أبدى الدكتور حمد بن سيف الهمامي، مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، سعادة بالغة للقفزة التي حققتها مصر في تصنيف مؤشر المعرفة العالمي قبل أيام، وتقدمها 11 مركزا في التعليم قبل الجامعي، و23 مركزا في التعليم الفني. وقال مدير مكتب اليونسكو في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، هاتفيا، إن ما تفعله الحكومة المصرية في مجال التعليم العام والفني على كل المستويات، خلال السنوات الأخيرة مجهود يستحق التقدير والثناء واصفا إياها ب"الجهود الرهيبة"، وهناك فكر ورؤية واستراتيجية كفيلة بتغيير واقع التعليم المصري بشكل جذري، ونتوقع هذا بالفعل. ولفت إلى أن "مصر تستحق الكثير، ونحن على قناعة بأن هناك نية حقيقية لانتقال التعليم المصري إلى مرتبة متقدمة للغاية، بفضل الجهود البناءة التي يقوم بها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والدعم الرئاسي والحكومي الاستثنائي المقدم له". وقال "الدكتور طارق شوقي يقوم بمجهودات خيالية، ونحن نلمس ذلك خلال المؤتمرات التعليمية والعروض التي يشرح فيها طريقة إدارة المنظومة، والمخطط له مستقبلا، ما يعني أن الأمور تسير في الطريق الصحيح، وهذه مصر التي عندما أرادت استطاعت". كان مؤشر المعرفة العالمي، أعلن قبل أيام قليلة، أن مصر قفزت 11 مركزا دفعة واحدة في التنصيف الدولي للتعليم قبل الجامعي، فيما تحسن تصنيف مصر في التعليم الفني، بعدما تقدمت 23 مركزا خلال عام واحد، وبعد أن كانت مصر في المركز 106 خلال عام 2017، أصبحت في الترتيب ال83 عام 2020، من إجمالي من 138 دولة شاركت في التصنيف. وجاء التحسن اللافت في تصنيف مصر دوليا، بعد التغيرات الجذرية التي حدثت في إدارة المنظومة، وإقرار مناهج جديدة في الصفوف الأولى وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم، والتنوع في إنشاء المدارس، وخفض معدلات التسرب، وتطوير منظومة الامتحانات لتخاطب الفهم وليس الحفظ، والتوسع في التعلم الرقمي وتدريب المعلمين وإتاحة وسائل تعليمية عصرية وناجحها في عقد الامتحانات رغم ظروف جائحة كورونا. وفيما يخص ترتيب الدول الأكثر اهتماما على مستوى العالم في مجال البحث والتطوير والابتكار، حصلت مصر على المركز ال 74، وحتى عام 2017، تفوقت دول عربية وإفريقية كثيرة على مصر في أغلب المجالات المرتبطة بالتعليم، حيث احتلت مصر آنذاك المركز 107 عالميا، لكن في التصنيف الجديد، لعام 2020، استطاعت مصر أن تتقدم على كل هؤلاء، لدرجة أن الكثير من البلدان العربية والإفريقية والآسيوية هبطت إلى ترتيب أقل، في حين قفزت مصر إلى مرتبة متقدمة عنهم، رغم أن تقييماتهم قبل ثلاث سنوات كانت أفضل من مصر. وحتى عام 2017 كانت مصر تحتل المركز 113 عالميا في التعليم الفني، لكنها قفزت إلى الترتيب 83، في سابقة تاريخية من نوعها بفعل ثورة التطوير التي تجرى في التعليم الفني، والتغييرات غير المسبوقة التي حدثت، سواء في طبيعة المدارس ومستوى الطلاب والمناهج وتحسين البيئة التعليمية بشكل عجزت عنه بلدان مجاورة.