وصل وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، السبت، إلى العاصمة الليبية طرابلس، برفقة رئيس الأركان وقادة الجيش، في زيارة مفاجئة كشفها الإعلام الليبي قبل أن يتم الإعلان عنها رسميا ، مما يعطي انطباعا أن تركيا أرادت أن تكون هذه الزيارة سرية لأسباب تتعلق بالاستعداد للعدوان على الأراضي الليبية. تثير زيارة آكار في هذا التوقيت مخاوف من أن تكون إشارة لانطلاق الحرب ، لاسيما بعدما رصد الجيش الليبي، حشودا للميليشيات الإجرامية المدججة بالأسلحة التركية المتطورة والآلاف من المرتزقة والمقاتلين الأجانب من أجل الهجوم على سرت وشرقي البلاد زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا جاءت بعد أن وافق البرلمان التركي الثلاثاء الماضي على مذكرة قدمها الرئيس رجب طيب أردوغان، لتمديد مهام قواته في ليبيا لمدة 18 شهرًا إضافيًا وستسمح موافقة البرلمان ببقاء قوات أردوغان في ليبيا لمدة عام ونصف تبدأ اعتبارا من 2 يناير المقبل وعلى الرغم من إتمام صفقة لتبادل الأسرى بين طرفي الصراع "الجيش الليبي وقوات الوفاق" إلا أنها لم تزيل هاجس عودة الحرب مرة أخرى بفعل التحشيد التركي والرغبة في السيطرة على مقدرات البلاد، على اعتبار أن الحرب لن تقوم بسبب الصراع الدائر بين الأطراف الليبية، بل تحتمه معطيات الصراع بين القوى الإقليمية والدولية الكبرى. كان طرفا الصراع في ليبيا قد نفذا عملية إطلاق و تبادل الأسرى ، وهي نقطة ضوء جديدة علق عليها الليبيون آمالهم لإزالة تراكمات الحرب ولم شتات أبناء الشعب الواحد، واعتبرها الليبيبون واحدة من أصعب الفترات التي تمر بها البلاد، التي تقف على حافة صراع عسكري جديد. كثيرون شككوا في جدوى التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار في ليبيا خصوصا بعد اختراقها أكثر من مرة من جانب ميليشيات طرابلس التي اتهمت بدورها الطرف الآخر ، بيد أن متخصصين للشأن الليبي نظروا إلى الأمر من زاوية أخرى وهي موقف الأممالمتحدة والمجتع الدولي من هذا الاتفاق ، وأن اشتعال الأمور في ليبيا واستمرار الحرب بين أطراف الأزمة يخدم أطرافا إقليميا أخرى لاسيما تركيا ، ويبدو أن هذا التوجه له وجاهته ، حيث إن هناك مؤشرات واضحة على هذا الهدف، منها تغاضي المجتمع الدولي عما تفعله تركيا من تزويد الميليشيات بالأسلحة، وعمليات التدريب وإرسال المرتزقة، وكذلك عدم إدانة البعثة الدولية في ليبيا تصرفات الميليشيات أو الرد على تصريحات وزير دفاع تركيا التي أطلقها خلال زيارته لطرابلس والتي التي ترفض وقف إطلاق النار، وكذلك رفض فتح الطريق الرابط بين شرق وغرب وجنوب البلاد، رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار أكد على ذلك. كانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا نشرت نسخة من اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي وقعه طرفا النزاع الليبي المنخرطان في اجتماعات اللجنة العسكرية 5+5، الشهر الماضي ، بعد محادثات استمرت خمسة أيام في مقر الأممالمتحدة بجنيف، واتفقت اللجنة على الوقف الفوري لإطلاق النار ويسري ذلك من لحظة توقيع هذا الاتفاق، وإخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراته. في تصريحات لبوابة الأهرام، أكد عضو مجلس النواب الليبي محمد عامر العباني أنه لم ير في زيارة وزيرالدفاع التركي خلوصي أكار أي جديد وأن الزيارة لاتحمل معاني جديدة على اعتبار أن تركيا أصلا لم تلتزم بقرارات المجتمع الدولي ومستمرة منذ اليوم الاول في اختراق جميع الاتفاقيات الليبية خصوصا اجتماعات برلين، وغدامس بالمغرب