أكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف السابق، عضو هيئة كبار العلماء أن الدعوة إلى الله تأتي بالتأسيس على العلم والتفقه في الدين، ولا يأتى ذلك إلا بالاجتهاد والمثابرة والدأب في تحصيل العلوم الشرعية والفقهية وعلوم اللغة. وقال القوصي إنه كان يطلق على الوافد وطالب العلم في الأزهر ب " المجاور" لملازمته وجواره لمشايخ الأزهر الشريف، للانتهال من علومهم السليمة الخالية من الشوائب والأغراض والأهواء تاركاً أهله وجاره وصحبته وبيته ووطنه، فذلك هو ما يحتاجه الأزهر اليوم من صبر ومثابرة واجتهاد وإخلاص في نية طلب العلم وتطبيق الشريعة بمقتضي القرآن والسنة متحلية بوسطية ومباركة الأزهر الشريف. جاء ذلك خلال حفل تكريم نظمته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر اليوم الأربعاء لتخريج الطلاب الذين اجتازوا دورتهم التدريبية بالرابطة في شهر رمضان، بحضور أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة. وأشار القوصي إلى أن مبحث الأزمة التي نعيشها الآن هو إدعاء البعض الذين يخرجون علينا في الفضائيات ووسائل الإعلام العلم والتفقه دون الاجتهاد في مطلبه وكل ما يفعلونه استمطار دموع الناس، ظانين أن الدعوة إلى الله مجرد صوت يزعق على المنابر وحنجرة قوية، ولإيضاح أهمية الجهد في طلب العلم استشهد بقوله تعالى (ومَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِينفرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لّيِتَفَقَّهُوا فِي الدّيِنِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِليْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحذَرُونَ ).