لكونه أشرف على إطلاق أول قمر صناعى لمصر عام 2007، وشارك فى وضع قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية واللائحة التنفيذية الخاصة بها، وكذلك وضع مشروع قانون الفضاء المصري ومشروع إنشاء مركز تجميع واختيار الأقمار الصناعية بالمدينة الفضائية بالقاهرة الجديدة، فكان د. محمد القوصي الرجل المناسب ليكون الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، التى يخطو بها خطوات ثابتة ليكون لمصر موطئ قدم في عالم الفضاء ويعمل على توطين تكنولوجيا الفضاء ووضع برنامج الفضاء الوطنى في حيز التنفيذ. وقد اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ أيام مع الدكتور القوصي، واطلع على أحدث أنشطة الوكالة ومشروعاتها المستقبلية ووجَّه سيادته بضرورة استغلال هذه الجهود والمشروعات من أجل التنمية في مصر. د. محمد القوصي يكشف ل«نصف الدنيا» الكثير من أسرار البرنامج الفضائي المصري ومستقبل هذا البرنامج في ظل المنافسة الدولية القوية. -ماذا عن الاجتماع الذي تم منذ أيام مع الرئيس عبدالفتاح السيسي؟ وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الاجتماع على بضرورة الاستغلال الأمثل لتطبيقات القمر الصناعي المصري طيبة 1 لصالح الاتصالات وتكنولوچيا المعلومات بالدولة، لتعزيز جهود التنمية الشاملة التى تنفذ على كل شبر من أرض مصر باستخدام الأساليب العلمية الدقيقة ذات التكنولوجيا المتقدمة، واطلع سيادة الرئيس على أهم الاستخدامات المنتظرة للقمر الصناعى طيبة 1، الذى سيدعم مجالات التنمية كافة من رقمنة الدولة ومكافحة الجريمة والإرهاب وتحسين خدمات الإنترنت فى المناطق النائية، بالإضافة إلى تعزيز أداء القطاعات الحكومية كالبترول والطاقة والثروة المعدنية والتعليم والصحة. وتطرَّق الاجتماع إلى نجاح وكالة الفضاء المصرية فى الفوز بالمسابقة الدولية للجنة الأممالمتحدة لشئون الفضاء لتصميم كاميرا فضائية فائقة التكنولوچيا لتثبيتها فى محطة الفضاء الدولية. -صدر قرار من الرئيس السيسي بتشكيل وكالة الفضاء المصرية منذ 2019 فما الجهود التي بذلتها الوكالة لتلحق مصر بالدول الفضائية؟ حتى نلحق بهذه الدول لابد أن نسير بمعدل جيد، والدول المتقدمة فضائيا تعطى اهتماما للدول الأقل تقدما فضائيا لاعتبارات كثيرة جدا، منها السياسي والاقتصادى، وهذا يقلل المسافة بين الدول، فمحطة الفضاء الدولية بها خمس دول فقط، وهناك دول كثيرة فضائية غير موجودة بهذه المحطة، وهذا لا يعنى أن هذه الدول متخلفة فضائيا، ولكنها الدول الأكثر تقدما، فقد وصلت تكلفة هذه المحطة إلى 150 مليار دولار وبدأت عملها فى عام 2000 وهذه التكلفة تفوق ميزانية دول كثيرة، ويظل العامل المادى له دخل كبير فى وجود أى دولة فى السباق الفضائى. -ماذا عن الكاميرا المصرية الصنع التى تم وضعها على المحطة الفضائية الدولية؟ اشتركت مصر فى مسابقة مع 25 دولة فضائية مع مكتب الأممالمتحدة لشئون الفضاء الخارجى وشركة إيرباص التى تعد من أكبر شركات الفضاء فى العالم، وطلبوا من الدول ال25 أن يقدموا منتجا لوضعه على محطة الفضاء الدولية لعمل اختبار عليه، فقدمت مصر كاميرا فضائية وفزنا فى السباق وستوضع على محطة الفضاء الدولية لمدة سنة لالتقاط صور وستستفيد مصر منها، ولكن الأهم أن وجود مصر على محطة الفضاء الدولية يعد قفزة كبيرة حدثت فى وقت قصير، وهناك دول كثيرة متقدمة فضائيا ولكن ليس لديها منتج على هذه المحطة، وقد اختصرنا المسافة التى بيننا وبين دول أخرى متقدمة فضائيا. قمر مصري
