اليوم.. الحكم على المتهمين بخلية المرج الإرهابية    السيطرة على حريق شقة سكنية في العمرانية.. صور    إصابة شخص في حادث انقلاب سيارة بشمال سيناء    اليوم.. بدء محاكمة المتهم بإنهاء حياة شاب في بولاق الدكرور    أسعار الدواجن اليوم السبت 17-5-2025 في محافظة الفيوم    بغداد تستضيف القمة العربية ال34 والعراق: مواقفنا لن تكون ردود أفعال وإنما إلى الفعل والتأثير    ليلة خاصة في الدوري المصري.. مواعيد مباريات اليوم السبت 17- 5- 2025 والقنوات الناقلة    موعد مباراة الأهلي ضد البنك في دوري "نايل" والقنوات الناقلة    موجة شديدة تضرب البلاد اليوم| وتوقعات بتخطي درجات الحرارة حاجز ال 40 مئوية    اللقب مصرى.. مصطفى عسل يتأهل لمواجهة على فرج فى نهائي بطولة العالم للاسكواش    موعد مباراة الأهلي ضد الخلود في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    استقرار الأخضر.. سعر الدولار أمام الجنيه اليوم في البنوك    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 17 مايو 2025    اليوم، انقطاع مياه الشرب عن مدينة الفيوم بالكامل لمدة 6 ساعات    مستقبل وطن المنيا يُطلق مبادرة "طلاب فائقين من أجل مصر".. صور    الطقس اليوم.. ذروة الموجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء    فى عيد ميلاده ال85.. عادل إمام داخل صالة تحرير "اليوم السابع" (تخيلى)    قومية الشرقية تقدم "محاكمة تاجر البندقية" ضمن شرائح المسرح بالزقازيق    محام: أحكام الشريعة الإسلامية تسري على المسيحيين في هذه الحالة    نقيب العلاج الطبيعي: إحالة خريجي التربية الرياضية للنيابة حال ممارسة الطب    الأجهزة الأمنية الليبية تحبط محاولة اقتحام متظاهرين لمبنى رئاسة الوزراء بطرابلس    قافلة دعوية ل«الأزهر» و«الأوقاف» و«الإفتاء» إلى شمال سيناء    بقصة شعر جديدة، كاظم الساهر يحيي اليوم حفل دبي والإعلان عن عرض ثان بعد نفاد التذاكر    غيبوبة سكر.. نقل الجد المتهم في الاعتداء على حفيده للمستشفى بشبرا الخيمة    أزمة «محمود وبوسي» تُجدد الجدل حول «الطلاق الشفهي»    مصرع شاب غرقا داخل ترعة المحمودية أثناء محاولته إنقاذ شقيقه بالبحيرة    وزير التعليم العالى يستقبل الجراح العالمى مجدى يعقوب    الاتحاد الأوروبي والصين يعلّقان استيراد الدجاج البرازيلي بعد اكتشاف تفش لإنفلونزا الطيور    العراق يؤكد: مخرجات قمة مصر بشأن غزة تتصدر جدول قمة بغداد    اجتماع لحزب الاتحاد في سوهاج استعدادا للاستحقاقات الدستورية المقبلة    «المشاط» أمام «الأوروبى لإعادة الإعمار»: ملتزمون بإفساح المجال للقطاع الخاص    حزب الجيل: توجيهات السيسي بتطوير التعليم تُعزز من جودة حياة المواطن    بعد رباعية الجونة.. إقالة بابا فاسيليو من تدريب غزل المحلة    «ماحدش يقرب من الأهلي».. تعليق غاضب من عمرو أديب بعد قرار التظلمات    وليد دعبس: مواجهة مودرن سبورت للإسماعيلي كانت مصيرية    رئيس مصلحة الضرائب: حققنا معدلات نمو غير غير مسبوقة والتضخم ليس السبب    غزل المحلة يطيح ب بابافاسيليو بعد ربعاية الجونة في الدوري    ملاك العقارات القديمة: نطالب بحد أدنى 2000 جنيه للإيجارات بالمناطق الشعبية    توافق كامل من الأزهر والأوقاف| وداعا ل«الفتايين».. تشريع يقنن الإفتاء الشرعي    شقيقة سعاد حسني ترد على خطاب عبد الحليم حافظ وتكشف مفاجأة    ضربة لرواية ترامب، "موديز" تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة    لكزس RZ 2026| طراز جديد عالي الأداء بقوة 