يترقب العالم أجمع سياسية الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية "جو بايدن " في إدارة الملفات الداخلية والخارجية، بعدما خسر الرئيس السابق "دونالد ترامب " السباق الانتخابي الأمريكي. قال الدكتور أيمن سمير، المتخصص في العلاقات الدولية، إن خطاب الديمقراطيين، هو خطاب دبلوماسي ويتسم دائماَ بالمساحات الرمادية التي لا يمكن أن تؤدي إلى انشقاق أو انقسام في الداخل، لذلك أجد أن الديمقراطيين أفضل على الساحة الداخلية مما يساعد على عودة التفاف الأمريكيين حول الدولة الأمريكية. وأضاف المتخصص في العلاقات الدولية، أن الرئيس المنتخب لديه رؤية لمد جسور إيجابية مع العالم، على سبيل المثال سوف يعود إلى منظمة الصحة العالمية رغم أنها وبشهادة الديمقراطيين فيها بعض المشاكل تتعلق بالفساد والانحياز السياسي، وعودة الولاياتالأمريكية مهمة للغاية لأنها تدفع 450 مليون دولار كمساعدات سنوية للمنظمة في حين أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم وهي دولة الصين لا تدفع إلا 50 مليون دولار فقط لذلك عودة الولاياتالأمريكية في غاية الأهمية، أيضاَ يريد الرئيس المنتخب بايدن العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ من أجل تعزيز سلامة الكوكب في المستقبل، ربما يؤثر على الوضع الاقتصادي في الداخل لكنه سوف يجد ترحيبا من الخارج". أضاف سمير، أن " بايدن " ربما يتعامل مع الصين بنفس طريقة" ترامب "، ولكن بشكل هادئ من الرئيس السابق في الخطاب الإعلامي ، لكن الخلل الاقتصادي بين الصين وأمريكا أعتقد أن " بايدن "، أيضا سوف يسعى لتقليصه، وذلك لأن تصديرات الصين إلى أمريكيا وصلت إلى 650 مليار دولار، بينما تستورد فقط من الولاياتالأمريكية بأقل من 250 مليار دولار، لافتاَ الي ربما " بايدن " في هذه النقطة يعيد العمل بالاتفاق الأولى الذى وقعه " ترامب "، في يناير الماضي مع الصين.، ملمحا إلى أنه قد يكون لديه علاقات أفضل في الجناح الأوروبي داخل حلف الناتو . الدكتورة سمر إبراهيم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، والجمعية العربية للعلوم السياسية، قالت إن الرئيس المنتخب " جون بايدن " سوف يسعى لإحداث تحولات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة لمعالجة الضرر الذي أحدثته إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب "، خلال الأربع سنوات الماضية، ولا سيما إنه يحظى بمؤيدين أقوياء ومؤثرين من الدولة العميقة في الولاياتالمتحدة، إلى جانب الديمقراطيين، والتقدميين، واليسار الأمريكي، واليسار المتطرف، ولهذا فانتخابه رئيساً سيحمل الكثير من التغييرات في ملامح السياسة الخارجية الأمريكية ، ومن ثم فإن أجندة بايدن البيئية ستلقى ردود ايجابية في أوروبا، وكذلك أجندة العودة إلى السياسة الأطلسية التقليدية ، وستصبح السياسة الخارجية لواشنطن مع الحلفاء أكثر تهذيبًا، لكن هذا سيتوقف على الخطوات التي سيتخذها الاتحاد الأوروبي لاستعادة دوره كأحد العناصر المهمة في النظام الدولي أو على الأقل اعتباره ثقلا موازيا للولايات المتحدة قد تتعارض رغباته مع التوجهات المؤسسية الأمريكية. وأوضحت عضو الجمعية العربية للعلوم السياسية، أن الإدارة الديمقراطية الجديدة سوف تتجه بجملة من التغييرات تجاه الشرق الأوسط عن تلك التي شهدتها خلال إدارة الرئيس ترامب ، لكونها مثلت قطيعة - حسب رؤى الديمقراطيين - مع سياسات أمريكية تقليدية للولايات المتحدة تجاه المنطقة، فضلاً عن أنها - بحسب تقديرهم - أخفقت في حماية الأمن القومي والمصالح الأمريكية بالمنطقة، وزادت من حدة انعدام الاستقرار والأمن الإقليمي بالشرق الأوسط، وتعقيد أزماته وتحدياته. وأضافت الباحثة عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن " بايدن " أعلن بإنهاء "الحروب الأبدية" خاصة تلك التي في الشرق الأوسط، ورفع مستوى الدبلوماسية والدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، ولهذا ستبحث الولاياتالمتحدة عن صيغة جديدة لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، في ظل المعارضة الواسعة لخطة ترامب للسلام، والتي يطلق عليها "صفقة القرن"، والسعي إلى التفاهم مع حكومة نتنياهو على رفع قضية ضم مناطق في الضفة الغربية من جدول أعمالها، واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل وحل القضايا العالقة بينهما. وأشارت الباحثة في العلاقات الدولية، إلى أن الرئيس الأمريكي سيتجه بالدعم الكامل لإسرائيل، كما أنه لن يعدل عن قرار " ترامب " بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث صرح إن السلام الحقيقي لن يتحقق سوى بإقامة دولتين وأكد رغبته في عودة الحوار الأمريكي مع الجانب الفلسطيني وإعادة فتح قنصلية أمريكية في القدسالشرقية ومكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية بعد إغلاقها خلال ولاية ترامب الأولى. وأضاف خبير العلاقات الدولية دكتور أحمد ماهر أن من لديه الإعلام والميديا فقد امتلك سلاح كبير لا يخطئ هدفه، ولكن أخطأ ترامب في التعاون مع الإعلام، وجعله خصما له، بالإضافة إلى إلغائه لمشروع "أوباما" كان قد أثر بالسلب على شعبيته، كل ذلك استغله صقور الديمقراطيين إعلاميا ضد ترامب لإضعاف شعبيته الكاريزميه وإسقاطه في الانتخابات.