-قامت الوكالة بتصنيع %45 من برمجيات القمر next sat فى مصانع مصرية فما الخطوة المقبلة؟ لقد بدأنا فى القمر الصناعى المصرى next sat بمكونات مصرية تصل إلى %45 التى تمثل البرمجيات التى تتحكم فى القمر وأجهزة اختبار وتجميع القمر فى مصر، وتعد نسبة 45% نسبة جيدة جدا تدعم مكانة مصر بين الدول الفضائية. ونستهدف زيادة هذه النسبة من 45% إلى %60، وسوف نعيد تصنيع القمر نفسه تحت اسم next sat 2 ولكن سنضيف الكاميرا المصرية الصنع نفسها لتزيد نسبة مشاركة مصر في تصنيع القمر إلى %60 ثم نهدف إلى تصنيع القمر نفسه next sat 3 وستكون نسبة التصنيع المصرية فيه 80 % وهذه نسبة عالية،عندما تصل الدول إلى هذه النسبة تعتبر أن تصنيع القمر منتج وطنى لهذه الدولة، ونطمح إلى دخول المصانع المصرية فى هذه الصناعة وقد صنعنا فى مصنع بنها والشركة العربية العالمية للبصريات التابعة لجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة، أجزاء حساسة بالقمر مثل العدسات التى تم تنفيذها بكفاءة كبيرة وبالفعل وضعت بالقمر، وكذلك شاركت مصانع الهئية العامة للإنتاج الحربي والتى تملك إمكانات كبيرة فيما يخص تشكيل المعادن وصنعنا بها هيكل القمر وكل هذا نهدف منه إلى دخول المصانع المصرية شيئا فشيئا فى صناعة الفضاء. وكان يزورنا وفد أوكرانى من عدة أسابيع وكان أحد مطالبنا منه هو زيادة نسبة مشاركة المصانع المصرية فى صناعة الفضاء، والعمل على زيادة كفاءتها من أجل أن يسمح ذلك بمشاركة أكبر. -هل هناك تعاون مع شركات عالمية؟ لدينا مباحثات مع شركتين عملاقتين فى صناعة الفضاء هما تالس لينيا وإير باص، وقد عملت معهما مصر فى تصنيع وبناء قمر الاتصال طيبة واحد الذي تم إطلاقه فى نوفمبر 2019، وكان الهدف من المباحثات أن تختار هاتان الشركتان مكانا فى الوكالة يتم تأهيله لتصنيع بعض مكونات القمر الصناعى بواسطة العاملين فى الوكالة ويتم إعطاء شهادة لهذا المكان والمنتج الذى يتم تصنيعه هنا تأخذه هاتان الشركتان ويتم استخدامه فى الأقمار الصناعية التى يقومون بتصنيعها، وكذلك نستخدمه نحن أيضا فى تصنيع الأقمار الصناعية الخاصة بمصر، ومن هنا ستكون مصر منتجة لمكونات فضائية تستخدمها الشركات العالمية، فنحن نأمل أن نكون مشاركين فى صناعة أقمارنا الصناعية، فقد انتهى عهد الأقمار الصناعية التى تصنع فى الخارج بالكامل ونضع عليها اسم مصر بل لابد من أن نشارك فيها إلى أن نصل إلى نسبة تصنيع 80%. تكنولوچيا وطنية -القمر مصر سات وnext sat 2 ما الفرق بينهما.. وما مدى الاستفادة التى تعود على المواطن منهما؟ القمر next sat 1 وزنه 65 كيلوجراما وأبعاده 50 سنتيمترا مكعبا وهذا القمر يحتوي على تكنولوجيا وطنية بنسبة %45 ومصر سات 2 الذى سيتم إطلاقه فى سبتمبر 2022 وزنه 330 كيلو جراما وحجمه 2 متر مكعب، والاثنان يلتقطان صورا للكرة الأرضية، ولكن جودة الصورة بالنسبة للقمر الثانى أعلى ولكن next sat 2 سيكون إطلاقه من أجل إثبات القدرة العلمية والعملية للكوادر المصرية في الدخول في تكنولوجيا الفضاء، وعمره فى الفضاء من ستة أشهر إلى سنة ولكن القمر مصر سات 2 عمره من خمس إلى سبع سنوات وهو ممول بالكامل بمنحة من الحكومة الصينية للحكومة المصرية بقيمة 75 مليون دولار، الأمر الذى