ظاهرة جوية لم نعتد عليها في هذا الوقت من كل عام وهي كثافة الضباب الصباحي أو ما يعرف في علم الأرصاد ب"الشبورة المائية الكثيفة"، والتي تؤدي يوميا إلى غلق بعض الطرق الرئيسية بسبب انعدام الرؤية وتلافي حدوث حوادث الطرق. وتُعتبر هذه الظاهرة الجوية ذات فوائد عدة على الطبيعة والبشر في شمال مصر، حيث يساعد تشكل الضباب على تغذية التربة الزراعية برطوبة إضافية لتنعش أغلب المحاصيل الزراعية والنباتات، كما يُساعد وجود الشبورة في تلطيف الأجواء في الفترة الصباحية حيث تكون أشعة الشمس خافتة، مما يساعد في الإبطاء من سرعة التسخين الشمسي أثناء النهار. أما أبرز مضار هذه الظاهرة الجوية فيتمثل في الانخفاض الكبير على مدى الرؤية الأفقية بشكلٍ قد يُعيق حركة النقل براّ وجوّاً و بحراً، وهو مُسبب ثانوي لارتفاع نسبة حوادث السير في مصر.
وللوقوف على أسباب كثافة الشبورة وانعدام الرؤية في الأيام الماضية "بوابة الأهرام" تستعرض أراء الخبراء لتوضيح أسبابها.. مرتفع جوي في البداية يقول جمال عبدالحليم خبير الأرصاد الجوية ، إن السبب وراء كثافة الشبورة خلال الأيام الماضية هو مرور مرتفع جوي مسيطر على الأجواء منذ فترة، بالإضافة إلى رياح شرقية رطبة، برودة سطح الأرض ليلا، أيضا هدوء الرياح ليلا، وتوافر أنويه تكاثف، وستكون على مناطق محددة أقل من الأيام الماضية، لافتًا إلى أن هناك تغيرات أخرى على حالة الطقس نهاية الأسبوع، حيث سيكون هناك ارتفاع كبير في درجات الحرارة ورياح جنوبية دافئة، وسيشهد طقس الخميس والجمعة انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ونشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة تصل لحد العاصفة على المدن الساحلية وأجزاء من الوجه البحرية وفرص لسقوط الأمطار على المدن الساحلية يوم الجمعة، بالنسبة لدرجات الحرارة سوف يسجل انخفاض ملحوظ يصل إلى 15 درجة، يصاحب ذلك ارتفاع في الأمواج يومي الخميس والجمعة يمكن أن يؤدي إلى غرق بعض النوادي الشاطئية. وتابع، تكمن فوائد الشبورة بأن تستفيد منها بعض النباتات الصحراوية، ولكن أخطرها أكثر من فوائدها، حيث إنها تسبب في تعطيل حركة المرور وارتفاع معدلات حوادث الطرق، مشيرًا إلى أن ظاهرة الضباب موجودة في الغالب طوال فترة استقرار الأحوال الجوية. ظاهرة مائية طبيعية ومن جانبه أوضح الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، الشبورة المائية أو "الضباب الصباحي" ظاهرة مائية طبيعية، وهي عبارة عن سحب منخفضة قريبة من سطح الأرض، والسبب الرئيسي في تكونها هو بخار الماء في الغلاف الجوي، وتحدث نتيجة لسكون الرياح وتوفر كمية كافية من بخار الماء في الجو مع وجود نوات التكثيف وانعدام السحب "سماء صافية" مع وجود حرارة منخفضة على الأرض أو الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، ويعد "الضباب الصباحي" من الظواهر الجوية المؤثر على مدى الرؤية الأفقية، لافتًا إلى وجود فرق بين الشبورة المائية والضباب، حيث إن الضباب والشبورة المائية، يلزم تكونهما نفس الشروط، ولكن الفارق الوحيد وهو أن مدى الرؤية الأفقية في الضباب يكون تقريباً منعدم، أما الرؤية في الشبورة فتكون أبعد إلى حد ما، كما يوجد عدة عوامل تساعد في جعل الشبورة المائية أكثر كثافة، منها كمية الرطوبة وانخفاض درجة حرارة سطح الأرض وسكون الرياح، تزامنا مع وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا يعمل على جعل الرطوبة على مسافة قريبة من سطح الأرض. توصيات هامة ولفت فهيم إلى، خلال هذه الفترة سيكون الضباب كثيف وبشكل مبكر جدا بمناطق شمال الجمهورية، لذلك تلجأ إدارة المرور لغلق معظم المحاور والطرق الأساسية بسبب انعدام الرؤية، مشيرًا إلى توصيات هامة لكل الزراعات القائمة وخاصة الخضر وعلى رأسها البطاطس، بسبب أن المناخ أصبح مناسب لكثير من الأمراض الفطرية، بالإضافة إلى نقص كبير في معدلات الامتصاص بسبب زيادة الرطوبة النسبية والرطوبة الحرة (الندى) عن الطبيعي ولفترات طويلة بسبب الشبورة المائية وقطرات الندى التي تظل على الورق مع وجود الشمس، والتي تتسبب في بقع على أوراق القمح وغيرها، والذي كان يظنه البعض أنه مرض فطري. تغير مناخي وفي السياق ذاته، يضيف الدكتور مجدي علام أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، كثافة الشبورة الأيام الماضية جزء من تغيير المناخ، وذلك لأن كل منطقة ولها ظروفها المختلفة فنجد بعض الدول الإفريقية بها جفاف وبعضها سيول والبعض الآخر شبورة كما حدث في مصر، موضحًا أن هناك بعض محافظات الجمهورية شهدت كثافة في الشبورة ووصل مدى انعدام الرؤية أقل من 15 و20 مترا، بالإضافة إلى قلة سرعة الرياح وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة على الرغم من أننا في فصل الشتاء. العناصر الستة وتابع، أن العناصر الستة الخاصة بالمناخ بهم تغيرات عكسية، هذا ما أدى إلى كثافة الشبورة وقلة الأمطار، وأن هذا التغيير سيؤثر تباعا على المناطق الزراعية وخاصة المناطق التي بها زراعات الفراولة والتفاح لأن تلك المحاصيل تحتاج إلى جو بارد، مؤكدًا أن تلك التغيرات لا نستطيع التحكم بها وذلك لأنها ليست بمنظومة خاصة بمصر فقط فهي يمكن أن تؤثر على دول شمال إفريقيا لتمتد للشرق الأوسط، ولكن المؤشرات تؤد أن الأسبوع القادم سيكون أكثر استقرارًا.