لا تزال أصداء مسلسل "ما وراء الطبيعة" تلقي بظلالها على مواقع التواصل الاجتماعي بالرغم من مرور أسبوع على عرضه، ويتضمن العمل مجموعة من المشاهد الخطرة التي تم تصويرها بممثلين أطفال وكبار، ويعود ذلك إلى الطبيعة المثيرة للمسلسل والمغامرات الخطرة التي يخوضها أبطاله. وفي السطور القادمة يروي مخرج العمل عمرو سلامة ، ومصمم المعارك أندرو ماكينزي تفاصيل هذه المشاهد، حيث يؤكد الأخير أن العمل مع الأطفال هو أحد أكثر الجوانب إرهاقا في العمل، خاصة في الحركات الخطرة لأنهم عادة يصابون بالخوف، لكن ما رآه في مجموعة الأطفال الذين يعملون معه خالف ذلك تمامًا. وفيما يلي سرد لأبرز المشاهد الخطيرة التي تم تصويرها بالعمل: أطفال يقفزون من فوق السطح (حلقة 101) تم تصوير المشهد الذي توحي فيه "شيراز" ل "رفعت" بأن يقفز في 4 مواقع تصوير مختلفة، وحول تخيله للمشهد، يقول عمرو سلامة : كان رسم المشهد وتخطيطه وعمل مونتاج له في رأسي أمرا شديد الصعوبة، حاولت أن أجمع ما بين الخدع السينمائية (الجرافيكس)، والشاشة الخضراء، وموقعين آخرين للتصوير، والحقيقة شرح هذا بدقة لفريق العمل كان صعبا. واستخدم فريق الحركات الخطرة آلية يتم من خلالها ربط الممثل والكاميرا كي يسقطا معا، مما يضع المشاهدين داخل الأحداث لأن السقطة حقيقية وليست منفذة بالخدع البصرية في مرحلة ما بعد الإنتاج. وقد منح التركيز الكامل الذي تمتع به الممثل الفرصة لفريق الحركات الخطرة للعمل بأكبر قدر ممكن من الأمان. وهنا علق أندرو ماكينزي: "كانت هذه إحدى أكثر لحظات المسلسل المخيفة بسبب آلية التنفيذ الصعبة، إنها حركات صعبة على البالغين وحتى مصممي المعارك ومنسقين الدوبليرات، وكان الطفل "عمرو" مذهلاً لأنه تحمل أن يتم رفعه لمدة 4 طوابق مقلوبا رأسا على عقب مع كل مرة تصوير، وهو أصعب شىء من وجهة نظري. كان علينا أن نتركه معلقا في هذه الوضعية حتى نقوم بإعداد كل شىء ثم نسقطه نحو الأرض في حوالي 2.5 ثانية. مشهد الحريق (حلقة 106) كان المشهد خطيرا للغاية لأنه يتضمن ممثلة صغيرة وبأخطار محتملة، وكان تصوير المشهد داخل القصر غير وارد بالمرة، ولذلك قام مصمم الإنتاج ببناء نموذج مطابق له تماما ولكن يمكنه استيعاب الكاميرات ومتطلبات التصوير. ويوضح مصمم المعارك أنه كان هناك حريق يحول بين "ريم" وطريق هروبها بينما تم وضع الكاميرات خارج الغرفة لتصورها، واضطر الفريق إلى عمل باب سري خلفها تماما ليتيح لها الخروج منه بسلام في أي وقت احتاجت إلى ذلك. ونظرا لقدرات ريم التمثيلية الاستثنائية، اتفق ماكينزي و عمرو سلامة معها على إشارة لتستخدمها كلما أرادت أن تلفت الانتباه لشىء ما، وكان يجب أن تكون إشارة مختلفة تماما عما ستقوم به في المشهد مثل البكاء أو الصراخ. التزمت "ريم" بالإشارة واستخدمتها في إحدى المرات. ويتذكر ماكينزي: ما إن قامت بالتصفيق بيديها، أخرجناها من باب الطوارئ واندهشنا للغاية حينما وجدناها تعتذر لأنها لم تستطع إكمال المشهد، انبهرنا من طريقة تعاملها الشجاعة وتمكنا من تصوير لقطات رائعة. كذلك كان الممثل الصغير مؤمن مبهرا، والذي شارك مع ريم في المشهد بأداء أذهل الجميع في موقع التصوير. ويضيف ماكينزي: كل من ريم ومؤمن كانا رائعين في مشهد الحريق. لم أر أحدا بمثل هذه الشجاعة والذكاء والتفاني مثل هذه الفتاة ذات الست سنوات، وأيضا موهبة مؤمن مبهرة. مشهد حلم الجاثوم (حلقة 105) يقول أحمد البشاري مدير التصوير: أعشق التحديات، وقد تحدانا عمرو سلامة كثيرا، ووصف لنا كيف تخيل مشهد حلم الجاثوم بالضبط وكيف سيبدو "رفعت" ثم تركنا لنجد طريقة التنفيذ. وكي نحقق تلك النتيجة، باستخدام الإضاءة المثالية، كان يجب أن نفكر خارج الصندوق. هناك ممثلون يتحركون، تغيرات في الإضاءة، ظلام، ودرجة