402 حصان    ما حكم من مات غنيا ولم يؤد فريضة الحج؟.. الإفتاء توضح    ترامب يهاجم المحكمة العليا.. لن تسمح لنا بإخراج المجرمين    رئيس الوزراء العراقى لنظيره اللبنانى : نرفض ما يتعرض له لبنان والأراضى الفلسطينية    ترامب يلوّح باتفاق مع إيران ويكشف عن خطوات تجاه سوريا وبوتين    مدير إدارة المستشفيات يشارك في إنقاذ مريضة خلال جولة ليلية بمستشفى قويسنا بالمنوفية    انطلاق فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لليوم الواحد بمطروح    محسن الشوبكي يكتب: مصر والأردن.. تحالف استراتيجي لدعم غزة ومواجهة تداعيات حرب الإبادة    اشتعال الحرب بين نيودلهي وإسلام آباد| «حصان طروادة».. واشنطن تحرك الهند في مواجهة الصين!    اليوم.. «جوته» ينظم فاعليات «الموضة المستدامة» أحد مبادرات إعادة النفايات    انطلاق الدورة الثانية لمهرجان SITFY-POLAND للمونودراما    رئيسا «المحطات النووية» و«آتوم ستروي إكسبورت» يبحثان مستجدات مشروع الضبعة    اليوم| الحكم على المتهمين في واقعة الاعتداء على الطفل مؤمن    جورج وسوف: أنا بخير وصحتى منيحة.. خفوا إشاعات عنى أرجوكم (فيديو)    قبل الامتحانات.. 5 خطوات فعالة لتنظيم مذاكرتك والتفوق في الامتحانات: «تغلب على التوتر»    بالتعاون مع الأزهر والإفتاء.. الأوقاف تطلق قافلة دعوية لشمال سيناء    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"فرح الأولاد ب 5 جنيه".. "شيكولاتة الموت" تغزو الأرصفة ووسائل المواصلات| فيديو وصور
نشر في بوابة الأهرام يوم 07 - 03 - 2021

"الشيكولاتة التلاتة بخمسة جنيه" و" الاتنين ب "خمسه جنيه" ؛ و" فرح الأولاد بخمسة جنيه"، هكذا ينادي بائع "شيكولاتة الموت" بوسائل المواصلات على أنواع وأشكال من الحلوى مجهولة المصدر يتم بيعها للركاب دون رقابة وبلا رقيب وهي في حقيقة الأمر حلوى مصنوعة من مواد لا تمت للشيكولاتة بصلة ومعظمها سام ويهدد الصحة، مصادر كشفت ل"بوابة الأهرام" أن ما يسمى بالشيكولاتة التى يتم بيعها عبارة سكر ودهون ضارة ومخلفات غير صالحة للاستخدام ومكونات مغشوشة تصنع منها الشوكولاتة تسبب تصلب الشرايين وجلطات القلب والمخ وحموضة الدم وغيبوبة السكر أمراض كثيرة لا تعد ولا تحصى.
يتم تصنيع هذه الشوكولاتة في مصانع بير السلم ؛ تلك المصانع المجهولة التي لا تحتكم إلى الضمير، البعض يقوم باستبدال لبن البودرة بشرش اللبن المصنع ؛ واستخدام زيوت تستخرج من نواة النخيل وليس المقصود بها نخيل البلح، ولكنه نخيل معين على شكل ثمرة تشبه نواة الخوخ والبرقوق، وهناك خطر أكبر يسمى الشوكولاتة البيضاء، والتي يشاع أنها شوكولاتة، ولكن ما هي إلا كريمة مصنعة من الزبد والدهون فقط ؛ ولا يوجد بها أي نسبة كاكاو وبالتالي لا تصبح شوكولاتة؛ لان أساس تسمية الشوكولاتة جاءت من اسم الكاكاو .
"بوابة الأهرام" ألتقت مع بعض المستهلكين واستعانت بالمتخصصين لإيضاح الأمر وتقديم كافة المعلومات للمستهلك ولمن يهمه الأمر .
البداية كانت مع لبنى البنهاوي وقالت ، أنها تشتري الشوكولاتة لأبنائها من الباعة الجائلين نظرا لرخص ثمنها وأسعارها التي تناسب دخلها ؛ وأن أبنائها يطلبوا شراء الشوكولاتة بشكل دائم ؛ لذلك لا تستطيع شراء الأنواع الغالية من الشوكولاتة .
أما محمد أسعد قال ، أنه يشتري علب الشوكولاتة من القطار أثناء عودته من السفر لإسعاد أطفاله بها لأنها تباع في القطار بسعر بسيط؛ وتكفي عدد كبير من أسرته وطعمها حلو ومسكر جدا !!! ؛ وقال إنه لا يعرف سبب رخص سعرها في القطارات والأرصفة.
