أنا وأبناء جيلي من الصحفيين والكٌتاب المٌتخصصين في السياسة الدولية والخارجية وخاصة من أبناء مؤسستنا العريقة (الأهرام) اعتدنا أن نفتخر كلما دخلنا مبنى الأممالمتحدة المميز في قلب منهاتن في مدينة نيويورك.. نزهو ونفخر بالزميل العظيم الراحل الدكتور يوسف بطرس غالي. ويذكر أن الدكتور بٌطرس غالي ذلك الديبلوماسي المصري العظيم كان العربي الوحيد الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة وكان أيضًا الأمين العام الوحيد للأمم المتحدة الذي لم يشغل المنصب سوى مٌدة واحدة بسبب الفيتو الأمريكي ضده بالرغم من موافقة 14 دولة على ذلك من دول مجلس الأمن ال 15.. وكان الفيتو الأمريكي ضد بطرس غالي لمعاقبته على إصراره ومطالبته لأعضاء الأممالمتحدة بدفع المتأخرات المالية عن عضويتهم وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية الملزمة بتسديد 25% من ميزانية الأممالمتحدة طالما كانت تتلكأ في تسديدها وتتأخر، وكذلك بسبب اعتراضه على ممارسات إسرائيل في جنوبلبنان وعلى مذبحة قانا وقتها (في عام 1996).. ولمن لا يعرف فإن الدكتور بطرس غالي هو مؤسس مجلة السياسة الدولية التي تُصدرها مؤسستنا العريقة الأهرام والتي أصدرتها عام 1965 وترأس تحريرها منذ ذلك التاريخ وحتى عام 1991، وما زالت المجلة منارة للفكر والسياسة الدولية تنهض على الحقائق والعلم والواقعية العملية.. كٌلما قمت بزيارة مبنى الأممالمتحدة وما زلت أفتخر به وأزهو.. والجديد أن الفخر بمصريتي داخل الأممالمتحدة.. ازداد وتضاعف بعد أن اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة جميع النسخ الثلاث لمنتدى شباب العالم في مصر كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب وفقًا لفاعليات الجلسة المنشورة على موقعها.. وكان منتدى شباب العالم قد انطلق للمرة الأولى في مدينة شرم الشيخبجنوبسيناء تحت رعاية الرئيس السيسي وبمشاركة دولية واسعة وسعدت بحضوره جدًا، وكنت وقتها مٌديرًا لتحرير برنامج الحياة اليوم.. وقد نجحت البعثة المصرية في الأممالمتحدة في تضمين القرار في جلسة العام الحالي، وذلك بدعم من العديد من بعثات الدول الإفريقية وفي مقدمتهم السنغال.. وما يدعو للفخر أن هذا القرار سيؤدي إلى ترسيخ وضع المنتدى على الخريطة الدولية، وذلك في توقيت يشهد التحضير لعقد المٌنتدى السنوي للشباب من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. وكان تفشي وباء فيروس كورونا قد تسبب في تأجيل بعض الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية والاقتصادية العالمية الكبرى عالميًا ومحليًا من أبرزها المنتدى السنوي للشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأممالمتحدة، وتأثر منتدى شباب العالم بقرار منع تنظيم الفعاليات الكبرى التي تتضمن أي تجمعات كبيرة من المواطنين وغلق المطارات وتوقف حركة السفر بين الدول للحيولة دون انتشار فيروس كورونا، وهو ما أدى لعدم عقد أي فعاليات للمنتدى طوال 2020.. وكان منتدى شباب العالم قد تأسس في شرم الشيخ عام 2017 وهو من أنجح الفاعليات الدولية التي نظمتها مصر وحدث سنوي عالمي يهدف الجمع بين الشباب من مختلف أنحاء العالم تحت رعاية الرئيس السيسي وتم عقده لمدة ثلاث سنوات متتالية، كان آخرها في عام 2019 وحضر الإصدار الأخير 7000 مشارك تم قبولهم من بين 300 ألف متقدم، وعقدت ورش عمل موازية للمشاركين لتبادل وجهات النظر حول الموضوعات التي تم طرحها ومناقشتها لاحقاً من قبل الشباب. واختتم المنتدى عددًا من التوصيات، من بينها إطلاق مبادرات أفريقية لتعزيز التحول الرقمي ومكافحة القرصنة الرقمية وإطلاق منصة رقمية عربية إفريقية، لنشر دراسات المرأة وتمويل المبادرات النسائية.. وغيرها من المحاور ونماذج المحاكاة ونتج عن منتدى الشباب انخراط مئات من الشباب المصري الواعد في الحياة السياسية والتشريعية حتى الآن .. وللحديث بقية