من اللحظة الأولى للإعلان عن تفاصيله، قدم كشف سقارة الأثرى نفسه كعلامة فارقة فيما يخص الاكتشافات الأثرية لعام 2020، وربما لأعوام عديدة مقبلة. فبعد أن أبهرت تلك المنطقة العالم بما تحتويه من أسرار الأجداد وحصاد حضارتهم، خرجت مجلة « أركيولوجى» الأمريكية المتخصصة فى مجال الآثار لتصنف كشف «سقارة» على أنه أحد أهم عشرة اكتشافات أثرية فى العالم خلال العام الحالى. واختارت المطبوعة الأمريكية أحد التوابيت المكتشفة ضمن خبيئة «سقارة» لتتصدر غلاف عددها ليناير وفبراير 2021. فكان غلاف هذا العدد أحد أشكال مصالحة 2020 لمصر والمصريين بعد الصعوبات التى واجهتها البلاد مع العالم من انتشار فيروس كورونا المستجد، ليكون بذلك واحدة من حلقات الجهد المصرى الرامى لزيادة حركة السياحة . كانت «سقارة» وخبيئتها قد قدما إلى العالم، وفقا للدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، 100 تابوت تخص كبار رجال الدولة والموظفين وكهنة معبد الإله «باستيت» فى عصر الأسرة 26. ولا تنتهى خيرات «سقارة» هنا، إذا يضاف أيضا 40 تمثالا للإله «بتاح سوكر» وتمثال برونزى للإله «نفر توم»، وعدد كبير من الآثار والتمائم فى ثلاث آبار للدفن. ويرجح الخبراء أنه لايزال فى جعبة «سقارة» الكثير, ومن المقرر، أن يكشف الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، خلال يناير المقبل تفاصيل الكشف الأثرى الذى توصل إليه الدكتور زاهى حواس عالم الاثار العالمى بنفس المنطقة , وهو ما يأتى تدليلا على ما كتبناه من قبل فى هذه الصفحة تحت عنوان « آثار سقارة تبوح بأسرارها هل من مزيد». وبلا شك تأتى ترجمة الاعلان عن هذا الكشف لخدمة السياحة المصرية وزيادة الحركة إليها, وذلك وفقا للنائب عمرو صدقى رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب, مضيفا أن هذا الكشف وغيره من الاكتشافات الأثرية التى يتم الإعلان عنها تضع مصر فى أذهان العالم باستمرار لتكون ضمن أولويات الحركة السياحية العالمية عند عودتها لطبيعتها بعد تراجع أزمة « كورونا». ويقول صدقى إن التغلب على أزمة تأثر السياحة سلبيا بنسبة 70% ستكون الأمنية الأهم خلال النصف الأول من العام المقبل، بعد توافر اللقاحات التى بدأ العالم فى التوصل إليها. ولكن تلك الاكتشافات لن تؤثر على قرار السائحين بزيارة مصر حاليا فى ظل الأزمة. نقلا عن صحيفة الأهرام