قالت أشجان سالم ؛ أنها تشتري قطع الشيكولاتة من المحل المقابل لبيتها القطعة بنصف جنيه وأحيانا تشتريها من الباعة الجائلين على الأرصفة ؛ وأكيد مكًوناتها مثل أي شيكولاتة تباع في المحلات الكبيرة.
الغش في مكونات الشوكولاته
بدوره قال الدكتور محمود بنداري ، دكتوراه علوم وتكنولوجيا الأغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية:" المفيد في الشوكولات هو أن تتناول شيكولاتة ذات جودة عالية ومرتفعة الثمن ؛ حيث أن الشوكولات الأصلية مرتفعة الثمن، لأنها أصلية، وتتكون من 7 مكونات هى"الكاكاو، السكر، اللبن البودرة، وزبده الكاكاو، والفانيليا، والملح وإضافة مادة ربط لربط كل هذه المكونات"؛ ولكن هذه المكونات يحدث هاه تلاعب، وتبدأ أول خطوات الغش في الشيكولاتة من استبدال زبده الكاكاو الأصلية بنوع ردئ ؛ أيضا يتم تخفيض كمية الكاكاو التي من المفترض أنها تضاف بنسبة 30%، ولكن يتم خفض نسبة الكاكاو إلى 9% فقط ؛ والأشد خطرا هو رفع كمية السكر بدرجة عالية جدا علما بإن إضافة هذه السكريات يجب أن لا تتعدى 25 % إلى 27% فقط ؛
ولكن الكارثة أنه يتم مضاعفة نسبة السكر المضافة للشيكولاتة الرديئة لتصل إلى 50% ؛ وهذه هي طرق الغش والتي يتم فيها رفع كافة نسب ومعدلات مكونات الشيكولاتة ولكنه يخفض نسبة أهم عنصر في الشوكولاته وهو الكاكاو ؛ ومن الغش أيضا خلط الكاكاو نفسه بزبده كاكاو رديئة مليئة بالدهون المشبعة والتي تتسبب في تصلب الشرايين أو زيادة الكولسترول الضار؛ بالإضافة إلى لجوء مصنعي الشوكولاته الرخيصة إلى استخدامهم أنواع كاكاو رديئة تسمى كنسه وقشور، والتي ينتج منها الشيكولاتة التي تباع بجنيه ونص جنيه ؛ رغم وجود أنواع ممتازة من الكاكاو مفيدة للجسم وبها مضادات للأكسدة وعناصر غذائية مفيدة .
وتابع بنداري ، أن الخطر يكمن أيضا في الشيكولاتة الرخيصة الرديئة ؛ وخاصة السائلة التي تظل سائله والتي لا يمكن أن تحدث لها خاصية التجميد ؛ نظرا لإضافه كمية ضخمة من زيت نواة النخيل عليها ؛ لأنها عبارة عن دهون أو زيوت نواة نخيل ومضاف لها نسبه ضئيلة جدا من الكاكاو؛ ويضاف لها نسبة كبيرة من السكريات والدهون مما تسبب تسوس أسنان الأطفال و يتعرض الطفل بسببها لكمية دهون ضخمة ؛ وعند الإمساك بعبوة هذه الشيكولاتة السائلة الرخيصة نجدها كثيف الدهون "مدهننة" في غلافها الخارجي رغم أنها مغلقة ؛ ولكنها بهذه الصورة؛ نظرًا لكثرة كمية الدهون المضافة لها من زيت نواة النخيل السائل.
وفي نفس السياق أضاف بنداري قائلا:"إن طريقة الغش الثالثة في الشيكولاتة الرخيصة ؛ يأتي في غش اللبن البودرة حيث يتم إنتاج اللبن الردئ وتصنيعه في بعض الشركات ؛ ويسمى لبن بودرة تركيب ويصنع من شرش اللبن البودرة المستورد؛ ويضاف له بعض الدهون بنسب معينة وكأنه يتم تندية شرش اللبن بالزيت ويتم خلطه عبر الطرد المركزي ؛ ثم تعبئته في شكائر ليصبح شبيه للبن البودرة وهذا النوع المصنع من لبن البودرة يتسبب في زيادة نسبة الأملاح التي لا يحتاجها الجسم وتسبب خطرا عليه ؛ وكل ذلك يتسبب في تسوس أسنان الأطفال وتعرضهم لدهون مشبعة رديئة وكميات رديئة من الكاكاو غير مفيدة؛ والمعروف أن اللبن البودرة الهولندي المتميز يتم استيراده من الخارج و تجرى له اختبارات معينه للتأكد من جودته وسلامته ؛ ولكن لا فائدة حيث أنه لا يتم استخدامه واستبداله بشرش اللبن بديلا عن اللبن الهولندي المتميز .
