صوت الناس.. "محمد" يستغيث بالمسئولين لبحث شكوى قبل فوات الآوان    جامعة قناة السويس: تكريم الفرق الفائزة في كرة القدم الخماسية    رئيس العراق يستقبل وزير الري المصري على هامش مؤتمر بغداد الدولي الرابع للمياه    التصديري للحاصلات الزراعية: 5 مطالب من أجل الوصول ل 200 مليار دولار صادرات    بعد 204 يوما على حرب غزة.. ازدواجية الإعلام الأمريكي في تناول الكارثة الإنسانية.. نيويورك تايمز وجهت صحفييها بتقييد استخدام مصطلحات "الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والأراضى المحتلة"    الصحة الفلسطينية: 7 مجازر إسرائيلية جديدة فى قطاع غزة خلال 24 ساعة    بسبب المجاعة.. استشهاد 30 طفلا في غزة    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل نظيره البحريني والوفد المرافق له    جوميز يقرر التحرك من فندق الإقامة إلى ملعب "بابا يارا" مبكرًا    ديربى شمال لندن.. تعرف على التشكيل المتوقع لتوتنهام لمواجهة ارسنال    تورينو ينظم ممرا شرفيا للاعبي إنتر احتفالاً بتتويجه بالدوري الإيطالي    تأجيل محاكمة المتهم بقتل نجل لاعب الزمالك السابق عمر كشمير    حملات تفتيشية مكبرة على الأسواق والمخابز بالمنيا    مهرجان الغردقة لسينما الشباب يفتح باب الاشتراك في دورته الثانية .. اعرف المواعيد    وصل الإجمالي ل 57 مليون .. فيلم شقو يضيف 500 ألف جنيه لإيراداته ليلة أمس    أستاذ جهاز هضمي: الدولة المصرية صنعت دواء يعالج فيروس سي (فيديو)    سفير روسيا بالقاهرة: موسكو تقف بجوار الفلسطينيين على مدار التاريخ    بلينكن يزور مستوطنة بئيري بعد هجوم 7 أكتوبر    مساعد وزير التموين: أزمة السكر لم تكن مشكلة إنتاج ولكن «سوء التوزيع» السبب    فرق 60 دقيقة عن المواصلات.. توقيت رحلة المترو من عدلي منصور لجامعة القاهرة    «التنمية المحلية»: 40 ورشة عمل للقائمين على قانون التصالح الجديد بالمحافظات    جامعة بني سويف تستقبل لجنة المراجعة الخارجية لاعتماد ثلاثة برامج بكلية العلوم    محافظ بني سويف يُشيد بالطلاب ذوي الهمم بعد فوزهم في بطولة شمال الصعيد    الطقس في الإسكندرية اليوم.. انخفاض درجات الحرارة واعتدال حركة الرياح    «التعليم» تحدد ضوابط تصحيح امتحانات النقل للترم الثاني 2024    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    احتفال الآلاف من الأقباط بأحد الشعانين بمطرانيتي طنطا والمحلة.. صور    لن أغفر لمن آذاني.. تعليق مثير ل ميار الببلاوي بعد اتهامها بالزنا    «قصور الثقافة» تختتم ملتقى أهل مصر لفتيات المحافظات الحدودية بمطروح    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    دخول 176 شاحنة مساعدات غذائية عبر معبر كرم أبو سالم|فيديو    بنك QNB الأهلي وصناع الخير للتنمية يقدمان منح دراسية للطلاب المتفوقين في الجامعات التكنولوجية    انطلاق فعاليات البرنامج التدريبى للتطعيمات والأمصال للقيادات التمريضية بمستشفيات محافظة بني سويف    البنية الأساسية والاهتمام بالتكنولوجيا.. أبرز رسائل الرئيس السيسي اليوم    أحمد مراد: الخيال يحتاج إلى إمكانيات جبارة لتحويله إلى عمل سينمائي    أول تعليق من مها الصغير على أنباء طلاقها من أحمد السقا    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    رئيس هيئة الدواء يجتمع مع مسؤولي السياسات التجارية في السفارة البريطانية بالقاهرة    نجم الأهلي: أكرم توفيق انقذ كولر لهذا السبب    إدارة الأهلي تتعجل الحصول على تكاليف إصابة محمد الشناوي وإمام عاشور من «فيفا»    المصري الديمقراطي الاجتماعي يشارك في منتدى العالم العربي بعمان    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من مليون مواطن لمن تخطوا سن ال65 عاما    وزير الصحة: «العاصمة الإدارية» أول مستشفى يشهد تطبيق الخدمات الصحية من الجيل الرابع    المصري والداخلية.. مباراة القمة والقاع    قضايا عملة ب 16 مليون جنيه في يوم.. ماذا ينتظر تُجار السوق السوداء؟    