فى 20 يونيو الماضى، رسم الرئيس عبدالفتاح السيسي ، الخط الأحمر الأول « سرت الجفرة »، داخل الأراضى الليبية، وكان الهدف توقيف الجانبين الشرقى والغربى فى ليبيا مع القوات التركية الغازية عند الخط، وعدم تجاوزه، وفى محاولة كسر هذا الخط، فإن مصر لها الحق فى التدخل لحماية أمنها القومى، فالهدف الرئيسى هو إيقاف القتال والبدء فى حوار سياسى بين الأطراف الليبية المتصارعة ، وبعد ذلك هدأت العمليات العسكرية رغم قيام تركيا بشحن الميليشيات الإرهابية ونقلها إلى ليبيا لخدمة مخططاتها التوسعية وأطماعها فى ثروات الاشقاء الليبيين، الذين بدأوا فى الجلوس إلى طاولة التفاوض. واستضافت مصر من خلال جهودها الكبيرة وعلاقاتها الممتدة مع كل الليبيين عدة اجتماعات سواء فى مدينة الغردقة أو فى القاهرة، ولم تستثن من هذه الاجتماعات سوى الجماعات الإرهابية، ودشنت هذه اللقاءات المباشرة لحوار بين كل الفرقاء، وكانت النواة الرئيسية التى انطلقت منها كل الحوارات التالية بين جنيف، وتونس والمغرب فكان الخط الأحمر هو المحرك وراء المفاوضات السياسية للوصول إلى حل وتشكيل المجالس المنتخبة ودمج المؤسسات الليبية، وعودة الاستقرار لكامل الأراضى الليبية وتحقيق الأمن لكل أبناء الشعب الشقيق، هذا هو الهدف الذى تسعى إليه مصر فى كل تحركاتها، فليس لدينا أى أطماع غير سلامة ليبيا وشعبها. ورغم ما يقوم به النظام التركى من محاولات التمدد لإحياء طموحات أردوغان للهيمنة على الدول واحتلال اراضيها وسرقة ثرواتها من سوريا والعراق وقطر وليبيا والصومال، فإن مصر ومعها كل القوى الدولية تعرف أطماع أردوغان، وما يسببه من توترات فى المنطقة، خاصة فى شرق المتوسط والتصرفات المقلقة من تركيا فى هذه المنطقة بمحاولة السطو على غاز اليونان وقبرص، وهو ما يفرض التحرك ومواجهة هذه التحديات التى تهدد الأمن والسلم الدوليين، والمؤكد أن مصر، وكما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي ملتزمة بمواجهة الاستفزازات التركية ضد اليونان وقبرص، فتم رسم الخط الأحمر الجديد فى مياه البحر المتوسط لعدم تجاوزه من جانب النظام التركى بعد a href='Search/ترسيم الحدود البحرية المصرية اليونانية القبرصية.aspx' ترسيم الحدود البحرية المصرية اليونانية القبرصية . وتجرى البحرية المصرية للمرة الأولى تدريبات مع روسيا فى البحر الأسود، وأبحرت قبل عدة أيام قطع حربية بحرية مصرية من الإسكندرية، وعبرت المضايق والبحار التركية من الدردنيل ومرمرة وإيجه والبوسفور، وقطعت ما يزيد على 300 كيلو متر أمام السواحل التركية، وهى رسالة مهمة لمن يعنيه الأمر، بإجراء تلك التدريبات فى البحر الأسود على أعمال الحماية والتفتيش للسفن المشبوهة، ومنع تهريب السلاح مع استخدام الطائرات والقوات الخاصة فى هذا التدريب المصرى الروسى فى أول تدريب بين البلدين فى البحر الأسود وأمام السواحل التركية، وذكرت وزارة الدفاع الروسية فى بيان لها أن التدريب المشترك هدفه تعزيز التعاون العسكرى مع مصر لحماية أمن واستقرار المنطقة. فى كل تحركات الدولة المصرية ومؤسساتها، هدفنا الاستقرار والسلام، ورغم ما تملكه مصر من جيش قوى لكنها لا تعتدى، ولا تهدد أحدا، لكنها تدافع عن أمنها واستقرارها وثرواتها، وهى مهمة وطنية، فما نراه فى البحر الأسود من تدريبات مصرية روسية، وعلى الأراضى السودانية من تدريب لنسور الجو فى البلدين وتزامن ذلك مع تدريب بين القوات البحرية المصرية والفرنسية وأعقبها البحرية البريطانية، كلها رسائل قوة عن الجاهزية فى حماية الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات المهددة للأمن والسلم الدوليين، وأصبحت تركيا دولة منبوذة ونظامها الفاشى تنظر إليه دول العالم كنظام شرير. * نقلًا عن صحيفة الأهرام