وتابع ، أن من طرق الغش استخدام الخروب بدلا من مسحوق الكاكاو نفسه ويخيل للمستهلك أنه كاكاو؛ وتتجاهل مصانع بير السلم استخدام الكاكاو المفيد الذي يحتوي على مواد مضادة للأكسدة ويحتوي على مركبات تنشط هرمون إنزيم السعادة ؛ ويتم استبدال الكاكاو بالخروب لاحتوائه على نسبة سكريات وكربوهيدرات عالية جدا؛ وعند إثبات قيام المصانع بهذا الغش فإن المواصفات المصرية تجبرهم على غلق المصانع ؛ ورغم ذلك كان هناك من ينادي باستخدام الخروب بدلا من الكاكاو في تصنيع الشوكولاتة، نظرا لارتفاع أسعار الكاكاو ؛ ولكن كثير من الدول رفضت هذا الاتجاه لأنها بإضافة الخروب لن تكون شوكولاته التي تعطي فوائد للجسم ؛ وهذه الفوائد تتوفر في الشوكولاته الداكنة المفيدة المنخفض فيها نسبة السكر واللبن وزبده الكاكاو أوالتركيز فيها على زيادة نسبه الكاكاو؛ والتي ترتفع فوائدها حيث أنها تساعد على تنظيم العمليات الحيوية داخل الجسم وتنشط إفراز هرمون السعادة.
وأضاف بنداري ؛ أن سعر كيلو الكاكاو النقي الهولندي الممتاز أو الغانا والاسباني يصل إلى 80 جنيه؛ وبسبب هذا السعر المرتفع نجد أن علب الكاكاو الرديئة تتكون ثلاثة أرباعها من السكر والباقي كاكاو بسيط ؛ فهنا المستهلك يشتري سكر وليس كاكاو؛ ويحصل على علبة الكاكاو المغشوشة بسعر 10 جنيه؛ وجميعها طرق غش تتم في مكونات الشيكولاتة وتصب في جسد المستهلك ؛ في حين أن المصانع المجهولة التي أنتجت هذه الشيكولاتة المغشوشة لم تقع عليه تكلفه في السعر لأن جميعها خامات مصنعة ورخيصة؛ ولكن المستهلك يعتقد أنها منتجات جيدة رغم احتوائها على دهون مشبعة تسبب زيادة الكوليسترول الضار المسبب للإمراض.
ونبه بنداري قائلا:"ما تشريش بفلوسك اللي يمرضك ويضرك"، لذلك على المستهلك أن يمتنع عن شراء الشوكولاته الرخيصة مجهولة المصدر حفاظا على الصحة ؛ مع ضرورة شراء الشيكولاتة الجيدة الغالية ولو مره واحده في الشهر؛ وان يتناولها بطريقة صحية وأفضلها الشيكولاتة الداكنة الصحية والتي تنتجها بعض الشركات بإضافة زبده الكاكاو الطبيعي وتصديرها للخارج ؛ وهناك شركات أخرى تنتجها وتطرحها في الأسواق لمن يرغب في شرائها".
وتابع أن الشيكولاتة كما لها مميزات أيضا لها عيوب خاصة إذا كانت من مصادر رديئة مما تتسبب في رفع الكولسترول في الدم ؛ فضلاً عن أن الإكثار منها يتسبب في الصداع النصفي لذلك يجب عدم الإفراط و الاعتدال في تناولها.
التعرض للتلوث
قال بنداري ، أن الشيكولاتة تصبح عرضة للتلوث لان ليس بها مادة حفظ ؛ لذلك يجب الاعتناء بها في مناخ خالي من التلوث ؛ وان يراعى في تصنيعها الخطوات التصنيعية الجيدة بهدف إنتاج شوكولاتة ممتازة غير ملوثة ؛ فضلا أنها لا تتعرض لدرجات حرارة عالية إلا أثناء مرورها بماكينات تنعيم الشيكولاتة لدهكها بهدف إعطائها جودة ممتازة ( لذلك لا يمكن تصنيع الشيكولاتة في خلاط عادي) وهنا فقط تتعرض إلى درجة حرارة تصل فقط إلى 65 درجة مئوية ويتم تبريدها عند 5 أو 6 درجة مئوية وهذه الحرارة فقط تتم وقت التصنيع ولا يعتبر هذا حفظ لها .
