إحساس موجع.. رصيدنا يتناقص بمن أثرونا فكرا ووعيا بحلاوة وقيمة الحياة. غادرونا تاركين أماكنهم شاغرة. نؤمن انها سنة الحياة، لكنها آلام الفقد. عام2020 اصطحب معه المخرج حاتم علي. واستيقظنا وسط شموع ميلاد عام جديد على رحيل الكاتب وحيد حامد. تركا إرثا فنيا ثريا سيخلدهما لأجيال وأجيال. تحول قلم وحيد لسلاح ضد طيور الظلام. وتعرية الجماعة المتخفية بثوب الدين. ومواجهة الغول بجبروته. ومناصرة المواطن المنسي والبريء المقهور. انتزع الخيط الفاصل بين الراقصة والسياسى. لم يخش اللعب مع الكبار وفتح القضايا الملفقة بملف فى الآداب وكشف المستور فى زمن المسخ بعمارة يعقوبيان. ودون ذكر أسماء أيقظ النائمين فى العسل. وأضحكنا مع غريب فى البيت علشان الصورة تطلع حلوة. وحلق بأحلامه على جناح يمامة. مدركا ان الإنسان يعيش مرة واحدة.. اختلفت معه بموضوع فتاة صفر الثانوية بمقال (عفوا ياناصر المقهورين). تقبل النقد بسلام وقبله لأنه الكبير وحيد حامد. واعتلى حاتم على عرش الدراما التاريخية. كان يعيد صياغة النص بصورة بصرية شيقة وبديعة واضفاء بريق للممثلين وكأنه يعيد اكتشافهم من جديد. كان ندا لأعمال هوليوودية. مثل مسلسل (التاج) الذى يستعرض سيرة الملكة إليزابيث الثانية. تضمن بإحدى حلقاته مغالطات تسخر بتاريخنا، بالتهكم على عبدالناصر وأن سبب ثورة 52 قيادة الملك فاروق سيارته المكشوفة بشوارع القاهرة وقتل المارة ببندقيته للتسلية!! بينما كان حاتم برائعته (الملك فاروق) منصفا وكفيلا بالرد على هذه المهاترات. كان مهموما بوطنه ويشتاق إليه.. لكنه القدر.. عاد اليه جثمانا.. وداعا عملاقى الكلمة والصورة.. حاتم ووحيد.