قال متظاهرون وناشطون في الدفاع عن حقوق الإنسان إن قوات الأمن السعودية، اعتقلت عشرات الرجال اليوم الإثنين، بعدما نظموا احتجاجا قرب سجن في وسط المملكة للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم. وأضافوا أن الاعتقالات تمت بعدما طوقت الشرطة المحتجين ومن بينهم نساء وأطفال في منطقة صحراوية خارج السجن وابقتهم دون طعام أو ماء قرابة يوم. وتقول السعودية إن أقارب المحتجين محتجزون جميعا لأسباب أمنية لكن الأقارب يقولون إن بعضهم محتجزون بسبب أنشطتهم السياسية ولم توجه إليهم أي اتهامات. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن المتهمين بجرائم "مرتبطة بالإرهاب" يلقون محاكمات نزيهة. واضاف "فيما يتعلق بتجمهر عدد محدود من أقارب المعتقلين عند أحد السجون .. تم احتجازهم وفقا للإجراءات القانونية وسيتم التعامل معهم إذا ثبت انتهاكهم للقوانين". وقال نشطاء إن الشرطة المسلحة بالدروع والهراوات، أقنعت المحتجين عند السجن بالعودة إلى بيوتهم وقالت لهم إن رسالتهم وصلت وسيتم النظر في مطالبهم. وقالت ريما الجريش -محتجة زوجها في السجن-: "عندما غادرنا تبعت قوات الطواريء سياراتنا وطاردتنا وأوقفتنا واعتقلت الرجال". وأضافت "شاهدتهم يقبضون على خمسة وعندما حاولت التدخل دفعوني وضربوني بعصا". وقالت إن عشرات الرجال اعتقلوا وأخذوا إلى مكان غير معلوم. وكان أكثر من 100 شخص بينهم نساء وأطفال نظموا احتجاجا ليوم واحد في الصحراء قرب سجن الطرفية في منطقة القصيم، لكن الشرطة طوقتهم وقالوا إنهم ظلوا بلا طعام أو ماء لنحو يوم كامل. وأضاف محتجون أن الشرطة أقامت أمس حواجز على الطريقين اللذين يؤديان إلى السجن ونظمت دوريات في الصحراء المحيطة به. وأدخل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بعض الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية منذ أن تولى منصبه قبل سبع سنوات بما في ذلك خطوات حذرة لتحسين وضع المرأة والأقليات الدينية لكنه ترك النظام السياسي كما هو. وفي العام الماضي قالت وزارة الداخلية إنها قدمت للمحاكمة 5080 شخصا من بين 5700 تقريبا احتجزتهم لدواع أمنية. وفي أبريل قضت محكمة في الرياض بسجن محمد البجادي وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان أربع سنوات وقال نشطاء إنه اتهم بتشكيل منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان وتشويه سمعة المملكة والتشكيك في استقلال القضاء وحيازة كتب غير مصرح بها. وكان البجادي احتجز لمدة عام دون توجيه اتهامات له بعد أن أبدى دعمه لأسر السجناء الذين يتظاهرون للإفراج عن أقاربهم المسجونين. وفي تجمهر آخر اليوم الإثنين، تظاهر عشرات المحتجين أمام هيئة حقوق الإنسان السعودية المرتبطة بالحكومة مطالبين بالإفراج عن أقاربهم المسجونين. وقال محتج طلب عدم نشر اسمه خشية اعتقاله: "هناك معتقلون معذبون وآخرون انتهت محكومياتهم وآخرون لم يحاكموا.. وناس لديهم أحكام براءة ولم يفرج عنهم".