة لتحويل أصواتهم في الانتخابات القادمة لصالحهم. ولا تتجاوز نسبة اليهود في المجتمع الأمريكي 2 في المائة، حيث يبلغ عددهم 5.5 مليون نسمة، لكن تنظيمهم شديد القوة ونسبة إقبالهم على التصويت في الانتخابات هي الأعلى بين جميع فئات المجتمع الأمريكي، ولذلك يشكل اليهود فارقا في الانتخابات الأمريكية. وتشير الدراسات إلى أن اليهود الجمهوريين ينحصرون في فئات المحافظين الأرثوذوكس وفئات اليهود الذين يتكلمون الروسية، وتشكل هاتان الفئتان مجتمعتين ربع عدد اليهود في الولاياتالمتحدة. وفي السبعينيات والثمانينيات عندما تحسنت أحوال اليهود الأمريكيين، كانت التوقعات أن يصوتوا للجمهوريين وهو ما لم يحدث، حيث حصل جورج بوش الأب على 11 في المائة فقط من أصوات اليهود، وأغضبتهم سياسته تجاه الشرق الأوسط، وحصل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر على أقل نسبة تصويت لصالحه من أصوات اليهود، وحصل أوباما على 78 في المائة من أصوات اليهود عام 2008، لكن تراجعت نسبة التأييد له بين الطائفة اليهودية حاليا بنسبة 10 في المائة عما كان عليه الوضع منذ 4 سنوات، وهو ما دعا الجمهوريون إلى التفاؤل. من جانبه، لم يقصر التحالف اليهودي الجمهوري في بث الإعلانات التي تركز على سوء العلاقة بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وعلى الانتقادات حول تقصير أوباما في منع إيران من الحصول على سلاح نووي. وعلى الرغم من كل التفاؤل والجهود، فإن نسبة 68 في المائة أيدت أوباما مقابل 25 في المائة فقط لرومني قبيل زيارة رومني إلى إسرائيل، وزار رومني إسرائيل رغم ذلك، وأعلن من هناك أنه في حال تولي الرئاسة سيعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وسيدعم موقف إسرائيل في شن هجوم على إيران في حال مضيها في خيارها النووي. أما أوباما فلم يزر إسرائيل طوال سنوات رئاسته، وشهدت العلاقات الاسرائيلية الأمريكية الكثير من الخلافات على صعيد الموقف من الأزمة الإيرانية وأزمة الربيع العربي، ولذلك اندفع أوباما للتأكيد على أنه سيزور إسرائيل خلال ولايته الثانية، وسارع إلى توقيع اتفاق لتعميق التعاون العسكري مع إسرائيل في آخر يوم يستطيع فيه التوقيع على قانون قبل الانتخابات الرئاسية، وسط تغطية إعلامية مكثفة. وأشارت دراسات إلى أن التعاون العسكري بين البلدين لم يتراجع بل شهد نقلة نوعية.لكن لأن اليهود الأمريكيين أمريكيون، فقد أظهرت أحدث دراسة في هذا الإطار تدرج اهتماماتهم في العمليات الانتخابية بين العدالة الاقتصادية والتنوع الاجتماعي كالعدالة الضريبية والتأمين الصحي وحقوق الإنتاج، ليأتي بعد ذلك كله عنصر سياسة الولاياتالمتحدة تجاه إسرائيل.