د. أحمد مختار سريعًا وفور الإعلان عن الاتفاق انطلق أبطال العالم الافتراضى يشككون ويطلقون سهام الاتهامات فى كل اتجاه، كلٌ منهم يتحدث كأنه الحارس الأمين على هذا الوطن وغيره لصوص. لم يكلف أيٌ منهم نفسه مشقة السؤال لكى يفهم، بالتأكيد الانتظار لمعرفة الحقائق لن يحقق له ما يريد، المهم بالنسبة لهؤلاء هو الإثارة وركوب الموجة أو التريند كما يقولون. قالوا 360 مليار جنيه هذا المبلغ الضخم من الأولى استخدامه فى إنشاء مدارس أو جامعات بدلًا من إنفاقه على قطار لخدمة الأثرياء.. تمادوا فى الأباطيل و كأن القائمين على أمور الوطن لا يدركون الواقع. القطار الكهربائى السريع هذا المشروع العملاق الذى يحاول بعض الناس إثارة الشكوك حول جدواه الاقتصادية و الاجتماعية ووضع علامات من الجدل وليس الاستفهام حول أهميته لمصر حاليًا، جاء حديث وزير النقل، كامل الوزير مع الإعلامى عمرو أديب، ليضع النقاط على الحروف ، فالمشروع الذى تم توقيعه مع شركة سيمنز العالمية يمتد لأكثر من ألف كيلومتر تربط الموانئ المصرية على البحر الأحمر بموانئ مصر على البحر المتوسط فى الإسكندرية ثم العلمين ومطروح وسيوة ثم ليبيا، وكذلك الربط بين المدن الصناعية فى السادات و 6 أكتوبر مع محافظات الصعيد غرب النيل، وصولًا إلى الأقصر وأسوان ثم السودان الشقيق. تكلفة الخط الأول من السخنة إلى العلمين تبلغ حوالى 8 مليارات دولار بما يعادل حوالى 120 مليار جنيه، قيمة الأعمال التى ستقوم بها الشركة فى هذه المرحلة تُقدر بثلاثة مليارات دولار تمثل الخطوط الحديدية والقطارات وأنظمة الربط والتشغيل، وتكاليف الصيانة بأنواعها المختلفة، بما فى ذلك قطع الغيار اللازمة لمدة 15 عامًا سيتم سدادها بعد 6 سنوات من الآن وعلى أقساط لمدة 14 عامًا، وبقية المبلغ وهو ما يعادل 5 مليارات دولار تمثل قيمة أعمال وتوريدات سوف تتولاها الشركات المصرية خاصة وعامة. الأمر الأهم أن المشروع ليس قطارًا للأثرياء، لأنه سينقل ركابًا وبضائع، بما يعنى أنه شريان اقتصادى اجتماعي. وعلى الرغم مما أوضحه الوزير يبقى سؤال أرى أنه على قدر كبير من الأهمية، وهو لماذا نعطى الفرصة للمتربصين والمشككين لممارسة ما يحبون؟ أعتقد أن الإجابة تدفعنا إلى قضية تتعلق بمدى القناعة بأهمية الإعلام بأشكاله المختلفة من صحافة مطبوعة أو مسموعة أو مرئية، حيث إن الإيمان بأهمية الأعلام ودوره البالغ فى توضيح الحقائق ونقل الصورة من جميع جوانبها فى الوقت المناسب يمثل خط الدفاع الأول فى مواجهة المتربصين بوطننا العزيز. أقول لو اهتم كل مسئول بالتواصل مع الإعلام لتوضيح ما يقوم به فلن تكون هناك فرصة لاجتزاء الواقع أو تحريف الحقائق، فالوقاية خير من العلاج، الإعلام المسئول الرشيد سلاح جبار لا أعلم لماذا لا يدرك بعض المسئولين أهميته، ويصرون على عدم الانتباه إليه ثم يجهدون أنفسهم فى تصحيح ما يُثار من لغط يطلقه أبطال العالم الافتراضي.