نهال زكي مصممة ديكور استثنائية، هى واحدة من خبراء التصميم الداخلي بمصر، لها بصمة خاصة ورؤية متفردة جعلتها تصل بتصميماتها إلى العالمية وتحصد العديد من الجوائز والتكريمات. تخرجت في مدرسة «Inchbald» للتصميم بلندن، وعملت بهذا المجال سنوات طويلة وقدمت أعمالا ومشروعات متميزة بتوقيعها. تعتبر التصميم الناجح مزيجا بين الإبداع والدراسة الصحيحة لطبيعة الفراغ مع ضرورة التعرف إلى رغبات واحتياجات صاحب المكان ليكتمل المشهد في أجمل صورة. في حوارنا معها تكشف لنا نهال زكي عن رؤيتها في التصميم وبصمتها المتفردة في هذا المجال، ورأيها في هذه الصناعة المهمة، كما تقدم لقراء “نصف الدنيا” مجموعة من النصائح لبيوت أكثر راحة تعكس شخصية أصحابها. ما أهم الجوائز المحلية والدولية التي حصلت عليها؟ حصلت على ثلاث جوائز في مسابقة «International Property Awards» وهي مسابقة تقام على مستوى القارات. الجائزة الأولى كانت عن أفضل مشروع سكني في أفريقيا، أما الجائزة الثانية فكانت على المستوى العربي، ثم حصلت على الجائزة الثالثة على المستوى الدولي في لندن كأحسن “ ResidentialInterior Project” في العالم وهي الجائزة الموجودة في اللوحة الحمراء، وللمرة الأولى تقدم لمصمم مصري. وحصلت أيضا على جائزة (SBID) Society of British& International Interior Design finalist from Londonعن مشروع “Residence by The Nile” عام 2018. وحصلت على الجائزة نفسها عن تصميم فريد لحمام مصمم بطابع صيني في أحد المشروعات السكنية. وتم اختياري ضمن أفضل 50 مصمم ديكور في العالم من خلال جائزة إندرو مارتن العالمية للتصميم في أعوام 2007 ، 2011 و2013. صفي لنا شعورك بهذه التكريمات والجوائز؟ شعرت بفخر شديد لأن مجالنا به كثير من مصممي الديكور والمهندسين الرجال، وحصول امرأة على هذه التكريمات والجوائز يضع المصممات المصريات على الخريطة العالمية. حدثينا عن بصمة نهال زكي في التصميم والتي تعرف بها من بين بقية مصممي الديكور؟ أميل إلى التصميمات الكلاسيكية بطرزها المختلفة سواء القوطي أو الإسلامي أو الروكوكو أو الباروك أوغيرها، فموضتها لا تنتهي أبدا بل تتناسب مع أى عصر أو تغيرات، على عكس الطراز الحداثي فهو اتجاه ينتهي بعد زمن من الوقت. لذا تجد بصمتي واضحة من خلال تصميمات كلاسيكية أدمجها مع لمسات حداثية وملامح شبابية بشكل يحافظ على ثرائها وقيمتها، كما أدخل التكنولوجيا الحديثة في تصميماتي. لديك خط إنتاج خاص بك لتصميم الإكسسوارات وقطع الأثاث، حدثينا عنه؟ أحرص دائما على التصميمات غير النمطية، لذا أجد أن من حق صاحب المنزل أو المشروع أن يجد ما يحتاج إليه سواء من قطع أثاث أو إكسسوارات أو وحدات إضاءة يكون لها شكل وفكر متميز. ومن هنا قررت أن يكون لي خط إنتاج خاص بتصميماتي حتى أستطيع تنفيذ عمل متكامل من خلال ورش ومصانع وفنانين يقومون بتنفيذها. وعرفت تصميماتي بنطاق واسع حتى أصبح كثير من العملاء يقبلون على شراء إنتاجي حتى لو لم أكن المصممة لبيوتهم لأنها تكون متفردة ولا يوجد مثلها بالسوق المصرية. نود معرفة أكثر الأشياء الملهمة بالنسبة لك؟ أى شيء وكل شيء يعد مصدر إلهام بالنسبة لي، فأستلهم من الطبيعة أو من تصميم بعض الملابس، كذلك قد تعجبني أغنية أو مشهد بفيلم فيحرك داخلي حالة إبداعية خاصة، وبشكل عام فكل شيء خلقه الله يلهمني. هل يعد التصميم الداخلي للبيوت عملك الوحيد؟ أقوم أيضا بتنظيم الأفراح والمناسبات الكبيرة والمهمة، وأتعامل معها بوجهة نظر خاصة لتبدو كاللوحة الفنية، وأحرص على أن يكون لكل احتفال شكلا مختلفا تماما عن الآخر. أثرت جائحة كورونا على المجالات كافة، فكيف أثرت على صناعة التصميم الداخلي؟ أثرت كورونا على الصناعة بشكل عام وعلينا كمصممين أيضا، وبشكل خاص تأثر عملي، فجميع الفئات المجتمعية أصبحت لا تقوى على تحمل التكاليف الباهظة مما جعلني أبحث عن بديل. وبالفعل قمت بعمل تصميمات بذوق عال لكن بنفقات أقل، فمثلا استخدمت الخامات الطبيعية، كما أصبحت الميزانية العنصر الأول والأهم الذي يحركني كمصممة حيث أضعه في اعتباري. وهذه الأزمة أظهرت الفرق بين مصمم وآخر، فالناجح منهم من يستطيع تنفيذ تصميمات غير مكلفة أو باهظة الثمن ولكن بشكل جمالي يحمل ذوقا متفردا. كيف يمكن تخطي هذه الأزمة لتنجو صناعة التصميم من هذا المأزق خصوصا مع توقف التصدير أو التقليل منه؟ تخطي هذه الأزمة يكون بتحسين مستوى المنتج ورفع جودته وأن نعمل أكثر لتقديم خدمة أكبر، وهذه هي الطريقة التي استطعت بها أن أتخطى العديد من الأزمات التي مرت بنا سواء أيام الثورة أو مع أزمة كورونا الحالية. هل تشعرين باختلاف في الذوق العام للمصريين في اختياراتهم لتصميمات بيوتهم وفهمهم لمنظومة التصميم بشكل عام عن ذي قبل؟ طبعا أشعر باختلاف شديد ويحزنني هذا، لأن الناس جميعا أصبحت إلى تقليد بعضها في السعي وراء الموضة بدلا من اختيار ما يعبر عنهم، مما جعل البيوت كافة تتشابه دون أن نجد روح أو شخصية صاحب البيت ظاهرة أو واضحة، فجمال أي بيت يأتي من تفرده الذي يعكسه ذوق وروح صاحب البيت نفسه. بماذا تنصحين أصحاب البيوت للحصول على أفضل نتيجة لمنازل تتمتع بالجمال والعملية في الوقت نفسه؟ أنصحهم بالبحث عن الأشياء التي تسعدهم، فمع تغير طبيعة الحياة بسبب جائحة كورونا أصبحنا نقضي أوقاتا كثيرة في منازلنا، لذا يجب أن نبحث عن عوامل وأسباب الراحة والسعادة وليس المظهر فقط بحيث يكون استثمارنا الحقيقي لبيوتنا فيما يجلبه لنا من طاقات إيجابية. بالنسبة لأصحاب البيوت الصغيرة.. بم تنصحينهم لتحقيق أفضل استفادة من هذا الفراغ المحدود؟ أنصحهم باختيار ألوان وقطع أثاث مريحة، وأن يفكروا في احتياجاتهم أولا قبل البحث عن الشكل الجمالي، وأن يستغلوا مساحة الجدران لعمل أي أفكار أو إبداعات مما يزيد المكان جاذبية، كذلك التقليل من قطع الأثاث بقدر الإمكان، والتفكير بمبدأ الخدع البصرية، وهي كثيرة ولا نهائية مثل طلاء المدخل بدهانات داكنة تشعرك وكأن للمنزل أبعادا أكبر من حقيقتها، أو استخدام المرايات وهكذا. ما أكثر الأخطاء شيوعا والتي تلفت نظرك في البيوت؟ أكثر الأخطاء تأتي من فكر السعي وراء الموضة، فمثلا اتجه الكثيرون إلى استخدام الأرضيات الرخام في بيوتهم وهذا أمر لا يتناسب مع طبيعة الحياة في المدن الجديدة مثل التجمع والشيخ زايد وغيرها، لأنها أماكن تنخفض بها درجات الحرارة بشكل كبير خصوصا في شهور الشتاء فنجد أن الأرضيات الرخام تزيد من الشعور بالبرودة في هذه المناطق، لذا أرى أن الرجوع للأرضيات الخشبية مثل الباركيه يعد الأكثر عملية. أيضا من الأخطاء الشائعة المفهوم القديم لضرورة وجود صالون على الرغم من اختلاف طبيعة حياتنا حيث أصبحنا نقضي معظم أوقاتنا في غرف المعيشة. لذا عادة أحرص في تصميماتي على أن تكون غرف المعيشة الفراغ الأكبر في المكان وليس الصالون. ما الجديد في عالم التصميم الداخلي في 2021؟ أؤمن بأنه ليس هناك جديد، لكن لكل فراغ طراز يناسبه ولكل شخص احتياجات وأشياء تجذبه ويعشقها والتي تختلف عن الآخر، ومن هنا أجد أن الجديد أمر شخصي وفردي يفرض نفسه وفقا لما يميل إليه الفرد حتى يكون منزله مناسبا لشخصيته وطبيعته الخاصة. من وجهة نظرك كيف يمكن لمصممي الديكور المصريين الارتقاء بمجال التصميم والوصول إلى العالمية؟ لدينا مقومات كثيرة تؤهلنا إلى الوصول للعالمية، لكن علينا أن نوظفها بالشكل الصحيح، فمثلا يجب أن نستغل الكنوز التي لدينا من أياد عاملة وهي كثيرة ومتفردة ولا يوجد مثلها في أي دولة بالعالم، لكنهم يحتاجون إلى التوجيه الصحيح، كذلك الاهتمام وإحياء التراث والحرف الغنية التي تتمتع بها بلادنا وتطويرها بشكل يحافظ على ملامحها مع إضافة بعض اللمسات العصرية. وأن نسعى إلى العمل الجاد بجودة عالية لكي تظهر بصمتنا كمصريين في المفروشات وقطع الأثاث والتي تمكننا من تصديرها للخارج فتغزو العالم بتوقيعنا المصري. ما أمنياتك سواء على المستوى الشخصي أو العملي في 2021؟ أتمنى أن يصبح التصدير متاحا بشكل أسهل بحيث نستطيع تصدير صناعتنا وتصميماتنا إلى الأسواق العالمية. كما أتمنى أن يتم دعم الشباب وأصحاب المصانع، واستغلال أصحاب الخبرات وفتح الآفاق لهم لتصدير خبراتهم للخارج.