أكد الدكتور حسين العطفي وزير الري الأسبق، أن هناك تحديات خارجية كبيرة تواجه مصر في قضية المياه ، موضحا أن الفجوة المائية تقدر ب 15 مليارا مؤكدا أن هناك ما يقرب من 6 مليارات متر مكعب من مياه الصرف الصحي يمكن معالجتها واستخدامها في الزراعة، مشيرا إلى وجوب أن تكون هناك إجراءات للحد من التلوث المائي لأنها تؤثر على سياسات مصر المائية والتحديات في سد الفجوة المائية. وقال "العطفي" خلال ندوة "قضية المياه في مصر "بنقابة المهندسين مساء أمس، إن حوض النيل هو العمق الإستراتيجي في تحقيق الأمن المائي المصري وخاصة السودان شمالا وجنوبا مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى مشاركة مع دول حوض النيل وأن هناك تغييرات كثيرة جدا في الملف بعد التوقيع المنفرد لاتفاقية "عنتيبي" والتي تم التوقيع عليها من قبل 4 دول في مايو 2010 بمدينة "عنتيبي" الأوغندية لإعادة اقتسام مياه النيل وهم "إثيوبيا، وأوغندا، ورواندا، وتنزانيا"، وذلك فى غياب مصر والسودان بعد 10 سنين من المفاوضات بين دول الحوض، كما التحقت بالدول الأربعة "كينيا" و"بورندى" في الوقت الذي شهدت إفريقيا تراجعا للدور المصري وتنامي أدوار أخرى لدول مثل أثيوبيا ولدول من خارج القارة. وقال "العطفي":إن جنوب السودان يسقط عليه 500 مليار متر مكعب من المياه سنويا ولا يتم الاستفادة منها إلا ب 50 مليارا فقط وطالب بالتحرك والتعاون مع دول حوض النيل وأفريقيا وأن يصبح نهج استراتيجي سواء في المحاور السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الإعلامية وإحداث حالة من التقارب مع كل الشعوب الإفريقية وخاصة دول حوض النيل. وأكد أن شبكة المياه في مصر متهالكة، مشيراً إلى أن استهلاك مصر من المياه حالياً يبلغ 9 مليارات متر معكب، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يصل بنهاية عام 2012 ، إلى 12 مليار متر مكعب. وأشار إلى أن محاصيل الأرز وقصب السكر، تستهلك أكثر من 25 % من حصة مياه مصر بالإضافة إلى محصول "الموز" الذي يستهلك أيضا كمية كبيرة من حصة المياه مطالب بوضع سلسلة من الإستراتجيات لترشيد استهلاك المياه من خلال تغيير نظام الري. وقال: إن هناك فجوة ثقافية وعدم وعي بسبب ثقافة الوفرة في حين أن هناك ندرة كبيرة تعاني منها مصر في قضية المياه مؤكدا أن وزارة الري في حاجة إلى كوادر جديدة وعدد كبير من المهندسين بعد أن أصبح مهندسي الري قليلين مقارنة بالإعمال الموكلة للوزارة.