احمِ نفسك من التعرض للاحتيال.. 4 نصائح لتفادي شراء منتجات مزيفة عن طريق الإنترنت

خلال الشهر الماضي، أعلنت وكالة Europol (وكالة مهمتها تطبيق القانون الأوروبى وحفظ أمن أوروبا فى مجال مكافحة الجرائم)، عن التقدم الذى أحرزته العمليات الأمنية على مستوى أوروبا، والتى انتهت بمصادرة 27 مليون كمامة طبية، بالإضافة لمنتجات أخرى.
البداية
بدأ الأمر من الإنترنت؛ حيث تتبعت قوات الأمن التابعة ل21 دولة، عمليات البيع لقائمة طويلة من المنتجات المزورة على الإنترنت، حتى تمكنت من الوصول للمحلات والمراكز التجارية المسئولة عن تسويقها فى عدة دول منها: بلجيكا وقبرص واليونان وأيرلندا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا، هذا ما تم على أرض الواقع. بالنسبة للإجراءات ضد المواقع المشبوهة، فقد تم إغلاق 123 حسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي، و36 صفحة إلكترونية كانت تقوم ببيع المنتجات المزيفة.
وأشارت وكالة (Europol) إلى أن الجماعات الإجرامية اقتحمت المنصات الإلكترونية مثل: صفحات الويب ومواقع التواصل الاجتماعى وتطبيقات المراسلة اللحظية، بهدف بيع منتجاتهم المزيفة، والتى غالبا ما تكون مضرة. ومن بين المنتجات التى تمت مصادرتها ملابس وأحذية وإكسسوارات شخصية ودُمى ومعدات طبية.
وشارك مصدر من موقع (eBay) قائلا: "يوجد العديد من المنتجات والمجالات التى تضررت بسبب هذه الممارسات غير الشرعية. فى الحقيقة من المهم جدا أن يتم اتخاذ إجراءات جادة على وجه السرعة؛ لضمان تحقيق اللوائح".
إليكم 4 نصائح ستساعدكم على حماية أنفسكم من التعرض للاحتيال:
1. التركيز على الصور
يسمى الكثيرون إمكان الشراء بدون الخروج من المنزل ب"سحر الإنترنت"، ولكن هذا السحر له جانب أسود؛ حيث تستخدمه الجماعات الإجرامية لعمل إعلانات لمنتجاتها المزورة بطريقة أكثر إقناعا للمشتري. كل ما يحتاجونه هو سرقة صورة المنتج الأصلى ووضعها كصورة لمنتجاتهم فى الإعلانات والصفحات الإلكترونية التابعة لهم.
وشرح المدير العام لرابطة (ANDEMA) الإسبانية، المختصة فى الدفاع عن العلامات التجارية، خوسيه أنتونيو مورينو، قائلًا: "بما أن المستهلك لا يملك فرصة لمس ومعاينة المنتجات، يكون من السهل أن يخلط بين الأصلى منها والمزور".
فى حالة شعور المشترى بالارتياب، ليس أمامه سوى أن يقوم بتحليل المعلومات القليلة المتوفرة لديه على الموقع، إذا بدت الصور غير واضحة أو تم التلاعب بها أو إذا كانت صورًا عامة، ستكون فكرة جيدة أن يطلب المشترى صورًا أكثر من البائع الذى يتعامل معه. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يستخدم المحتالون مجموعة من الصور لمنصات الدفع المعروفة لخلق جو من الأمان فى الموقع الإلكتروني.
ومن المهم أن تقوم بالتأكد من أن الموقع حاصل على شهادة ال SSL، التى تدل على أن الموقع مشفر ويضمن توفير اتصال آمن للمستخدم، بمعنى آخر لابد أن يبدأ رابط الموقع ب (https) بدلا من (http).
2. معلومات الموقع
أعطت جائحة كوفيد-19 دفعة قوية لعجلة التجارة عبر الإنترنت، وبالتالى انتهى الأمر بزيادة مبيعات الجماعات الإجرامية للمنتجات الزائفة.
وقد أكد خوسيه مورينو ذلك بالقول: "يتزامن نمو تجارة المنتجات المزورة مع نمو التجارة الإلكترونية، وأصبح هذا ملحوظًا جدًا فى زمن الجائحة، خصوصًا فى مجالات بيع منتجات الهيدروجيل والأقنعة الواقية، وتعد المنصات الإلكترونية القناة الكبرى التى يمر خلالها كل من المنتجات الأصلية والمزورة".
