يرحل الفنان ويبقى إبداعه شاهدا على تجربته من إنجاز وصعاب. فكل عمل فني تركه فنان غيبه الموت يحمل أثرا من روحه ويخبرنا الكثير عنه. فخلال الأيام الأخيرة، خسر وسط الفن التشكيلى اثنين من مبدعيه فى معركة كورونا المستجد. ولكن ما تركاه من بصمات وإنجاز يشكل هزيمة لمختلف أسباب الغياب. أول الراحلين كان الخزاف الكبير جمال حنفى الذى رحل مع بدايات العام الجديد، وهو الذى كان يشغل منصب أستاذ متفرغ بقسم الخزف بكلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، وذلك بعد مسيرة حافلة بالإبداع والعطاء. ولد حنفى فى القليوبية عام 1932، وحصل على دبلوم الفنون التطبيقية فى الخزف عام 1958. كما حصل على دبلوم الدراسات العليا عام 1967 بفلورنسا بايطاليا. بدأ حياته المهنية كمعيد بقسم الخزف بكلية الفنون التطبيقية وظل يعمل بها حتى وفاته. تتلمذ جمال حنفى على يد الفنان سعيد الصدر، الملقب برائد الأوانى. أقام حنفى العديد من المعارض الخاصة، أهدى خمسة منها إلى روح أستاذه سعيد الصدر. ولقاء إسهامه الواضح بمجال الخزف محليا ودوليا، نال حنفى العديد من الجوائز، وأهمها وسام الجمهورية فى العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما حاز على جائزة الدولة التشجيعية فى الخزف. أمير الوصيف .. ولوحة من أعماله ثم جاءت خسارة القطاع التشكيلى للفنان الشاب أمير الوصيف، الذى فقدته مصر قبل أيام . ولد الوصيف بمدينة المحلة عام1973، وكان عاشقا للفن منذ الصغر حيث تعددت أعماله الفنية وشارك فى العديد من المعارض. دفعه شغفه بالفن إلى إنشاء مؤسسة «مرسين» للفنون والثقافة، والتى نظم من خلالها العديد من المعارض والفعاليات الفنية مثل «كرنفال ارسم للسلام» فى مدينة «دهب»، ومعرض «أكتوبر طاقة سلام» بدار الأوبرا المصرية، وكذلك «الأسبوع العالمى للفنون التشكيلية» فى مدينة شرم الشيخ. واعتبرت الفنانة السعودية نجوى رشيد، رئيسة الرابطة العربية للفنون، رحيل الوصيف.. «رحيلا لأحد أخلص الفنانين وأكثرهم عطاء بالنسبة للمشهد الثقافى والتشكيلى العربى».