" قذافي فراج "، الذي اشتهر باسم " سفاح الجيزة "، وهزت جرائمه وجدان الرأي العام، حملت رحلته إلى محافظة الإسكندرية، مفاجآت ومفارقات مثيرة، ربما تصلح كسيناريو، لفيلم سينمائي. رغم أنها أقل دموية من جرائم المتهم في القاهرة، لكن كان لها الحظ الأوفر في احتراف النصب والتلاعب بالضحايا والتزوير بغزارة. استخدم المتهم نفس أسلحته الماكرة، سخر ذكاءه كالعادة واحترافه فى النصب وقدرته الشديدة على الإقناع؛ لإيقاع ضحايا جدد، بأسلوب الأفعى، علاوة على امتلاكه لثروة طائلة كونها من المال الحرام، يمكن إغواء ضحاياه بها.
" سفاح الجيزة " # دس السم في الطعام لزوجته وصديقه وحول شقته لمقبرة، ثم قتل شقيقة إحدى زوجاته بطريقة بشعة، وقرر الفرار لا بحس الندم، ولكن لمزاولة نشاطه الإجرامي بمكان آخر. غادر المتهم القاهرة، في أواخر عام 2015، ويده ملطخة بدماء ثلاث ضحايا حتى الآن. رحل بالفعل متجها إلى الإسكندرية، عقب أن شعر بالخطر وقرب افتضاح أمره، فوالد زوجته القتيلة فاطمة ساورته الشكوك، وأهل شقيقة زوجته أيضا، وأقارب صديقه بدؤوا البحث في أوراق ممتلكاته. بدأ رحلته بأول جريمة انتحل صفة "صديقه" المجني عليه "رضا"، وهو يعلم نظافة سجله الجنائي، وأن أحدا لن يكشف سر اختفائه سواه. " سفاح الجيزة " استقر به الحال في بداية الأمر بحي المنتزه، وشرع في شراء سلسلة محلات تجارية متعددة النشاطات، بدأت شهوة النصب تراوده، لم يمض وقت طويل وسرعان ما نصب السفاح شباكه على أولى ضحاياه بحي المنتزه، بعد أن أوهم فتاة ثلاثينية، بحبه لها وظل يستنزف منها أموالها مقابل الوعد لها بالزواج، الضحية أعطته "تحويشة" عمرها 45 ألف جنيه ثمن شقة باعتها، ولا تعلم أنها في قبضة السفاح. مع رفض الضحية ترك حقها والخيار ما بين الزواج أو إعادة المبلغ، أيقظت لدى السفاح شهوة القتل مرة أخرى وكعادته الغادرة أوهمها بأنه سيعطيها بحقها بضائع من مخزن أدوات كهربائية، وحينما توجها سويا قتلها بلا رحمة ودفنها بملابسها في المخزن. كانت هذه آخر ضحايا السفاح المعلنة حتى الآن والوحيدة بمحافظة الإسكندرية، ربما حاول قتل "مي" آخر زوجة له التي فضحت أمره ولم يفلح. " سفاح الجيزة " # الوقت كان قصيرا بين عمر جريمة القتل الوحيدة بالإسكندرية، وسقوط ضحية أخرى جديدة، طبيبة صيدلانية تدعى نهى، ابنة رجل ثري، أوهمها " قذافي" بحبه كالعادة، ثم تقدم لخطبتها ليس حبا فيها ولكن حتى تكتمل خطته لسرقة مجوهراتها الغالية، وتقدم لها منتحلا صفة المهندس رضا. والد الضحية استعلم عنه، ولا يدري أنه يبحث في السجل الجنائي لشخص مقبور، جرى عقد القران في الثاني من سبتمبر لعام 2017 وأنجبت الطبيبة منه طفلا، بدأت شهوة السرقة تراود السفاح من جديد فكر ودبر وخطط وانتهى لسرقة المجوهرات في غياب زوجته وأهلها عن المنزل. ارتدى نقابا ليتشبه بشقيقة زوجته، حتى لاتظهره كاميرات المراقبة التي يعلم بوجودها وذهب متخفيا ونجح في جريمته، ولكن خانه ذكاءه في تلك المرة وذهب لبيع المجوهرات المسروقة لدى نفس تاجر الذهب لأسرة الطبيبة، زاعما أن هذا بالاتفاق مع زوجته. " سفاح الجيزة " في أول مرة لم يتعجب بائع الذهب من الأمر، ولكن مع تكرار الأمر اتصل بوالد الطبيبة ليستفهم منه ما السر، هنا كانت المفاجأة التي نزلت على الطبيبة كالصاعقة، اتفق والد الطبيبة وصديقة التاجر على كتمان الأمر لحين مراجعة الكاميرات، وهنا فضح السفاح حذاءه الرجالي. أبلغت الطبيبة ووالدها الشرطة وحررت محضرا بالسرقة والمتهم لا يعلم، لقد اختلق مشاجرة مع زوجته وغادر المنزل قبل اكتشاف أمره وشرع في البحث عن ضحية جديدة، بينما صدر ضده حكم غيابي بالحبس ثلاث سنوات. غرفة الحضانة امتلأت