تحتفظ أريج بدر الدين برغش بنسخة خاصة من عدد صحيفة «الأهرام» بتاريخ 22 أكتوبر 2010, وقتها كانت فتاة فى ال 13 من عمرها, عندما نشر اسمها كفائزة فى مسابقة تصميم شعار مصرى لشركة تستهدف التسويق لمنتجاتها من الأجبان. وقتها صممت أريج شعارا يتضمن «الأهرامات»، و«أبو الهول»، و«النيل»، وقد احتضنها جميعا علم مصر. وكان هذا التصميم الذى ظل مطروحا بالأسواق لفترة أول حافز لشغفها برموز الحضارة المصرية والتعمق فى دراستها. وقد كان ذلك الشغف خير معين لها فى الفوز بإحدى أهم المسابقات الدولية بمجال التصميم المعمارى لفئة الطلاب. فمنذ أيام، تم الكشف عن فوز المهندسة الشابة أريج بجائزة أفضل مشروعات التخرج المعمارية من مسابقة «أركيبركس» الدولية لعام 2020-2021. وتعقد مسابقة « أركيبركس» الهولندية كل عامين لاختيار الأفضل بين مشروعات التخرج بمجال الهندسة المعمارية، والممثلة لمختلف جامعات العالم. ويأتى الفوز الجديد لينضم إلى قائمة إنجازات أريج، التى تخرجت فى هندسة القاهرة عام 2019 وكانت من أوائل دفعتها، لتشغل منصب معيدة جامعية، فيما تعد رسالة الماجستير بجامعة القاهرة. عن مشروع تخرجها الفائز بالجائزة الدولية، تحكى أريج أنها اختارت مدينة طنطا تحديدا لتكون أساس تصميم مشروعها. وتزيد موضحة: «تمنيت أن تكون تلك المدينة الرائعة منطقة جذب سياحى بشكل أو بآخر، وتكون نقطة الجذب مبنى مميزا يحمل بصمات حضارية مصرية من عصور متعاقبة، باختصار أن يروى المبنى قصة تجذب السائحين من مختلف أنحاءالعالم، خاصة وأن طنطا تطل على نهر النيل، ما يجعلها خير موقع لاستضافة ناطحة سحاب فندقية». وتكمل أريج فى شرح معالم مشروعها، قائلة: «يقوم التصميم على قطاعين رئيسيين، الأول عبارة عن متحف تاريخى وثقافي, يحوى ثلاث قاعات رئيسية، تتناول كل قاعة مرحلة مختلفة من المراحل الحضارية التى مرت بمصر من الحضارة الفرعونية إلى الرومانية، وانتهاء بالحضارة الإسلامية موصولة بالحقب الحديثة فى التاريخ المصري». أما القطاع الثانى، فتوضح أريج: «هو عبارة عن ناطحة سحاب «بانورامية» تضم «تراسا» معدا للدوران بما يتيح الاستمتاع بمشهد النيل الخلاب من جميع الزوايا». وتوضح أريج حرصها على قيام التصميم على استخدام مواد «مستدامة» فى توافق مع التوجه العالمى الساعى لخفض معدلات التلوث العالمى، والاستعانة بموارد متجددة وصديقة للبيئة. وامتدحت أريج هذا النمط الحديث من العمارة، موضحة أنها تساعد فى خفض تكاليف التشييد، وكذلك تقليص تكاليف الصيانة فى مراحل لاحقة. وحرصت أريج على أن يعكس تصميمها معالم الحضارة المصرية، حيث تحمل الأسطح الخارجية نقوشا واضحة لرموز الحضارة الفرعونية، ممتزجة مع حروف اللغة العربية. وعن مسابقة «أركيبركس»، تقول أريج إنهامعتمدة على استعراض تأثير الثقافات المختلفة لدول العالم فى مجال العمارة، وكيفية مزج آثار هذه الثقافة مع أحدث المستجدات والتطورات الفنية والعلمية. وتراعى المسابقة معايير الاستدامة، بحيث تصل معدلات استهلاك الطاقة بالمبنى محل التصميم إلى «صفر»، بل ويتحول المبنى إلى مولد للطاقة. ويحصل أصحاب التصاميم الفائزة على فرصة لحضور تجمع دولى لكبار مهندسى العالم لمناقشة أحدث المستجدات بالمجال ومناقشة أبرز المشاريع الواعدة حول العالم. وتكشف أريج عن أن شغفها بالعناصر البصرية للحضارة المصرية يدفعها حاليا لتصميم قطع أثاث من وحى الحضارة الفرعونية والإسلامية، على أن يتم اعتماد هذه العناصر بشكل عصرى، فى مزج واضح بين الماضى والتراث. وتختتم حديثها للأهرام، بالتأكيد: «أتمنى أن يتم تنفيذ هذه التصاميم، وأن تتوفر هذه القطع فى الفنادق والمزارات السياحية وحتى فى المنازل، بحيث يمتلك الجميع قطع أثاث تحمل توقيع تراثنا بشكل عصري». التصميم الفائز بالجائزة الهولندية