تكتب لم يترك فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مكانًا إلا وطالته مشروعات التطوير وإعادة البناء شرقًا وغربًا من الإسكندرية إلى حلايب وشلاتين، وكنت دائمًا أتساءل: متى يحصل الريف المصري على فرصته، خاصة أنه سقط لعقود طويلة من حسابات المسئولين لكثرة مشاكله وتعقيدها ونقص الوعى؟ ولكن جاء اليوم الذى تمتد إليه اليد الكريمة والفكر الرحيم والإصرار على تحقيق العدل لتغيث أهلنا فى القرى الفقيرة، حيث تعهد الرئيس الإنسان الذى يحس بأعباء شعبه بأن يسلم 4500 قرية فى الريف بعد ثلاث سنوات بما يليق بالدولة المصرية، بل وأكد أنه لن يتم الخروج من كل قرية إلا وكل شيء على أكمل وجه، طرق ممهدة وشبكات صرف صحي وبيوت مجهزة ومياه نظيفة وكهرباء وترع نظيفة ومدارس ومستشفيات، وذلك متمثل فى مشروع «حياة كريمة»؛ ذلك الحلم العملاق والمتكامل الذى جاء ليشد من أزر أهل الريف وتطوير القرى من عزب وكفور ونجوع بتكلفة 500 مليار جنيه. ومما لاشك فيه أن مشروع تطوير الريف المصري هو مشروع أمن قومي بكل المقاييس، فلا يمكن لأكثر من 50 مليون مواطن مصري أن يعيشوا على الهامش، فالتطوير سيطال كل الخدمات داخل القرى وذلك يزيد من الانتماء لدى المواطنين ويؤمن المواطن بأنه في تخطيط الدولة ومحور اهتمامها، بجانب توفير فرص عمل جديدة للشباب داخل كل قرية خلال عمليات التطوير ليقضي على البطالة وينمي الوعي لدى أهل الريف ويظهر وجه الدولة الحضاري أمام العالم كله، وسيكون له مردود مباشر وعميق على المرأة الريفية أيضًا الحلقة الأضعف فى المجتمع، والتى تشير الإحصائيات إلى أنها تمثل 49% من نسبة تعدد السكان في الريف، ونصف الفقراء في المناطق الريفية و42.8% من النساء في مصر يعملن في المجال الزراعي، و17.8% هي نسبة بطالة المرأة الريفية، ومتوسط ملكية الأراضي الزراعية للإناث لا تتعدى 3%، ونسبة الأمية بين الريفيات 86% و6 .81% نسبة النساء المعيلات الريفيات. وبالتالى فكل ما سيتم من تطوير سينعكس بالإيجاب عليهن، فلا بد من استثمار المرأة الريفية بقوة للنهوض بها وتحسين أوضاعها لجعلها قادرة على العطاء في الزراعة والصناعة، وتقديم وتوفير احتياجاتها وتطوير مهاراتها وتقديم التوعية الصحية والاجتماعية والإرشادات والحماية لها وتفعيل الجمعيات الزراعية في كل مكان وتوجيه السيدات الريفيات للجوء إلى جمعيات أهلية زراعية لتحسين الدخل والإنتاج وتحدي البطالة وعدم الاستسلام للظروف والإمكانات وفرص الصناعات الصغيرة، وهي التوجه للصناعات البسيطة التي تحسن من الدخل وتزيد الإنتاج وأيضًا توفير مشاريع صغيرة للريفيات وتمويلهن حتى يستطعن المعيشة والإنتاج، وتقديم الصحة والرعاية والتوعية بخطورة الزيادة السكانية والتي تشكل أزمة كبيرة في الريف المصري. فالمرأة الريفية لطالما افتقدت الحياة الكريمة وعانت من مشكلات وأزمات صحية واجتماعية، واليوم منحها الرئيس هدية العمر وهي إعادة الحياة الكريمة لها وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا فكل الشكر والتقدير للزعيم الذى يشمل برعايته كل شعبه.