دقة في التزامن لا يمكن التنازل عنها. بينما يركض "رفعت" في الممر، يحدث تباين ما بين الإضاءة والظلام في توقيتات محددة للغاية، وذلك كي تظهر لنا أن هذا الممر لا آخر له وليس له بداية، كان يجب أن نأسر المشاهدين في هذا المشهد ونجعلهم محبوسين داخل حلم رفعت. عمل الفريق مع مصمم الإنتاج علي حسام، لتثبيت أسلاك في السقف، وإضافة إضاءات تعمل بالتحكم عن بعد لهذه الأسلاك، وأمضوا يومين أو ثلاثة أيام فقط يقومون ببحث وتطوير آلية التنفيذ، وتذكر مصمم المعارك هنا أن عمرو سلامة لم يظهر إلا يوم البروفة، وكان قلقا جدا حيال ردة فعله، لكن النتيجة كانت مبهرة. وهنا يستكمل عمرو سلامة أنه بدت الحيل والتقنيات المستخدمة خلال التصوير مستحيلة في البداية سواء من حيث التصور أو التنفيذ، ولكن ماكينزي وفريقه ينفذونها الآن بالفعل في مشروعات أخرى بعد نجاحها في مسلسل ما وراء الطبيعة. ويشرح ماكينزي: هذا المشهد تطلب تخيل وتنفيذ الشكل النهائي للجاثوم تضافر جهود جميع الأقسام المشاركة في المسلسل، وقام فريق المؤثرات الخاصة بابتكار الرأس واليدين والأرجل، كما قام قسم تصميم الأزياء بعمل العباءة، وابتكرنا نحن تحركات الجاثوم. كان فريق الحركات الخطرة غير متأكد من كيفية تحرك الجاثوم، هل سيركض أم سيزحف؟ ولكن بعد مناقشات مع عمرو سلامة ، نجحت الراقصة في الوصول إلى النتيجة المرغوبة، وعادةً، يتم اللجوء إلى المحركات الكهربائية وأنظمة الرياح المعدة بالكمبيوتر لهذا النوع المعقد من الحركات الخطرة، ولكن وجد الفريق طريقة أفضل لإتمام الأمر. ويستكمل ماكينزي: لأول مرة في مصر نستخدم ما يسمى بال ”runner“، وهي عربة trolly متصلة بنظام تعليق Rigging System كان يلاحقها من أعلى، وجزء من الفريق كان يسحبها إلى أعلى والآخر كان يسحبها إلى الأمام. لقد حققنا إنجازا لم تشهده السينما المصرية منذ 20 عاما، وأقل ما يقال عنه أنه إنجاز مبهر. وأضاف: كانت لدى مدير التصوير أحمد بشاري فكرة رائعة عن كيفية تحريك الكاميرا والحفاظ على أنظمة الإضاءة بينما يقوم بتصوير تحركات الجاثوم، وهذه الحيل الذكية كانت فعالة للغاية، ولم أنفذها من قبل في أي مكان حول العالم لأكون صريحا. رفعت معلق من السقف (حلقة 105) في هذا المشهد، نرى رفعت معلقا من السقف رأسا على عقب، ثم يسقط بسرعة مخيفة نحو الأرض، ليتوقف فجأة قبل أن يلمس الأرض ويعود ليرتفع من جديد وينتهي واقفا على قدميه. هذه واحدة من أصعب الحركات الخطرة لدرجة أن منفذ الحركات الخطرة الذي لا يتمتع بالخبرة الكافية قد يشوح بذراعيه أو يجفل خوفا من إحساس الاقتراب السريع من الأرض أثناء السقوط. ويعلق ماكينزي: كان أحمد أمين مفاجأة كبيرة لنا حيث أنه حتى لم يخف ولا مرة، وكان من الواضح أنه قلق بعض الشىء قبلها ولكنه وثق بنا ونفذنا الأمر بالطريقة الصحيحة من أول مرة، والحقيقة أنه قدم أداءً يستحق أن يرفع له القبعة!. التصوير تحت الماء (حلقة 104) لا يجيد أحمد أمين السباحة. وهنا يقول الفنان: تلقيت دروسا في السباحة تحضيرا لهذا المشهد، ثم تعلمت الغطس ببدلة غطس وقناع أكسجين ومنظم الهواء، وبعدها كان يجب أن أنسى كل هذا، وأغطس بشكل حر لمسافة 8 أمتار تحت الماء بملابسي. ويتذكر ماكينزي: تعلم أحمد أمين السباحة قبل التصوير، بالطبع لدينا فريق سلامة من الغواصين تحت الماء، ولكنه تمكن من إدهاشنا بالفعل، وتم تصوير المشهد في منتصف الشتاء على مدار يومين. كان يجب أن يتم تنفيذ لقطات حركة الكاميرا والممثلين تحت الماء بسرعة ودقة. مسلسل "ما وراء الطبيعة"، بدأ عرضه منذ أيام على شبكة نتفليكس العالمية، ويلعب بطولته: أحمد أمين ، رزان جمّال و آية سماحة وسماء إبراهيم وريم عبد القادر، وتم تنفيذه برؤية إبداعية تحت إشراف المخرج عمرو سلامة .