لا تزال نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 والتي انتهى التصويت فيها في الثالث من نوفمبر الجاري، وهي كما وصفها المحللون السياسيون وكثير من الإعلاميين بأخطر انتخابات رئاسية تشهدها الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ نظرًا للظروف التي تم إجراؤها فيها والتحديات التي واجهتها أخطرها كان وباء فيروس كورونا المٌتفشي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتخطت الإصابات اليومية أكثر من مائة ألف إصابة يومية. وحسب عدد من الدراسات قد تصل الوفيات في شهر مارس القادم إلى أكثر من 250 ألف حالة وفاة وحطمت الحملات الانتخابية لعام 2020 جميع الأرقام القياسية؛ حيث أنفق المرشحون للرئاسة والكونجرس ما مجموعه 14 مليار دولار تقريبًا أي أكثر من ضعف التكلفة في عام 2016 م، ولا يزال الجدل الدائر حولها وعدم اعتراف ترامب بخسارته الانتخابات وبفوز بايدن تهيمن على المشهد الإعلامي والسياسي .. وأمس (السبت) طلب المسئولون الجمهوريون في ولاية ميتشجان تأجيل جلسة التصديق على نتائج الانتخابات لمدة أسبوعين وطالبوا بمراجعة الانتخابات الرئاسية في أكبر مقاطعة، وهي مقاطعة ديترويت بعد أن طعن ترامب بالنتائج فيها، ورغم ذلك اعترضت وزارة خارجية ميتشيجن على الأمر وعلقت وزيرة خارجية الولاية على الأمر قائلة إن هذا النوع من التأخير مٌخالف للدستور والقانون.. هذا وسبق أن تم الإعلان عن فوز المٌرشح الديمقراطي جو بايدن بالولاية بعد فرز كل الأصوات، ومن المٌفروض أن يجتمع مجلس ولاية ميتشيجن الانتخابي المٌكون من اثنين من الديمقراطيين واثنين من الجمهوريين يوم غدًا الإثنين للتصديق على نتائج الانتخابات.. الأزمة السياسية الراهنة داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية تٌهيمن على المشهد الإعلامي الأمريكي والعالمي وأعجبني مقال نشرته جريدة الجارديان البريطانية للكاتب سايمون تيسدال عنوانه (فوضى الانتخابات الأمريكية نعمة لأعداء الديمقراطية)، تحدث فيه عن أن الكرة الأرضية لم تتوقف عن الدوران بسبب الانتخابات الأمريكية، وما أعقبها من صراعات ومطامع شخصية وذاتية في أرض الحرية للجميع. ففي عهد ترامب انتشرت النرجسية مثل الوباء.. وكلما طال الجدل والصراع في واشنطن لحق الضرر بسمعة الولاياتالمتحدةالأمريكية في العالم؛ خاصة بين الدول والشعوب التي تعتمد على الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها في أوروبا والتي ترفع جميعًا راية الديمقراطية والحٌرية، وعلى سبيل المثال تداعيات عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 3 نوفمبر، وهو نفس يوم الانتخابات الأمريكية؛ حيث قام بهدم منازل 74 منزلًا فلسطينيًا معظمهم من النساء والأطفال في قرية حمصة بالضفة وزادت وتيرة عمليات الهدم في الضفة الغربية هذا العام استعدادًا لضم غور الأردن إلى إسرائيل وهي الخطة التي يدعمها ترامب .. "وفي رأيي الشخصي أن ترامب قدم لإسرائيل ما لم يٌقدمه أي رئيس أمريكي آخر فقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها وقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن واعترف الاستيطان والمستوطنات واعترف بضم إسرائيل للجولان.. هذا بخلاف ماراثون تطبيع دول الخليج مع إسرائيل .. وللحديث بقية