هكذا هو "قدر" مصر، دائمًا تبني وتشيد للعالم بأثره في كافة المجالات ومناحي الحياة، لما لا ومصر هي دولة ما قبل التاريخ، هذه المرة "قدر" مصر أن تمنح قبلة الحياة للرياضة والرياضيين في العالم بأثره، من خلال منح شارة انطلاق دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو 2021"، من هنا في مصر. كيف حدث ذلك، بعد قرار تأجيل الألعاب الأولمبية من صيف 2020 إلى 2021، وتوقف الرياضة حول العالم بسبب، جائحة كورونا التي فاقت توقعات كل البشر، ولوقت طويل توقفت الرياضة، مثلها مثل أشياء كثيرة. ولكن رغم أحداث العام الماضي، بدأ العالم يتعلم كيفية التعايش مع الفيروس، وصناعة الرياضة انتعشت مجددا، ولكن مازالت لدى الدول الكبرى شكوك حول تنظيم الحدث العالمي الأكبر - الألعاب الأولمبية - وأيضا لدى اللجنة الأولمبية الدولية بسبب زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد حول العالم، وتوقف الأنشطة الرياضية لفترات ليست قصيرة. ووجد العالم - وعلى رأسه الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية - الفرصة أو البروفة الحقيقية لانطلاق الألعاب الأولمبية من جديد، وعودة الحياة الرياضية في ظل الجائحة، من خلال مصر؛ وبالتحديد من خلال نجاح الحكومة المصرية في تنظيم بطولة العالم ال 27 لكرة اليد في يناير 2021، خاصة أن التحدي المصري جاء في ذروة الفيروس وبمشاركة 32 دولة لأول تتباري في ثلاث محافظات بمصر. والأهم أن العالم أبدى إعجابه الشديد بمفهوم "الفقاعة المتكاملة" التي شيدتها مصر بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لكرة اليد ووزارة الصحة المصرية، مفهوم الفقاعة الذي تم تدشينه في الخطة الطبية للبطولة، ويُستعمل في الأحداث الكبرى في وقت تتعلم فيه الصناعة، الحياة بجانب فيروس كورونا. والفقاعة المتكاملة تعني دخول المنتخبات أو حتى الجماهير أو أي فرد في البطولة فور وصوله مطار القاهرة تلك "الفقاعة المتكاملة" وهي "الفقاعة الآمنة" تماما بحيث لا يخرج منها إلا عقب انتهاء البطولة؛ لضمان عدم انتشار العدوى بين المشاركين في البطولة. الإعجاب بمفهوم "الفقاعة المتكاملة" جعل الألماني توماس باخ يحجز لأول مرة في تاريخ بطولات العالم لكرة اليد للحضور إلى القاهرة؛ للوقوف على التجربة بنفسه وحضور نهائي البطولة بل وحفل الختام، بعدها يقرر رئيس اللجنة الأولمبية منح إمبراطورية اليابان شارة انطلاق الألعاب الأولمبية بطوكيو من عدمه، من مصر بعد نجاح التجربة المصرية. والتي تعد شهادة الميلاد الحقيقية بعودة الرياضة والرياضيين في ظل الجائحة التي كادت أن تقضي على صناعة الرياضة والرياضيين في العالم، ولكن هي مصر التي أكدت التزامهما بتنظيم بطولة آمنة، بكل المقاييس؛ لذلك شكلت مجموعة عمل من الوزراء لمساندة الحدث العالمي، تضم السادة وزراء الآثار والسياحة والطيران المدني والصحة والسكان، ويرأسها رئيس مجلس الوزراء. ويتابع السيد رئيس الجمهورية، الرئيس عبدالفتاح السيسي، الوضع والأحداث، كل ذلك تأكيد على الالتزام المصري بالتنظيم الآمن، والآن علينا جميعا أن نحافظ على السلوك الإيجابي، وأن نبقى متحدين وأقوياء في نفس الوقت، ليخرج الحدث للعالم بلا كورونا. نتطلع لحدث صعب، لكننا جاهزون لمواجهة التحدي وتقديم تجربة فريدة للعالم بأثره، وكلي ثقة في وزير الرياضة الشاب د. أشرف صبحي الذي يبذل جهدا خارقا مع اللجنة المنظمة برئاسة المهندس هشام نصر، ومدير البطولة الكابتن حسين لبيب، وأمام الجميع الرجل الوطني د. حسن مصطفى رئيس الأتحاد الدولي لكرة اليد هؤلاء ابنائك يا مصر.