وتابع ، أن من مصادر تلوث الشيكولاتة المصنعة أيضا تحت بير السلم؛ يتم من خلال استخدامهم ورق تغليف الشوكولاته من ورق بواقي مصانع وهو ورق مستورد معرض للأتربة والتلوث ويطلق عليه بواقي ورق تغليف مستورد أجنبي معروف بورق الفويل الألوان ؛ وهو من المفترض أن يباع من الأساس على انه نفايات و لذلك فإن استخدامه الأساسي كورق للزينة ؛ ولكن للأسف مصانع بير السلم تقوم باستخدامه في تغليف الشيكولاتة ؛ ويكون هذا الورق المستورد بألوان صارخة وقوية بهدف جذب أنظار المستهلك للشراء .
أكذوبة الشيكولاتة البيضاء
من جانبه قال الدكتور محمود الوليلي بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن ثمرة الكاكاو بعد طحنها يستخلص منها زبده الكاكاو و بودرة الكاكاو الطبيعي الأصلية ؛ والشيكولاته الأصلية عند تصنيعها تحتاج إلى 7 مكونات والأساس فيها هو الكاكاو الأصلي ؛ لكن ما يطلق عليها شيكولاتة بيضاء هي ليست شوكولاتة، ولكنها مجرد كريمه بيضاء لإن مكوناتها عبارة عن سكر بودرة وبديل زبده كاكاو وليس زبده الكاكاو الأصلية ؛ بالإضافة إلى لبن البودرة والفانيليا والملح ولذلك فهي ليست شكولاته لعدم وجود الكاكاو بها ؛ حيث يعتبر الكاكاو هو الثمرة الأساسية للشيكولاتة التي تحتوي على جميع الفوائد ؛ لأن الكاكاو يحتوي على مكونات تساعد على تنشيط الجسم وإنتاج هرمون في الجسم يزداد عند تناول الشيكولاتة الداكنة المنخفضة السكر فتنتج هذا الإنزيم الذي يعطي الإحساس بالسعادة واعتدال الحالة المزاجية أيضا ؛ بالإضافة إلى أن الشوكولاته الأصلية تمد الجسم بمضادات الأكسدة والمركبات التي تفيد العمليات الحيوية داخل الجسم، بالإضافة إلى المركبات الكيميائية والتي تنشط وتنظم حركة الجسم التي يحتاجها جسم الإنسان ؛ لإن القلب والعقل وأجزاء كثيرة من جسم الإنسان يحتاجها ليتمكن الجسم من العمل بصورة وكفاءة أعلى.
الشوكولاته وطرد السموم
وتابع الوليلي ، أن مضادات الأكسدة أيضا تساعد على إزالة السموم الناتجة من عمليات تناول الأكلات الشعبية مثل الطعمية والمقليات؛ حيث تتولى مضادات الأكسدة طرد السموم الناتجة عن تناول الأطعمة المقلية وطردها خارج الجسم؛ حيث أن استمرار هذه السموم يجعلها تستقر في الكلى وتتسبب في إصابة الجسم بالسرطان.
وفي نفس السياق قال الوليلي ، أما زبده الكاكاو الأصلية التي تستخلص من ثمرة الكاكاو تحتوي على دهون أحادية عدم التشبع؛ وهي دهون غير ضارة بل بالعكس هي مفيدة جدا للجسم حيث تعمل على زيادة نسبة الكولسترول المفيد ؛ حيث يوجد نوعين من الكوليسترول في الجسم منهم كولسترول ضار وأخر كولسترول مفيد؛ لذلك زبده الكاكاو الأصلية تعمل على زيادة الكولسترول المفيد لأنها تحتوي على دهون أحادية عدم التشبع؛ ولكن نظرا لارتفاع أسعار زبده الكاكاو لم يعد تنتج شوكولاتة طبيعية مضاف لها منتج زبده الكاكاو الطبيعية بسبب ارتفاع ثمنها وانخفاض إنتاجها ؛ لإن إنتاجها الآن نادر نظرا لانخفاض محصول الكاكاو فبتالي لم يعد يكفي الإنتاج العالمي والاحتياجات العالمية؛ وبسبب ذلك أنتجوا ما يسمى بدائل زبده الكاكاو، والتي تختلف في تركيبها عن زبده الكاكاو الأصلية ؛ ولكن لأنهم وجدوا البدائل سعرها مرتفع أيضا فقاموا بتصنيع بدائل أرخص واستخراجها من زيت نواة النخيل ؛ وليس المقصود النخيل نخيل البلح ولكنه نخيل معين على شكل ثمرة تشبه نواة الخوخ والبرقوق ؛ ويستخلص من هذه النواة الزيت المهدرج الذي ينتج منه زبد صلبة تشبه زبده الكاكاو في الشكل والخواص والسلوك الحراري ولكنها تختلف عنها في التركيب الكيميائي وهي البديل الرخيص المستخدم في الوقت الحالي.
