بدأت رحلتها الفنية في «غادة الصحراء»، في 1929، ليمتد مشوارها الفني في السينما المصرية ل53 عاما، وكان أخرها عام 1982، فيلم «أرزاق يا دنيا» من إنتاجها.. إنها الفنانة ماري كويني ، والتي تحل ذكرى رحيلها ال17. ولدت ماري بطرس يونس « ماري كويني » في مثل هذا اليوم من عام 1913، في وادي تنورين بلبنان، وبعد وفاة والدها سافرت إلى مصر مع أختها هند، وخالتها المنتجة آسيا داغر، وهي في التاسعة من عمرها، واحتضنتها خالتها، التي كانت تعد المنتجة الأشهر في تاريخ السينما العربية، ومنتجة الفيلم التاريخي «الناصر صلاح الدين». بدأت الفنانة ماري كويني ، مشوارها الفني من المونتاج حيث احترفت فن تركيب الصور مما جعلها تتولى مهمة عمل المونتاج لعدد كبير من الأفلام التي أنتجتها خالتها آسيا داغر، والتي كانت شركتها «اللوتس»، إحدى أشهر شركات الإنتاج في تاريخ السينما. وبدأت ماري كويني ، رحلتها مع السينما كممثلة عندما التقت بالمخرج وداد عرفي، حيث لفتت انتباهه فقرر أن تمثل حيث رشحها لفيلم «غادة الصحراء» 1929. وتولى المخرج أحمد جلال ، تثقيفها لغويًا وفنيًا حتى أصبحت تتكلم بالعامية المصرية، حيث كونا معا بعد ذلك ثنائيا رائعا في العمل والحياة، فتزوجا عام 1940، وأنجبا المخرج الكبير نادر جلال. وقررت ماري وجلال بعد الزواج تأسيس شركة إنتاج مستقلة، وأسسا استديو «جلال» في عام 1944، وهو الأول في إنتاج الأفلام الملونة، وقدما من خلالها أفلامًا أثرت السينما المصرية، أولها «متمردة». وبداية الانكسار في حياة ماري كويني ، جاءت بسبب قرارات التأميم في مطلع الستينيات، حيث تم تأميم الاستديو الخاص بها والذي كان ينافس استوديو مصر في ذلك الوقت. وخلال مشوارها الفني شاركت مارى كوينى في حوالى ال22 فيلما، قامت بإنتاج 25 فيلما، بالإضافة إلى قيامها بمونتاج 6 أفلام. وبعد سلسلة الأفلام الناجحة التي قامت ببطولتها، قررت ماري كويني ، التفرغ للإنتاج السينمائي، فأنتجت العديد من الأفلام منها «أمير الأحلام، عودة الغائب، كانت ملاكًا، ظلموني الناس، ابن النيل، نساء بلا رجال، إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات، المليونير الفقير، فجر يوم جديد، بدور». وأهم الأفلام التي قامت ببطولتها: «الزوجة السابعة، ضحيت غرامي، رباب، حرم الباشا، السجينة رقم 17»، وكان وكان آخر فيلم شاركت فيه «نساء بلا رجال». وبعد اعتزالها التمثيل أنتجت الفيلم الأول لابنها المخرج نادر جلال، «غدًا يعود الحب» عام 1972، أما آخر فيلم أنتجته في مسيرتها الفنية هو «أرزاق يا دنيا» عام 1982. ومن المفارقات في حياة الفنانة ماري كويني أنها كانت هي أول من غنت أغنية «يا حبيبي تعالى الحقني» في فيلم زوجة بالنيابة إنتاج عام 1936، قبل أن تغنيها وتشهرها أسمهان . وخلال مشوارها الفني نالت ماري كويني عدة جوائز منها: جائزة الدولة التشجيعية 1958 عن فيلم «حب من نار» بطولة شادية وشكري سرحان ومن إخراج حسن الإمام في العام، وشهادة تقدير في مهرجان الهند الدولي عن فيلم «ابن النيل» ليوسف شاهين، وجائزة المركز الكاثوليكي عن فيلم «بدور» اللي أخرجه نادر جلال سنه 1974. وابتعدت الفنانة ماري كويني ، عن الأنظار بسبب أمراض الشيخوخة، حتى رحلت عن دنيانا في مثل هذا اليوم من عام 2003.