أحمد عبدالتواب كلمة عابرة ثمة مؤشرات مهمة فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة يجب رصدها ودراستها والاستفادة منها، فى داخل أمريكا وفى العالم كله، وهو ما يعمل الكثيرون على متابعته ومحاولة استخلاص النتائج المفيدة منه. وقد حدَّد بعض هذه المؤشرات أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الذى هو أيضاً وزير المالية، عندما أشار إلى اتهامات ترامب لعمليات التصويت والفرز بأنها قد شابها تلاعب يصل إلى حد التزوير. فقال شولتس معلقاً، فى مقال له أمس الأول، إن هذا ينطوى على تحذير قوى ل ألمانيا أيضاً، لأنه يُنذِر بما يمكن أن تؤول إليها الأمور عندما ينقسم مجتمع ما. وأضاف أن الانقسام الذى تشهده أمريكا لم يكن من اختراع ترامب ، وإنما كان موجوداً قبله بالفعل، وأما دور ترامب فكان فى استغلاله وتعميقه بلا رحمة طوال فترة رئاسته. وانتقل شولتس إلى الجانب الذى يرى أنه يخصّ بلاده، فأشار إلى أنه يمكن أيضاً فى ألمانيا متابعة أن المجتمع يتباعد. وقال على سبيل التحديد إن البعض يشعرون كما لو أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وهو ما وصفه بأنه تطور سيئ للغاية. وطالب بلاده بأن تتعلم من تجربة أمريكا وأن تتجنب الأخطاء التى تجلب الكثير من المصائب. ينبغى أن تُذَكِّرنا هذه الملاحظات بالتجربة ال مصر ية، عندما تعرضت لمخاطر الانقسام على يد الإخوان ، وللأسف فإن الكثير من كبار مسئولى الغرب آنذاك لم يدركوا ولم يكونوا على قدر المسئولية، عندما استولى الإخوان أمامهم على الحكم، وبذلوا كل طاقتهم لفرض سطوتهم على كل شىء، حتى القضاء، بما لا يمت بصلة لفوز ممثلهم فى انتخابات الرئاسة، وحتى هذه لم يكن من الممكن أن يصلوا إليها إلا بالخداع والتزوير، ثم أمّموا الإعلام كاملاً لمصلحتهم، مع إقصاء الآخرين، والتعامل وكأنه ليس فى مصر أقباط، مع انتهاك الدستور لإضفاء شرعية زائفة على سياستهم، فى أكبر جريمة هددت المجتمع ال مصر ى بالانقسام والتدمير. ربما لو كانت أمريكا أولت جريمة الإخوان فى مصر بالدرس الجاد، لأعفت نفسها مما يسميه بعض ساستها الآن أكبر محنة تاريخية عاشتها أمريكا! نقلا عن صحيفة الأهرام