هى الملجأ الأمثل من برودة الشتاء وأجوائه المتقلبة، هى واحة سيوة، التى باتت أحد أشهر المواقع المتصدرة لقائمة الوجهات الأنسب لقضاء عطلة شتوية مثالية سواء للمشاهير أو جمهور الزائرين من داخل مصر وخارجها. ومع هذه الأسباب الوجيهة، بات هناك سبب إضافى وراء تضاعف أعداد زائرى سيوة لهذا العام، وهو مساعى الهروب من مضايقات فيروس « كورونا» المستجد. فعلى بعد 800 كيلو متر من القاهرة، ومرورا بطريق «الضبعة» الجديد، وبعد 3 ساعات من مدينة مطروح، تقع سيوة. وهناك تستقبل الواحة العريقة زائريها بوجوه مواطنيها البشوشة، وطقسها الربيعى الرائع، ومنابع المياه الساخنة والباردة، فضلا عن بحيراتها الكبريتية وآثارها التى ترجع لعهود ما قبل الميلاد. الاستمتاع بصحراء الواحة فى تفسيره لتفرد «سيوة»، يوضح على خالد، صاحب أحد المراكز الترفيهية بالواحة، أن سيوة باتت مقصدا رئيسيا للمشاهير من مختلف أنحاء العالم، وذلك قبل سنوات طويلة، ولكن منذ العام الماضى ومع ظهور فيروس كورونا، والحديث مازال لخالد، وجد المصريون من مختلف الفئات فيها مأربهم للهروب من الزحام وأجواء القلق والتباعد فى المدن. وساهمت مبادرة «شتى فى مصر» والتى أطلقتها وزارتا السياحة والآثار، والطيران المدنى اعتبارا من يناير الماضى، فى زيادة أعداد زائرى سيوة. ويضيف يوسف محمد، مالك أحد الفنادق فى الواحة، أن التطور المستمر الذى تشهده سيوة، جاء ممزوجا مع الحفاظ على سمات البساطة الراسخة فى الواحة، فالأراضى المزروعة فى سيوة لا تختبر استخداما للمبيدات أو المواد الكيميائية. ويضيف محمد أنه حتى مقرات الإقامة بالنسبة للسائحين يغلب عليها استخدام العناصر الطبيعية. وبخلاف بساطتها المعهودة، فسيوة مازالت تشتهر ببحيرات الملح القادرة على تبديل طاقة زائريها وتحقيق آمالهم فى الاستشفاء، فضلا عن منطقة بحيرة «فطناس» التى تشهد حضورا واسعا من جانب السائحين والزوار المصريين، وكذلك المصورون المحترفون، لمشاهدة لحظة غروب الشمس. كانت هذه بعض عوامل الجذب التى شجعت الطالبة الجامعية إسراء فاروق على قبول اقتراح أصدقائها بقضاء عطلة منتصف العام هناك. وتؤكد إسراء: «لم أكن أتوقع ان تكون سيوة بهذا الجمال الخلاب، خاصة فيما يتعلق بعيون المياه الكبريتية التى تبعث على راحة النفس والبدن، بالإضافة إلى نقاء الطقس». نمط معمارى مميز .. من أهم عناصر الجذب أما محمود مسعود، مهندس، فقد جاء الى سيوة فى زيارة بصحبة أسرته، ليكتشف أن أسعار زيارتها والإقامة بها فى متناول الجميع، مشيرا إلى ما لفت نظره من تميز الواحة بتوافر أشهر أنواع التمور والزيتون بأسعار معقولة، ما جعلها الهدايا الأنسب للعودة بها من رحلة سيوة. ويحكى محمود الدميرى، مدير مكتب تنشيط السياحة بسيوة، أن زيادة الأقبال على الواحة من جانب المصريين جاءت بعد أن أصبحت وجهة مثالية للعديد من المشاهير حول العالم، مما ساعد بشكل كبير فى زيادة الترويج لها. وأشار العميد عصام عبد الغنى، رئيس مركز ومدينة سيوة، إلى سر إضافى من أسرار سيوة، وهو قرية « الجارة» ، الواقعة على بعد حوالى 120 كم شمال شرق الواحة، موضحا أن «الجارة « من المناطق الفريدة وذات الطبيعة الخلابة. وأشار إلى أن جهود الدولة الأخيرة ساعدت فى جذب الأضواء إلى «الجارة»، خاصة فيما يتعلق بمد عدة طرق تربط بينها وبين المناطق المجاورة. كما أنها تتميز بمعالم أثرية وسياحية فريدة منها قلعة شالى، والجبل الباكى، وعيون المياه الطبيعية. ويضاف إلى ذلك كله، شهرة القرية فى مجال الصناعات التراثية، خاصة فى مجال صناعات الخوص والجريد. وقد ساعدت هذه العوامل مجتمعة فى جعل «الجارة» وجهة مثلية لرحلات اليوم الواحد. وأضاف عبد الغنى أن زيادة الإقبال على الواحة تزايدت مع إعادة افتتاح قلعة شالى الأثرية، وتنفيذ المبادرات التى تستهدف تسليط الضوء على الواحة. وكشف عن المشروع القائم حاليا بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، لإنشاء متحف أثرى بالواحة، وتدريب وتأهيل العاملين بالقطاع السياحى لتوفير فرص العمل للشباب. الماء والخضرة فى لقاء خاص سيوة لوحة خلابة