عقدت مجلة السياسة الدولية ، برئاسة الكاتب الصحفي أحمد ناجي قمحة، بمؤسسة الأهرام ندوة بعنوان "ما بعد فوز بايدن .. تداعيات نتائج الانتخابات الأمريكية". من جانبه قال الكاتب الصحفي أحمد ناجي قمحة رئيس مجلة السياسة الدولية بمؤسسة الأهرام، إن الانتخابات الأمريكية تعتبر من أهم الأحداث التي جرت خلال الأسابيع الماضية، في العالم، موضحاً أن الندوة تحاول فهم ودراسة تأثير ومحددات وتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية، والسياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. وقال خالد حنفي مدير تحرير مجلة السياسة الدولية ، إن الندوة تأتي في مرحلة فارقة في النظام الدولي، مشيراً إلي أن التغيير الذي حدث في أمريكا يطرح تأثيرات ليست على الداخل الأمريكي ولكن على العالم بأسره وفي القلب منه المنطقة العربية. وشدد علي ضرورة دراسة الانتخابات الأمريكية وما جرى فيها، ومعرفة تأثير تلك الانتخابات على العالم. من ناحيته قال عمرو عبدالعاطي مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية ، إنه لأول مرة تحدث انتخابات الأمريكية في ظل أزمة وباء كورونا منذ انفلونزا الإسبانية عام 1918، كما أنها أول مرة تشهد الانتخابات انقساما عرقيا عقب مقتل أمريكي من أصل إفريقي وانقسام حزبي. وأوضح أن القضية الاقتصادية كانت هي المهينة على اهتمام الناخب الأمريكي من قبل، ولكن في هذه الانتخابات أصبحت هناك قضايا أخرى مثل الرعاية الصحية في بؤرة اهتمام الناخب الأمريكي. وأوضح أن بايدن حول الانتخابات الأمريكية لاستفتاء على تعامل ترامب مع القضايا التي تواجه الداخل بأمريكا، مضيفاً أن الانتخابات الأخيرة فجرت جدلا حول طريقة الانتخابات الأمريكية، والتصويت عبر البريد، وخصوصاً أن الرئيس ترامب شكك مبكرًا في النتيجة، كما رفض التمويل اللازم لهيئة البريد لإتمام التصويت في الانتخابات. وقال إن الانتخابات الأمريكية لأول مرة تشهد مفارقة وهي التشكيك في الانتخابات وتصريح الرئيس ترامب أن الانتخابات مزورة وأنه يرفض الاعتراف بالنتيجة، واستمرار القضايا المرفوعة حول الفرز في الأصوات. واستعرض الدكتور السيد علي أبو فرحة مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، أثر ترامب على مستقبل السياسات الأمريكية، موضحاً أنه رسخ في ذهن المواطن الأمريكي أن ترامب سيفوز في الانتخابات وهو ما انعكس في مختلف استطلاعات الرأي العام في أمريكا قبل مارس الماضي رجحت فوز ترامب، ولكن جائحة كورونا أعادت تشكيل رسم السياسة الأمريكية. وأوضح أن الرئيس ترامب اعتمد في سياسته الخارجية على الضغط النفسي، منتقداً قلة وجود دراسات حول العوامل النفسية للقيادات السياسية في مصر والعالم العربي، موضحاً أن ترامب حقق مكاسب للسياسة الخارجية الأمريكية كبيرة ستؤدي للضغط على الرئيس بايدن،. ومن جانبها كشفت الدكتورة رغدة البهي مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت لساحة معركة افتراضية للانتخابات الأمريكية تشابه المعركة الانتخابية على أرض الواقع، حيث شهدت وسائل التواصل الاجتماعي معركة قوية بين الطرفين، كما تم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف الحملتين. وقالت البهي إن مواقع التواصل الاجتماعي تم توظيفها لجمع التبرعات والتواصل مع الناخبين، كما تم توظيفها للإعلان السياسي، بصورة تجاوزت الإعلان التليفزيوني، حيث تم صرف نحو 10 ملايين دولار في أغسطس الماضي من قبل الحملتين، حيث لجأ الطرفان لتكثيف الإعلانات في المواقع والتواصل مع ظهور انخفاض في شعبيته. وأشارت البهي إلى أنه تم ابتكار طرق جديدة للوصول للشباب والناخبين منها عمل بث حي على الفيس بوك، أو عمل حوارات مع الشخصيات على إنستجرام، وكذلك استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للإنجازات على الأرض وتوجيه انتقادات للطرف الآخر. من جانبها استعرضت الدكتورة دلال محمود أستاذ مساعد العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، محددات وتوجهات السياسة الخارجية لجو بايدن، موضحاً أن هناك جدلا كبيرا حول إن كان بايدن سيكرر سياسة بارك أوباما أم لا؟، وهل هي ضد سياسات ترامب أم لا؟. وقالت إن محددات السياسة الخارجية الأمريكية مع بايدين هي محاولة تجاوز الانتخابات وما حدث ما فيها من لغط ومحاولة تجاوز التشكيك في الانتخابات، حيث سيكون على رأس أولويات الرئيس بايدن في المائة يوم الأول، وكذلك كيف تتعامل مع أزمة كورونا حيث لم تكن أمريكا كقيادة عالمية للأزمة، فضلا عن شخصية الرئيس ترامب وهل يتخذ قرارات مهمة خلال الفترة الانتقالية، وأخيرا فريق عمل الرئيس بايدن ومستشاريه. وقالت إن السياسات الخارجية لبايدن لا يعتبر الصين عدو، ولم يكن هناك الكثير حول موقف أمريكا من روسيا وكانت تمثل المسكوت عنه، موضحة أنه أظهر الاهتمام بعودة العلاقات مع أوروبا والمؤسسات الدولية، ومشيرة إلى أن مواقف بايدن من الشرق الأوسط كانت أكثر غموضا، حيث لم يدل بايدن بأي تصريحات حول صراعات المنطقة والتعامل مع الأزمات الكبرى مثل القضية الليبية والسورية وغيرها. وأوضحت أنه يمكن استشراف السياسة الأمريكية الخارجية حيث توقعت إعادة تعريف الأعداء بالنسبة لأمريكا بحيث تكون روسيا والخصم الأول بدلاً عن الصين، محاولة تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول، ومهاجمة الصين سياسيا من خلال بعض الملفات الديمقراطية والحقوقية، واحتواء تحركات الصين، والتعامل مع السياسة الخارجية باعتبارها إصلاح ما أفسده ترامب. وأشارت إلى أن لا يمكن النظر إلى مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط بشكل ثنائي، ولكن يجب النظر بشكل عام للسياسة الأمريكية للمنطقة من خلال البحث عن مصالحها وأصدقائه في المنطقة. ندوة "ما بعد فوز بايدن .. تداعيات نتائج الانتخابات الأمريكية"