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    ألفا طالبة.. 4 محافظات تحصد المراكز الأولى ببطولة الجمهورية لألعاب القوى للمدارس -تفاصيل    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    شكوك حول مشاركة ثنائي بايرن أمام ريال مدريد    إعلان اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية 2024 اليوم    العودة في نفس اليوم.. تفاصيل قيام رحلة اليوم الواحد للاحتفال بشم النسيم    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من سيدفع ثمن نشر الفوضى


د. محمد السعيد إدريس
عندما أقال الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب وزير الدفاع مارك أسبر واختار بدلا منه كريستوفر ميلر مدير المركز الوطنى لمكافحة الإرهاب، وقام بعدها بإقالة أهم مساعدى مارك أسبر فى وزارة الدفاع وعين مكانهم أشخاصا يدينون له بالولاء والطاعة فى عملية عرفت ب «تطهير البنتاجون» من المعارضين لسياسات الرئيس، كان رد نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى أن قرارات ترامب «تظهر نيته لزرع الفوضي» فى الأيام الأخيرة من منصبه، وكان تعليق كورى شاك، الذى خدم فى مجلس الأمن القومى فى عهد الرئيس جورج دبليو بوش وتقلد مناصب رفيعة فى وزارتى الدفاع والخارجية أن «السيناريو الذى يقلق معظم رجال الأمن القومى الأمريكيين هو توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية لأن حملة التصعيد القصوى للسياسة الخارجية لإدارة ترامب ضد إيران لم تحقق سوى القليل من النتائج المرجوة».
وفى اليوم التالى لاغتيال العالم النووى ال إيران ى محسن فخرى زاده الذى اغتيل يوم الجمعة الفائت (27/11/2020)، وبعد عمليات تحرِّ دقيقة قامت بها كل أجهزة الأمن ال إيران ية اتهم الرئيس ال إيران ى حسن روحانى إسرائيل رسميا بالمسئولية عن عملية الاغتيال، وقال إنها «تسعى لإثارة فوضي» فى المنطقة قبل أسابيع من تولى جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة»، لكن روحانى كان حريصا على أن يقول فى الوقت نفسه إن بلاده «لن تقع فى هذا الفخ».
اشتراك كل من نانسى بيلوسى والرئيس حسن روحانى فى الاتفاق على أن هناك حالة ما من الفوضى يخطط لها فى منطقة الشرق الأوسط يكشف عن قدر لا بأس به من الإدراك المشترك بين الرئاسة ال إيران ية وبين إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن، باعتبار بيلوسى من أقرب المقربين من هذه الإدارة كزعيمة للديمقراطيين فى الكونجرس بخصوص مخطط لنشر الفوضى فى المنطقة تقوده إدارة ترامب ويشارك فيه حلفاؤها فى الشرق الأوسط وعلى رأسهم كيان الاحتلال الإسرائيلي. لا أحد يعرف بالتحديد ما هى هذه الفوضى وحدودها، هل هى الحرب على إيران ، أم هى عمليات اغتيال داخل إيران ولشخصيات إقليمية حليفة من نوعية حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله فى لبنان وقادة الفصائل الفلسطينية المؤيدة ل إيران والرافضة للمشروع الإسرائيلى حسب ما يجرى تسريبه من معلومات يرددها الإعلام الإسرائيلى بهذا الخصوص، أم هى شيء ثالث. هل اغتيال العالم النووى ال إيران ى محسن فخرى زاده رئيس منظمة الأبحاث والإبداع فى وزارة الدفاع ال إيران ية يمكن أن يكون البديل عن خيار الحرب الذى لم يلق الدعم الكافى داخل مؤسسة الأمن القومى الأمريكية؟ وهل اغتيال زاده سيكفى لتحقيق الأهداف أم أنه ليس إلا إحياء لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية التى يصعب تصور أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تكون بعيدة عنها.