يرى خوسيه مورينو، أن من أول ما يجب ملاحظته هو ما يتعلق بإدارة الصفحة: "إذا كنت ترغب بشراء أحد منتجات Adidas، لا يجب أن تبحث فى موقع (Adidasstore أو Adidasmujer)، لأن المواقع التى تضع كلمات عامة بجوار علاماتها المسجلة تشير إلى أنها ليست الصفحات الرسمية المخولة ببيع المنتج". هناك شيء آخر من الممكن أن يوقع بمنتهزى الفرص، وهو تاريخ إنشاء الموقع، فتبعا ل (Europol) المواقع التى تم إنشاؤها منذ فترة تقل عن سنة، تعد مواقع مشبوهة، ولمعرفة تلك المعلومات عن أى موقع إلكتروني، يكفى أن تقوم بالبحث فى قاعدة البيانات (Whois)، التى تظهر أحيانًا اسم صاحب الموقع والبلد التى تم إنشاؤه منها، وهذه الأخيرة تعد من الأدلة الرئيسية على أن الموقع مشبوه.
وقال مورينو: "الكثير من هذه المواقع الإلكترونية لم يتم إنشاؤها من داخل إسبانيا"، بالإضافة إلى أن تحديد مكان إنشاء المواقع يعد دليلًا مهمًا للتعرف على المشبوه منها، إلا أن هذا يصعب عمل السلطات المسئولة عن ملاحقة هؤلاء المجرمين.
3. الأخطاء الكتابية
هل يتسم الموقع بشيء من عدم التنظيم؟، إذن فقد تم إنشاؤه بشكل خاطئ، ومن جهة غير رسمية، المواقع الرسمية تمتاز عادة بجانب معقول من الدقة، وفوق ذلك تتضمن معلومات اتصال وجوانب قانونية مثل: اسم ومكان مقر الشركة، وكذلك تتضمن سياسات إعادة المنتج واسترداد المبلغ المالي، ومدة وشروط الاستعمال، بالإضافة لتفاصيل بخصوص الضرائب والقيمة النهائية لمنتجاتها. وعلق خوسيه مورينو، قائلا: "هذه المعايير حددها قانون التجارة الإلكترونية، وفيما يخص الأسعار، يدخل فى اللعبة وضع أسعار منطقية للمنتجات: إذا كانت الأسعار قريبة بما يكفى من أن تكون واقعية، فعلى الأغلب يكون الموقع ليس مشبوها".
4. التعرف على البائع
فى كثير من الأحيان، يتمكن الذين يقومون بتزوير الصفحات الإلكترونية الأصلية من ممارسة جرائمهم ضد حقوق الملكية الفكرية عبر مواقع رسمية مثل أمازون.
وأشار مصدر من شركة eBay للتجارة الإلكترونية: "نحن فى شركة eBay ندرك خطورة هذه الظاهرة، ونستثمر كل عام ملايين الدولارات لمكافحتها لضمان تجربة بيع وشراء آمنة لعملائنا".
تعد ملاحظات الزبائن عاملا أساسيا للمساعدة فى تجنب حدوث شيء غير متوقع أثناء التعامل مع المنصات الإلكترونية، وكذلك بإمكانها تزويد الجهات المسئولة بأدلة منها الأسماء التى يستخدمها بائعو المنتجات المزيفة: إذا كانت أسماؤهم مكونة من رموز وأرقام وأحرف بسيطة، عندها لابد من اتخاذ إجراءات احترازية.
وأضاف خوسيه مورينو: "لدى كل من موقع (أمازون) و(على بابا) عدد كبير من العملاء الذين لا يطلبون منهم أى نوع من بيانات التوثيق القانوني". إذن يتعامل أغلب عملاء هذه المواقع مع بائعين مجهولين، وبالتالى فى حال اكتشاف أن المنتج مزيف بعد استلامه، ستكون عملية إعادة المنتج أو اتخاذ إجراءات ضد البائع أكثر تعقيدا. وقال مورينو: "فى حال تعرضك للاحتيال، أثناء قيامك بتجربة شراء، يجب أن تقوم بإثبات ذلك بكتابة ملاحظة فى المنصة، تخيل حدوث ذلك مع الملايين من المنتجات، حينها لابد أن تقوم المنصة بعمل إجراءات تضمن أمان العميل".
وطالبت رابطة (ANDEMA) بإزالة هذه الثغرة، وطلبت من كبار المسئولين الذين يمثلون التجارة الإلكترونية، القيام بدور فعال فى الصراع ضد المنتجات المزيفة، التى تنتشر من خلال منصاتهم. وأشار المتحدث باسم (ANDEMA): "كل مرة يبيع فيها شخص ما قميصا، أيا يكن نوعه، تأخذ المنصات نسبة من المكسب القادم من عملية البيع، إذن بالنسبة للمنصات تعد تلك التجارة غير المشروعة بمثابة عمل، وبالتالى فإن إلزامهم بالتخلص منها سيعرضهم للخسارة"، لذا تتجاهل المواقع القيام بإجراءات قدر الإمكان.