وتابع الوليلي ؛ ان هذه البدائل الرخيصة تعتبر مشكلة حيث تسبب أزمات صحية ؛ وكلمه بدائل تكتب بالفعل على كافة أغلفه الشوكولاته وهي بدائل تختلف في أضرارها لأنها دهون مشبعة ؛ تؤدي لارتفاع نسبة الكولسترول الضار الذي يتسبب في زيادة ترسيب الدهون في الشرايين وهذه البدائل تنتجها ماليزيا وإندونيسيا وعلى الجانب الآخر إنتاج زبده الكاكاو الرخيصة الضارة المستخلصة من زيت نواة النخيل المهدرج، لكن يوجد نوع آخر من بدائل زبده الكاكاو راقي وغالي ولا يضر.
الرقابة
بدورهم قال الدكتور سمير وطلعت الباجوري"وكلاء وموزعين للشيكولاتة المستوردة في مصر "؛ مما لاشك فيه ان الشيكولاتة المصنعة تحت بير السلم تصنع في معامل سيئة رغم أن صناعة الشيكولاتة تقوم على علم وليس بطريقة عشوائية ؛ لذلك لابد من وجود رقابة جيدة من وزارة الصناعة ووزارة الصحة لحصر كل أنواع الشيكولاتةالسيئة ؛ وأيضا الشيكولاتة المصنعة بالبسكوت أو من غير بسكوت والتي تباع في جميع محلات البنبون والشيكولاتة وأماكن بيع اللب والسوداني؛ فهذه الأماكن جميعها بؤر يجب مراجعتها وعمل رقابه شديدة عليها؛ حتى لا تخرج أي قطعة شيكولاتة سواء غامقة أو فاتحة إلا بعد حصولها على مواصفات تضم مكونات الشيكولاتة وتصبح معتمدة من وزارة الصناعة وأن يكون لها ترخيص كخط إنتاج .
وأضاف الباجوري؛ أن جميع مكونات وخامات الشوكولاته معروف أماكن بيعها في القاهرة ؛ ولكن خامات الشيكولاته أو مكوناتها التي يتم استيرادها يجب دخولها بمواصفة وجوده معينة ؛ مع عمل رقابة على منبع دخول هذه المواد الخام المستوردة؛ بالإضافة أن هذه المواد الخام المستوردة بها أنواع تاريخ استخدامها وصلاحيتها انتهت ؛ لذلك لابد من الرقابة حتى لا يصاب أحد بضرر لصالح أطفال مصر المحبين جدا للشيكولاتة لأنها منتج لن ينتهي إنتاجه.
وأشار الباجوري ، أن الشوكولاته التي تباع ال3 بخمسة جنيه عبارة عن سكر ولا يراعى فيها التخزين حيث من المفترض أن لها طريقة تخزين ودرجه حرارة معينة؛ لإن مكونات الشيكولاة لابد من حفظها؛ ولا يصلح ما يحدث من الباعة الجائلين من بيع الشيكولاتة المباعة على الرصيف لأنها تصبح ملوثة لأنها اختلطت بالتراب والبكتريا ؛ وغير محفوظة بطرق سليمة وأمنه وعدم تركها مكشوفة.
وتابع ، أن التخزين يحتاج ثلاجات تبريد ولكن منتجي الشيكولاتة المجهولة المصدر يحتاج إصلاحه تبريد ضخمة جدا تكفي إنتاجه لأنه بعد إنتاج الشيكولاتة يجب دخولها ثلاجات التبريد وبالتالي إنتاج تحت بير السلم لا يستخدموا هذه الثلاجات وبالتالي يتلف إنتاجهم من الشيكولاتة ويحدث تحلل لجميع مكوناتها الرديئة .