السؤال شغل حتما أجهزة الأمن ال إيران ية خصوصا فى ظل تلميحات وردت على لسان بنيامين نيتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية عشية حادث الاغتيال توحى بالمشاركة الإسرائيلية فى عملية الاغتيال عندما قال مساء الجمعة الفائت «قمت بالكثير من الأمور هذا الأسبوع، ولا أستطيع التكلم عنها جميعا». لكن ما أفصح عنه المدير العام السابق لوزارة الشئون الإستراتيجية الإسرائيلية يوسى كوبر فسر يؤكد الاستنتاج الذى توصل له ال إيران يون من ضلوع إسرائيل فى جريمة الاغتيال حيث أشار إلى أن « محسن فخرى زاده هو قاسم سليمانى البرنامج النووى ال إيران ي» وزاد «حادث من هذا النوع يمكن أن تنفذه إسرائيل والولايات المتحدة فقط».
بعيدا عن التباهى الوارد فى قول هذا المسئول الإسرائيلى فإن إعادة التذكير باغتيال الجنرال قاسم سليمانى رئيس فيلق القدس ال إيران ى بالعراق (3/1/2020) باعتباره القائد الإستراتيجى للمشروع الإقليمى ال إيران ى وربط اغتياله بعملية اغتيال محسن زاده القائد العلمى للمشروع النووى والصاروخى ال إيران ى يكشف الوزن الحقيقى والخطير لعملية اغتيال زادة فى مخطط المواجهة الإسرائيلية مع إيران باعتباره «خطرا وجوديا» على إسرائيل.
حتما إيران تدرك أن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية تستهدف إجهاض قدراتها العلمية والحيلولة دون تمكينها من أن تتحول إلى دولة نووية وتصفية قدراتها الصاروخية باعتبارها أخطر ما يتهدد إسرائيل ووجودها، لكنها تدرك أيضا أن إسرائيل بالتنسيق مع حلفائها الإقليميين تريد الإيقاع ب إيران فى الفخ ودفعها إلى التورط فى «اعتداء انتقامي» ضد إسرائيل أو ضد المنشآت الأمريكية فى المنطقة لدفع إدارة ترامب، وربما إغراؤها، للدخول فى حرب ضد إيران تأملها إسرائيل وحلفاؤها الإقليميون، ولا يكون بمقدور أى أمريكى جمهورى أو ديمقراطى الاعتراض عليها، وهذا ما ألمح إليه روبرت مالى الذى سبق أن عمل مستشارا للرئيس أوباما فى الملف النووى ال إيران ى والقريب من فريق جو بايدن الرئاسى الذى حدد هدفين لاغتيال محسن زاده أولهما إلحاق أكبر ضرر ممكن بالبرنامج النووى ال إيران ى وثانيهما تعقيد مهمة بايدن فى التواصل مع إيران واستئناف المساعى الدبلوماسية والعودة للاتفاق النووي.
هل ستلتزم إيران بسياسة ضبط النفس التى تنتهجها طيلة هذا العام منذ اغتيال قاسم سليمانى لتفويت الفرصة على إسرائيل بقطع طريق التواصل ال إيران ى مع الإدارة الأمريكية الجديدة أم ستقع فى الفخ وتتورط فى تصعيد تريده إسرائيل وتأمله إدارة ترامب.
عاموس يادلين المدير السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية والمدير الحالى للمعهد الإسرائيلى لدراسات الأمن القومى قطع طريق التردد على إيران فى الوقوع فى فخ الانتقام وأن تفتح الطريق أمام مخطط الفوضى بقوله: «سواء كانت إيران تميل إلى الثأر أو ضبط النفس فإن ذلك سيجعل من الصعب على جو بايدن العودة إلى الاتفاق النووي ».
استنتاج سريع ومتفائل لكن يبدو أن إيران واعية بأبعاده وأن أبرز أولوياتها الآن هى استيعاب الضربة وضبط النفس والحيلولة دون انتشار الفوضى المأمولة والدفع بإسرائيل إلى مواجهة مع إدارة بايدن لتكون هي، أى إسرائيل، من سيدفع ثمن الفوضى حسب تحذيرات كتبها عاموس هرئيل محلل الشئون العسكرية فى صحيفة «هاآرتس» بقوله «إذا كانت إٍسرائيل تقف وراء الاغتيال فمن الممكن أن تكتشف أن الضرر الذى ألحقته بنفسها أمام إدارة بايدن أكبر من الضرر الذى ألحقته ب إيران ».
نقلا عن صحيفة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.