تكتب فى حضرة الأستاذة أنت تحظى بميلاد جديد ويُرفع عنك الحجاب لترى الحياة على طريقتها عندما تسمح لك بالدخول إلى عالمها السحرى أنت محظوظ لأنك صرت فرعا من شجرة عملاقة جذورها تضرب فى الأرض لألف عام وأفرعها ترتفع إلى عنان السماء لألف سنة ضوئية تُورق زهورًا مع لمساتها الحانية وابتسامتها المطمئنة وتثمرعباقرة من تشجيع وإلهام وثقة تبثها سيدة الصحافة المصرية الأولى وأن تحبك وتؤمن بك وتشيد بك أمر آخر فقد فتحت لك أبواب الدنيا. لأننا عندما نقول الأستاذة فهي سناء البيسي الكاتبة الصحفية العظيمة التي تتلمذنا فى مدرستها المتفردة وتأثرنا بها إنسانيا ومهنيا فقد سكنتنا بروحها فصرنا ومضات متناثرة من نور عملاق يضيء دربنا وتلمح ذلك جليا فى تفاصيل حياتنا ومفرداتنا فكلمة «حبيبي» التصقت بنا عندما نخاطب الآخرين وما وراءها من حنو ورحمة بالآخرين وبريق الفكرة والانفراد الذى يلمع فى عيوننا ونتذكر توجيهات الأستاذة ودروس المهنية والمكانة التى وضعت نصف الدنيا فيها. ونتساءل هل سترضى عنا الأستاذة عندما تقرأ ما كتبناه على صفحات مجلتها العزيزة هل نقترب لبعض ما حققته وحلمت به؟ أعتقد أن بداخل كل منا نحن «ولاد سناء البيسي» رابطا روحيا لن ينقطع أبدا نستحضرها فى كل تفاصيل حياتنا المهنية لنكتب إليها وننتظر أن تقرأ فتطبطب علينا فخرا أو توجهنا إلى الأفضل فدائما ما كانت تمهد لنا الطريق وتجعلنا نكتشف أنفسنا. فهي صاحبة البصيرة النافذة التى تخرج كل قدراتنا إلى السطح وتطوعها لتمنحنا هوية جديدة ولأنها صاحبة قلب كبير ومكانة عظيمة فلم تكن تبخل على صغارها بفرص لا يجود بها الزمن فتُعلي من شأنهم لأنها كبيرة المقام والفكر تعرف الموهبة وتغذيها لتكبر وتبدع فسناء البيسي أسطورة الصحافة والحياة التي نسجتها بخيال شاعر وريشة فنان ومهنية صحفية وحب ورحمة أم تحتضن كل من يقترب منها. ولم تكن مجلة نصف الدنيا هي مجرد مجلة ترأسها بل حياة كاملة خلقت تفاصيلها ونمقتها واختارت أبطالها فصارت بيتا وسكنا لكل مريديها وصرنا نحن جنودا فيها مرسلين بروح منها لنحقق المستحيل ونحصد النجاح إلى جوارها وتمر الأيام والسنوات لتصبح نصف الدنيا عروس الصحافة المصرية والعربية. واليوم نحتفل بعيد ميلادها الواحد والثلاثين ونستلهم من إبداع الأستاذة سناء البيسى عددا يحمل روح وهوية مجموعتها القصصية «هو وهي» والتى تحولت إلى مسلسل تلفزيوني شهير من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي والذى يعد أحد علامات الدراما البارزة التى تركت أثرا لا يُمحى فى وجدان أجيال كاملة فقد تناولت خلاله حكايات النصف الحلو والنصف الآخر بحساسية ودقة وعمق كشفت مكنون العلاقة بين الرجل والمرأة فى أجمل صورها وعلمتنا كيف تكون الحياة والحب. ولأنني آمنت بكل ما تعلمته من أستاذتي من معاني السمو والإنسانية والمثالية والمهنية فقد أزعجني غياب قصص الحب والعِشْرة والبيوت العَمْرَانة والمودة والرحمة وسط ارتفاع حالات الطلاق والانفصال السريع بعد قصة حب عظيمة ومقولة «خلاص ما فيش حب» لأؤكد أن هناك حبا وقصص نجاح وزيجات تمتد إلى سنوات طويلة عبر واحد وعشرين حوارًا ما بين هو وهي عن «سيرة الحب» لتكون شهادة حية على أن «فى الدنيا ما فيش أبدًا أحلى من الحب نتعب نغلب نشتكى منه لكن بنحب».