عبدالمحسن سلامة استكمالا لحديث أمس عن اللمسات الإنسانية للحكومة المصرية, ومتابعتها الحالات الإنسانية فى المجتمع، سواء أكانت حالات تشرد تحتاج إلى مأوى, أو حالات مرضية تستدعى العلاج الطبى أو الجراحى، فإن ما يحدث من «تكافل» بين أفراد المجتمع المصرى, والتحرك السريع للحكومة، والجمعيات الأهلية، للمساعدة فى حل مشكلات تلك الفئات غير القادرة، شىء يدعو للأمل والتفاؤل. على الجانب الآخر، نجد أن هناك من يستغل حالة التعاطف الموجودة فى المجتمع المصرى, رغم أنه غير مستحق, ليشوه ذلك المشهد ويتحول إلى حالة من التسول غير المقبول. آخر تلك الحالات؛ ما حدث فى أحد شوارع طنطا بمحافظة الغربية، حينما قام فريق التدخل السريع، التابع للشئون الاجتماعية هناك, بإنقاذ مسن مشرد، فقد اكتشف فريق التدخل السريع أن الرجل الثمانينى يمتلك معاشا شهريا (نحو 6 آلاف جنيه) يكفيه للحياة الكريمة، والسكن اللائق. الرجل الثمانينى هذا اعتاد «التسول», ويسكن الشارع لكى يمارس هذه الآفة بشكل يومى, وحينما تم اكتشاف أمره اختفى من الشارع. للأسف الشديد، هناك فئة تحترف التسول، رغم أنها تملك من الصحة، والمال، ما يكفى لسد احتياجاتها, لكنها اعتادت «التسول», وترفض أن تعيش حياة كريمة من مجهودها ومالها. ليس معنى ذلك أن كل محتاج نضعه تحت «خانة» التسول، ونرفض مساعدته, لأنه يُعد ظلما للكثير ممن يستحقون المساعدة، والمساندة، والدعم. لكل ذلك؛ يستحق فريق التدخل السريع بالغربية الشكر والتقدير؛ لما بذله من جهد فى كشف تلك الواقعة, ومن المهم أن تقوم كل فرق التدخل السريع فى جميع المحافظات بالتدقيق فى أمر كل حالة على حدة، بحيث تتم مساعدة كل المستحقين، وكشف ألاعيب «المتسولين»، الذين يرتضون تلك المهانة.