وتابع الباجوري قائلا:"أن القصة تكمن في أن صاحب المصانع المجهولة، له أمنيه امتلاكه معمل شيكولاتة ؛ لكن يجب أن يكون معمل نظيف في مكان نظيف بمنطقة صحية ونقيه غير معرض للأتربة مع وجود خط إنتاج بسيطة؛ ومع سهولة تصنيع الشيكولاتة وبساطة تكلفة التصنيع جعل الناس تنتجها وتصنعها في الحواري وتحت بير السلم ؛ حيث أن الشيكولاتة لا تحتاج خطوط إنتاج ضخمة لكن يجب أن تتوافر فيه الشروط الصحية؛ بداية أن تكون مكونات الشيكولاتة صالحة للاستعمال مع توافر ثلاجات لتخزين الشيكولاتة؛ وكذلك توفر المخزن التي ستخزن به المواد المستخدمة في صناعه الشيكولاتة وان يراجع فيها درجه الرطوبة والحرارة ؛ مع الحصول على المواصفات من وزارة الصحه بتصنيع الشيكولاتة وبعد انتاجها تختبرها وزارة الصحة ؛ ومراجعة من قام بالإنتاج لمعرفة تحسين الجودة أثناء التصنيع وبعد انتهاء الكنترول يجب أن يتم له اختبار، بالإضافة إلى الاهتمام بالغلاف الأول الذي يوضع على الشيكولاتة مباشرة وأن توضع مواصفة لهم بمواصفة ورق التغليف.
ترخيص مصانع بير السلم
وقالت سعاد الديب رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك وعضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك ، أن المشكلة الرئيسية تكمن في المصانع غير المرخصة حيث لا يوجد عليها متابعة أو رقابة والتي يجب أن تدخل في الاقتصاد الرسمي لانها تضر المستهلك والصناعة وتضر بسمعة البلد، وللأسف هناك مصانع لبير السلم تصدر للخارج .
وأضافت أنه من قبل تم تطوير 25 مصنع من المصانع المجهولة، وكانت تجربة جيدة؛ لأنه تم تحويلها من مصانع عشوائية لا أحد يعرف عنها شئ إلى مصانع معترف بها وتم تصحيح أوضاعها وتسير بمواصفات محددة وتنتج منتج جيد وتتمنى أن الدولة تعيد هذه التجربة وأن تعطي لهم الدولة فترة سماح وتساعدها على أن تتحول من مصانع مجهولة إلى مصانع معلومة وتعتبر هذه المصانع المجهولة مشاريع الصناعات الصغيرة وتدعمها كمشروعات صغيرة تبدأ بتصليح أوصلها وتضع لها مواصفات لتعمل بشكل رسمي، وبذلك تتحول هذه المصانع المجهولة إلى أنها تصبح إضافة جديدة للاقتصاد القومي؛ ولذلك من الضروري أن تتكاتف جميع الجهات المعنية بهذا الأمر ليصبحوا أكثر قوة أمام أخطار هذه المصانع التي تبيع مخلفات الحلويات وتغلف بأوراق مغريه ويقبل على شرائها الأطفال وآبائهم ؛ لان للأسف المستهلك يلهث خلف المنتجات رخيصة الثمن لذلك على المستهلك أن يدقق عند اختياره للمنتج ولا يهتمون بتاريخ صلاحية المنتج ؛ والبائعين يستغلوا عدم اهتمام المستهلك بتاريخ الصلاحية لأن هدفه تسويق منتجه فقط والتكسب منها.
جلطات المخ والشرايين
وأشار الدكتور محمد فاروق، استشارى القلب والأوعية الدموية بطب عين شمس أن شوكولاتة بير السلم تصنع من الزيوت المهدرجة وأضافت نسبة عالية من السكر؛ ولذلك إذا تناولها مريض السكر ستؤدي إلى خفض او رفع السكر بنسبة عالية مما تسبب إصابته بغيبوبة سكر وارتفاع نسبة الحموضة في الدم بدرجة كبيرة ؛ بالإضافة إلى أن نسبة السكر المرتفعة تتسبب في زيادة ترسيب الدهون في الجسم ؛ وتساعد على صناعة الهيكل الذي تركب عليه الأحماض الدهنيه فتتسبب في رفع الدهون الثلاثية ؛ والتي يترتب عليها الإصابة بجميع مشاكل تصلب الشرايين في القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم وجلطات المخ وجلطات الشرايين الطرفية ؛ هذا بالنسبة لأضرار السكر أما بالنسبة لأضرار الزيوت المهدرجة فهي نفس القصة.
