أكد الأمين العام ل رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى أهمية استثمار جهود المملكة العربية السعودية لبناء جسور المحبة والوئام الإنساني، والتصدي لممارسات الظلم والصدام الحضاري وسلبيات الكراهية انطلاقا من " وثيقة مكةالمكرمة". وكانت " وثيقة مكةالمكرمة" قد خرجت إلى النور في القمة التاريخية ال44 لرابطة العالم الاسلامي التي انعقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمكة، بإجماع علماء المسلمين. وأكد العيسى أن السعودية تقوم بدور محوري لتحقيق الوئام والسلام في العالم الإسلامي، بما تمثله من مرجعية روحية، وقيادة سياسية اتسمت بالحكمة والحرص على مصالح وقضايا الأمة. وأشار العيسى إلى أن رابطة العالم الإسلامي تقوم بنشاط واسع وحيوي في جميع دول العالم الإسلامي، حيث جعلت في صلب اهتمامها منهج الوسطية التي حضت عليها الشريعة الإسلامية، مؤكدا حرصة على طرح العديد من القيم التي تضمنتها ودعت إليها " وثيقة مكةالمكرمة"، والتي من شأنها تعزيز السلام، انطلاقا من القيم المشتركة، واحترام الاختلافات بين المجتمعات في دول العالم الإسلامي، وذلك في عدد من المؤتمرات والفعاليات الإسلامية واللقاءات المباشرة واللقاءات عن بعد. وأكد العيسى مجددا على أن التعايش بين أتباع الأديان والثقافات يمثل حاجة ملحة تتطلبها مصلحة الجميع في مواجهة أصوات الكراهية والعنصرية، وشعارات الصدام والصراع الحضاري. ونوه العيسى إلى أن وثيقة "مكةالمكرمة " تلقي بظلالها على خير الإنسانية، معبرة عن أفق الإسلام الرفيع ونظرته المستنيرة للتنوع البشري، ودعوته للحوار والتواصل الحضاري، في مواجهة عاديات الشر وأفكار التطرف والكراهية والصدام الحضاري". وقال العيسى"إن من يمتلك الحقيقة ليس بحاجة إلى صراع الناس ولا سلبيات الجدال والسجال العقيم، ولا إكراههم على دينه أو مذهبه أو رأيه ف"لا إكراه في الدين"، وليس بحاجة كذلك لسلبيات ونكد كراهيتهم أو ازدرائهم أو استفزازهم، ومن يمتلك الحقيقة ليس عليه سوى البلاغ وليس بمكلف أن يهدي الناس، فضلاً عن أن يحملهم على رأيه واجتهاده".