اختلف كما تشاء مع المواقف السياسية للكاتب الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد ، لكنك لن تستطيع أن تزايد أوتدعى بهتانا أنه ليس هذا الصحفى العملاق الذى لم يتخل يوما عن مسار مهنته وأصولها وأدواتها فى دأب وتعب وروح قتالية، مادام على قناعة بقضيته التى يتحدث فيها ويدافع عنها. وسيكتب التاريخ أن مكرم محمد أحمد ابن محافظة المنوفية قد بقى على روحه القتالية، منذ أن بدأ عمله الصحفي محررا حتى أصبح مديرا لتحرير الأهرام ثم رئاسته مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ورئيس تحرير المصور، ثم نقيبا للصحفيين، وأخيرا رئيسا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فكان هذا الصحفى الماهر الذى يفجر قضايا تستحق المواجهة، وانفرادات لا يملك غيره القيام بها، وأنه كان دائما فى جبهة القتال الصحفية ، خدمة للوطن، لايحيد عن صلابة رأيه، مستمرا فى لياقته الذهنية والمهنية، حاملا فى يديه ورقة وقلما مدونا ملاحظاته، وأفكاره، حتى الآن وكأنه هذا الشاب الذى يبدأ أولى خطواته فى عالم الصحافة ! أما دوره النقابى، وهو نقيب للصحفيين سيشهد له تاريخه، أنه كان مقاتلا يعمل فى خدمة كل الجماعة الصحفية بعيدا عن مواقفهم المختلفة معه، واستمراراً فى قتاله دفاعا عن رأيه وقناعاته لم يخف مكرم من الاغتيال،عندما واجه الجماعات المتطرفة فى أوج بزوغها، ثم كان أحد الأركان الفكرية، وهو يمارس مهامه الصحفية، فى مراجعتهم والخروج من حالة التطرف الدموى إلى التعايش مع المجتمع . سيكتب التاريخ أنه الأستاذ الصحفى المقاتل، النقابى البارع وأنه سيبقى نقطة نور الصحافة المصرية الذى ننتظره لنتعلم منه، كيف يمكن أن تكون كاتبا للمقال!! * نقلًا عن صحيفة الأهرام