وتابع فاروق قائلا:"إن الزيوت والدهون نوعين وهما الدهون المشبعة والغير مشبعة أو الأحماض الدهنية الضارة والنافعة؛ وكل ما يضاف من دهون على الشوكولاتة الرديئة هي دهون مهدرجة ضارة وليست مثل الدهون النافعة الموجودة في زيت السمك مثلا أو في بعض الفيتامينات؛ وكل ذلك يؤدي لترسب الدهون الثلاثية ورفع نسبة الكولسترول الضار في الجسم فيتسبب في حدوث الجلطات والأزمات الحادة و تصلب الشرايين ؛ ليس فقط على المدى البعيد، ولكنها تسرع في نسبة حدوث الجلطات سواء في المخ وفي القلب وخاصة أن هذه الدهون الزائدة تتعرض للأكسدة وخاصة إذا كان الشخص مدخن ؛ بالإضافة إلى أن الدهون المؤكسدة تؤدي لحدوث شرخ أو انشقاق في الجدار الشرياني وبتالي تتكون فيه الجلطات .
أما بالنسبة للدهون النافعة تابع فاروق قائلا ، أنها دهون نستفيد منها ونحصل عليها من الأسماك وزيت الزيتون و الزيت الحار أو زيت بذره الكتان والزبد والسمنة البلدي ؛ وهي ترفع نسبة الدهون النافعة في الجسم أو ما يسمى بمكنسة الدهون النافعة في الجسم ؛ وهي تسمى بالدهون النافعة لأنها دهون تسير في الدم وتعمل على إزالة الدهون الزائدة الضارة في الجسم وتكنسها بالفعل ويساعد في ذلك المشي والرياضة ؛ لأن هذه الدهون تعمل على رفع نسبة الحموضة في الدم بالإضافة إلى أن مريض السكر عندما يحدث له ارتفاع في نسبة الحموضة في الدم فهنا تعتبر مرحلة متقدمة من الارتفاع لنسبة السكر في الدم وتؤدي لحدوث غيبوبة السكر وهي نوعين إما انخفاض شديد في السكر أو ارتفاع شديد في السكر وتزيد معها لزوجة الدم فترتفع احتمالية الجلطات في القلب والمخ؛ لأنه عندما يرتفع السكر بشكل كبير فيخرج مع البول ويسحب معه المياه فيؤدي لحدوث جفاف لدى المريض؛ والارتفاع الشديد في السكر قد يؤدي للوفاة ؛ وعلى المدى البعيد سترتفع نسبة الدهون الضارة في الجسم وتصنع الهيكل الذي تركب عليه الأحماض الدهنية ؛ أيضا السكر والكربوهيدرات تساعد على رفع نسبة الدهون في الدم بدرجة كبيرة ويمكن بدرجة أكبر من الدهون نفسها ؛ وهذا بخلاف المواد الحافظة والمواد مجهولة الهوية والتي تسبب الإصابة بالسرطان .
جدير بالذكر أن بداية اكتشاف الشيكولاتة والكاكاو كان في أمريكا الجنوبية ؛ ولكن أكثر الدول زراعة وإنتاج للكاكاو الجيد هي غانا ووسط إفريقيا نظرا لطبيعة مناخها الحار؛ وكانت الشيكولاتة تقدم في انجلترا بعد الساعة الثامنة عبارة عن قطعة شيكولاتة تسمى (after 8) وتصنع من الشوكولاته الداكنة، ويضاف لها النعناع وتشرب مع القهوة بعد تناول وجبة العشاء ثم بدأت قطعة الشوكولاته التي تظهر في صورة المربع الصغير تستخدمها جميع فنادق العالم مع القهوة وجميع السفارات العربية والغير العربية والشركات الكبيرة تقدمها لعملائها .
وقد بدأ إنتاج الشيكولاتة في العالم في عدد من الدول اشتهروا بإنتاج الشيكولاتة المتميزة فبدأت في سويسرا في القرن 17عام 1850 ؛ وتعتبر أولى الدول في إنتاج الشوكولاته ثم بلجيكا ثم فرنسا ثم إنجلترا تليها إيطاليا وألمانيا وهولندا ولبنان ؛ ويعتبر كم الشيكولاتة التي يتم تصديرها من هذه الدول تمثل دخل كبير لاقتصادها وبعض الدول تعتبر الشيكولاتة صناعة إستراتيجية لأنها تساهم في إدخال عملة صعبة وموارد مالية لهذه الدول لان صناعه الشيكولاتة تحتاج لأشياء بسيطة جدا ؛ ومن يمكن أن تصبح مصر متقدمة في صناعة الشيكولاتة أيضا من خلال البحث العلمي الذي يقدم المواصفة السليمة لإنتاج الشيكولاتة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.