يعكس عمق الصداقة والعلاقة بين مصر والصين على المستوى الشعبى والمستوى الرئاسي، ومصر هى أول دولة تحصل على منحة من الصين من هذا النوع، أما الفائدة التى ستعود على المواطن فالصور الفضائية التى يلتقطها أى من القمرين لها استخدمات مهمة مثل البحث عن المياه الجوفية، وعندما يصور القمر مناطق المياه الجوفية فسيسهل استصلاح هذه المناطق التى لم تكن مكتشفة قبل ذلك، وبذلك نزيد الرقعة الزراعية، كذلك صور القمر الصناعى تساعد فى تخطيط المدن، فالعاصمة الإدارية كل تخطيطها تم بواسطة صور الأقمار الصناعية، وكذلك كل المدن الجديدة التى يتم إنشاؤها الآن لتوفير مسكن ملائم للمواطن المصري. وكذلك قياس تلوث الجو بما يمكننا من معالجة هذا التلوث من خلال عمل احتياطات معينة تقلل نسبة التلوث، والبحث عن المعادن فمصر غنية بالذهب ولكنّ هناك قصورا فى عملية استخراجه وإحجام الشركات العالمية عن ذلك لأسباب متعلقة بالاستثمار، وأقبلت الشركات للبحث عن الذهب في مصر والذى يحتاج صور أقمار صناعية ويتم توفيرها لهم من خلال وكالة الفضاء مما سيحقق مردودا اقتصاديا علي الدولة وعلى المواطن. والقمر طيبة 1 يتم استخدامه في مجالات الاتصالات ولم يشعر به المواطن لأنه يتم استخدامه على المستوى الحكومى. قمر إفريقي
-إلى أى مرحلة وصل قمر التنمية الإفريقي؟ قمر التنمية الإفريقى يشمل إلى الآن غانا ونيجيريا وكينيا والسودان وأوغندا، وقد اجتمعنا مع ممثلى هذه الدول واتفقنا على قياس التغيرات المناخية فى هذه الدول من خلال القمر، فالدول الإفريقية ليست مصدرا للتلوث البيئي ولكنه يأتي من الدول الصناعية وتتأثر به بشدة، كما أن دول شرق إفريقيا تعانى من التصحر والهجرة إلى الخارج وزيادة نسبة الفقر ووجود قمر للتنبؤ بالفيضانات مثلا يجنب هذه الدول الخسائر الاقتصادية والبشرية. رؤية مستقبلية - فى إطار رؤية مصر 2030 ماذا ستقدم الوكالة فى هذه الرؤية؟ الوكالة منوط بها وضع برنامج الفضاء المصرى خلال العشر سنوات القادمة على المدى القريب والمتوسط والبعيد حتى نصل إلى 2030، وقد وضعنا نصب أعيننا أهداف التنمية المستدامة 2030 حتى يسير برنامج الفضاء المصرى بالتوازى مع هذه الأهداف، قمنا بالتنسيق مع كل الجهات التى لها علاقة بصناعة الفضاء أو الفضاء، سواء الجامعات أو المراكز البحثية أو الوزرات المعنية مثل الصناعة والتعاون الدولى والتجارة. -كيف جاءت فكرة عمل مسلسل كارتون عن الفضاء؟ عملنا هذا المسلسل على غرار مسلسل بكار اسمه «عصر الفضاء» مكون من 30 حلقة لمخاطبة الطفل ونعلمه ما هو الفضاء بشكل مبسط وسيذاع في رمضان المقبل، وعملنا مسابقة على الإنترنت عن الرسومات الفضائية ورصدنا لها جوائز، وكذلك قمنا بعمل يوم سنوي للفضاء المصرى يوم 16 من فبراير دعونا إليه كل فئات المجتمع للتعرف على نشاط الوكالة وفهم ما هو الفضاء، ونقوم بعمل تدريب صيفى لطلبة الجامعات حيث دربنا 415 طالبا من كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات وتم عمل معرض لمنتجاتهم فى جامعة بنها التى نفَّذها الطلاب فى خلال فترة تدريب 21 يوما فقط. ونقوم بعمل فيلم تسجيلي قصير عن الحياة داخل محطة الفضاء الدولية ونعطى معلومات فضائية من خلاله. متى سنرى أول رائد فضاء مصري؟ قمنا بتجهيز برنامج إعداد رائد فضاء وننتظر التصديق عليه لبدء تنفيذه، وهدفنا خلق ثقافة جديدة في المجتمع هي ثقافة اللا مستحيل.