أسوأ ما فى الدعوات التى تؤدى إلى التقليل من قيمة صحافتنا وإعلامنا الوطنى، أنها ترسم ملامح صورة محبطة لأجيال جديدة ممن يعشقون المهنة، إيمانًا بدورها فى بناء الوطن، واعتقادا فى موهبتهم وقدرتهم على العطاء فيها، وأنهم يحملون آمالًا وطموحات لممارسة المهنة بشرف وقيمة الكلمة. هذا الإحباط وحده كفيل بأن يجعل الكثيرين من هؤلاء الشباب أن يسلك سبلًا أخرى غير المهنة، بل وربما يخرج بعضهم عن سياق مصالح الوطن نفسها إلى دروب تجعله يبيع أحلامه؛ لتتحول إلى كوابيس موجهة ضد هذه المصالح نفسها. نعم من غير الموضوعية الادعاء بأنه لاتوجد صعوبات كبيرة تواجه المهنة والصناعة، ولكن الأكيد أن الإرادة الحقيقية على مواجهة هذه الصعوبات تمثل بداية قوية لتجاوز تداعيات الوضع الراهن، ونتصور أن اجتماع الهيئات الإعلامية الثلاث الأسبوع الماضى مع عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين بزخم وإرادة، جاء فى وقته وسيمثل تحولًا إيجابيًا فى مواجهة ما تعانيه الصناعة بالوقوف على قلب رجل واحد لإعلام وصحافة وطنية أقوى مملوكة للدولة كانت أو خاصة، واستعادة ذاكرتنا بأن لدينا من الكفاءات الكبيرة التى تستطيع أن تنهض وتقوم بها بأسرع مما يتخيل البعض وكذلك بإضافة بعد جديد ل إعلام المستقبل الذى يبدأ ب تشكيل الوعى منذ الصغر، بالتوصية بإنشاء قناة مصرية خالصة للطفل . أكد هذا المؤتمر أنه جاء الوقت للتخلص من الدعوات المحبطة لنفتح صفحة جديدة لإعلام وصحافة وطنية نستوعب معها أن المهنة لن تموت، وأن الأجيال القادمة عليها أن تواجه بإرادة هذا اليأس الذى يزرعه البعض فى نفوسها؛ لأن مهنة البحث عن الحقيقة لن تنتهى إلا بنهاية البشرية.. * نقلًا عن صحيفة الأهرام