موقف وزير الرى السودانى الأخير من سد النهضة يدعونا إلى الوقوف قلبا وقالبا مع حكومة السودان ضد تعسف إثيوبيا وإصرارها على تنفيذ الملء الثانى للسد، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للسودان ومصر. وصف وزير الرى السودانى عملية ملء سد النهضة الإثيوبي بالتهديد المباشر للأمن القومي السوداني، مقترحًا توسيع مظلة التفاوض بين السودان ومصر وإثيوبيا لتشمل دولًا كبرى ومنظمات أممية، بينما أعلنت أديس أبابا إنجاز 78% من بناء السد. وقال وزير الري السوداني ياسر عباس إن بلاده ترى أن أي ملء لسد النهضة الإثيوبي من جانب واحد في يوليو، سيشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي السوداني. ويعد تصريح وزير الرى السودانى الأكثر وضوحًا وحسما منذ أن انطلقت المفاوضات بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، سواء تحت رعاية أمريكية او تحت رعاية منظمة الوحدة الافريقية، حيث تجاوزت إثيوبيا حدودها مع الخرطوم فى ملف الحدود واتضحت نواياها العدوانية بمحاولة الاستيلاء على مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية داخل حدود السودان وهو ما سكتت عنه الخرطوم ردحا من الزمن تحت مسمى الصداقة لكن الكيل قد طفح بتدفق عشرات الالاف من اللاجئين الإثيوبيين داخل حدود السودان هربا من القتل على ايدى القوات الحكومية الإثيوبية وإصرار اديس ابابا على الاستيلاء على اراضى السودان، وهو ما رفضه بحزم جيش السودان الذى قام بحماية حدوده وهو ما لم يعجب آبى أحمد. اكتشف السودان الشقيق ان سد النهضة سوف يكون وبالا على السودانيين وانه لن يحميهم من الفيضانات بل سيحرمهم من حصة المياه الواجبة التدفق لتوفير احتياجات الزراعة والشرب وهو ما دعا الخرطوم إلى انتهاج هذا النهج المتشدد مع أديس أبابا.