لم يخطر ببال «ناجح»، الذي توجه مسرعًا لمنزل الزوجية عقب انتهائه من عمله الشاق طوال اليوم، لكي يأخذ قسطا من الراحة أن يهرول في آخر خطواته بالحياة. «ناجح» كأي زوج لديه بعض الخلافات البسيطة مع زوجته تأخذ وقتها لفترة وتستقر الأوضاع ولكن الزوجة «شيماء» أبت ذلك وصعدت الأمر واستدعت شقيقيها «مصطفى» و«خالد»، وهما شبان لديهما اندفاع الصبية الصغار وفي ثوان تطور الوضع من خلاف بسيط للتربص بالزوج بدافع القتل. في لحظة دخول «ناجح» للعقار بصحبة اثنين من أبناء عمومته اللذان يسكنا معه في نفس العقار فوجئ ب «شيماء» وشقيقيها بمدخل العقار، يحمل كل منهما سلاحه الأبيض وتلوح هي بسكنيتين في وجهه وتسبه وتلعنه. لم ينتظر شقيقيها كثيرا إذ عاجل الأصغر، «الزوج» بطعنة في الرقبة ليسقط أرضا مغشيا عليه حتى فارق الحياة ثم التفت لأحد أقارب الزوج ويدعى «عمرو جمال»، وسدد له 3 طعنات بالرأس والصدر والساق اليسرى فسقط أرضا هو الآخر. لم تكتف «شيماء» بمشاهدة واقعة قتل زوجها وإصابة ابن عمه بجروح قاتلة على يد شقيقها فحسب بل تشفت فيهما ووقفت على صدر الضحية في مشهد المنتصرين. ووقف ضحيتهم الثالثة «محمد جمال» ابن عم الزوج وشقيق الضحية الثانية في أحد أركان مدخل العقار يرتجف مرتعبا من هول المشهد، ويصرخ بكل ما لديه من قوة لعل أحد يسمعه ويغيثه إلى أن أسكته الشقيق الأكبر «خالد» بركلة في صدره ثم سدد له طعنة بالسكين أصابت أذنه اليمنى لتتطاير قطعة منها في الهواء تاركة وراءها عاهة مستديمة لمدى الحياة. أسرع الضحية باصطحاب أخيه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هو أيضا وفر به هاربا خارج العقار وهما غارقين في الدماء ليسعفهما الأهالي بنقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج تاركين الزوج جثة هامدة تحت قدم الزوجة الغاضبة. وتمكنت مباحث القاهرة من ضبط كل من المتهمين (مصطفى. و. س. ش - 19 سنة - عامل وخالد. و. س. ش - 26 سنة - عامل، وشيماء. و. س. ش – 25 سنة - ربه منزل) بمكان الواقعة وبحوزتهم الأسلحة البيضاء. وباستجوابهم اعترفوا جميعا بارتكاب الواقعة وأحيلوا إلى النيابة المختصة لمباشرة التحقيقات. وأسندت النيابة العامة المتهمين جميعا جرائم متعددة أولها قتل المجني عليه ناجح جمعة أحمد عبدالباقي عمدًا مع سبق الإصرار بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله وأعدوا أسلحة بيضاء سكاكين وتوجهوا للمكان الذي أيقنوا سلفا تواجده وما أن ظفروا به قام المتهم الأول بتسديد طعنة له استقرت بعنقه أثناء تواجد المتهم الثاني والثالثة معه على مسرح الواقعة للشد من أزره قاصدين من ذلك إزهاق روحه ما حدث به إصابات التي أودت بحياته. واتهمتهم النيابة بالشروع في قتل المجني عليه عمرو جمال أحمد عبدالباقي - 30 سنة - نقاش عمدا مع سبق الإصرار بالاعتداء عليه بطعنات متفرقة في جسده قاصدين من ذلك إزهاق روحه إلا أنه تم تداركه وإسعافه. ووجهت لهم النيابة تهمة أخرى بأن ضربوا المجني عليه محمد جمال أحمد عبدالباقي - 23 سنة - مهندس - مع سبق الإصرار بركلة أحدهم في صدره وأحدثوا عاهة مستديمة بفقد جزء من الأذن. بالإضافة إلى تهمة حيازة المتهم الأول والثاني لسلاح أبيض سكين بغير مسوغ قانوني والمتهمة الثالثة حيازة سلاحين أبيضين سكينتان بغير مسوغ قانوني. أحالت النيابة العامة المتهمين بالقضية للمحاكمة الجنائية لاتهامهم بارتكاب جريمة قتل العمد مع سبق الإصرار والشروع في القتل وحيازة أسلحة بيضاء "سكاكين" بدون ترخيص فيما تزال القضية متداولة داخل أروقة محاكم الجنايات بالقاهرة.