بالمجوهرات والحلي والمال الحرام، والمستندات والبطاقات المزورة، الحضانة التي أسسها المتهم ضمن سلسلة محال تجارية لإخفاء حقيقة مصدر أمواله. هذه الغرفة لم يكن ليعلم ما بها سواه وسكرتيرة له تعرف عليها مؤخرا. " سفاح الجيزة " في 28 يوليو 2019، بدأت شهوة إيقاع الفتيات تطارده مجددا، ولكن غير نشاطه من شرق الإسكندرية إلى غربها واستسلم لشيطانه كالعادة وعقد قرانه على آخر ضحاياه" مي"، ولكن باسم مزور " محمد مصطفى". تعرف عليها من خلال والدها، عرف نفسه بأنه مهندس كهرباء، وفي المرة التالية حضر بمأذون مزيف وقسيمة زواج وهمية، وعقد قرانه، عليها وظلت هكذا حوالي تسعة أشهر، مثلها مثل باقي الضحايا. في مايو الماضي، أخذ السفاح مجوهرات الطبيبة المسروقة وراح يبيعها لتاجر الذهب نفسه، وهنا سقط في الكمين الذي أعدته له زوجته الطبيبة، جرى القبض عليه واقتياده إلى الحبس لتنفيذ حكم غيابي في الجنحة رقم 9963 لسنة 20 إداري سيدي جابر، سرقة، عقوبتها ثلاث سنوات. بدأ المتهم في اتخاذ الإجراءات القانونية، للمعارضة في الحكم، سكرتيرته وجدت الفرصة سانحة للاستيلاء على مقتنيات غرفة الحضانة، ولكن تخشى بطشه، سارعت بالاتصال بزوجته مي التي لا تعلم سر اختفاء زوجها المفاجئ، وأخبرتها بحقيقة الأمر. مبادرة السكرتيرة لتحذير الزوجة الأخيرة للمتهم ليست لكسب ودها ولكن طمعا في الاستيلاء على ثروته الحرام، ومن أجل ذلك أمدتها بالمستندات التي تثبت زيف زوجها، وكشفت لها حقيقته. في اللحظات الأخيرة وقبل خروج السفاح من محبسه، حرر مصطفى جمال محامي الزوجة الأخيرة محضرا حمل رقم 5384 لسنة 20 إداري سيدي جابر اتهم فيه " قذافي" بانتحال صفة والنصب وهتك العرض. أسرة المهندس رضا أحد ضحاياه بالقاهرة علمت بخبر القبض على "رضا" اعتقدت أنهم عثروا عليه، ولكن كانت الصدمة عقب التواصل مع جهات التحقيقات ومن هنا بدأت المفاجآت تتوالى ويتكشف أمر السفاح. حاول المراوغة كثيرا لكنه اعترف بأن الواقعة بدأت عندما سافر صديقه "رضا" للعمل بإحدى البلاد العربية، وكون ثروة كبيرة، ووكله بالتصرف في ممتلكاته بمصر لثقته الكبيرة به باعتباره صديق الطفولة ومحامي العائلة، وعندما اكتشف أن صديقه خان الأمانة، واستولى على ممتلكاته، حضر لمصر لتصفية الخلافات المادية معه، إلا أن الأخير استدرجه وقتله بالسم، ثم دفن جثته بمقبرة داخل شقته في بولاق الدكرور"، ليتقدم وفى الدين فؤاد ، محامى أسرة رضا ببلاغ للنيابة العامة يتهم فيه "قذافى" وراء اختفاء المجنى عليها. وحكى القاتل، أنه متزوج من زوجته القتيلة منذ عامين وكان يعمل في العقارات بالجيزة، عقب ثورة يناير، واستطاع أن يحصل على أموال كثيرة من صديقه المهندس رضا الذي كان يعمل في السعودية، وتسلم منه أكثر من مليون جنيه لاستثمارها. ومضى على شراكتهما 4 أعوام ثم اتصل به المجني عليه هاتفيا وأخبره أنه سوف يحضر للقاهرة للاستقرار وطلب تحضير المال لإنشاء شركة عقارات، وحضر واستقبله في منزله وطلب المال أكثر من مرة، ثم خطط لقتله بأن طلب من زوجته، إعداد طعام لهما في منزله ببولاق الدكرور والملحق به المكتبة. ويقول المتهم:"وضعت له كمية من السم داخل الطعام، وبعدما توفي بالمكتبة قمت بحفر قبر بالشقة من الداخل، ودفنت صديقي بها، ولم تعلم زوجتي بما حدث إلا بعد مرور شهر من الجريمة"، وأشار إلى أن زوجته هددته بإبلاغ الشرطة واستولت منه على 350 ألف جنيه، ليخطط لقتلها بنفس الطريقة، ووضع السم في الطعام ، بعد 4 شهور من الجريمة الأولى. وجهت أسرة زوجته الاتهام له بقتلها ولعدم وجود جثة وإبلاغه بتغيبها نفت التهمة عنه. كما اعترف المتهم بقتل عاملة بمكتبة خاصة به، وأخرى بمحل أدوات كهربائية. #