القرية الأوليمبية تشونغلي ب"خبي".. الصين تطور صناعة الرياضة مع استعدادها للأوليمبياد

استقل ون تشانغ، البالغ من العمر 56 عامًا من منطقة تشونغلي بمدينة تشانغجياكو من مقاطعة خبي الصين، حافلة الشركة للتوجه إلى العمل بالضاحية الشمالية لمدينة بكين. حيث يخرج من المدينة، ثم يعبر الجبال الخضراء والعشبية، وصولا إلى محطة سكة حديد تايزيتشنغ عالية السرعة، المطلّة على موقع التزلج لأوليمبياد بكين الشتوي قيد الإنشاء، ببلدة تايوو للتزلج.
ولد ون تشانغ في هذه البلدة، وهي جزء من سلسلة جبلية. في الماضي، كان ون تشانغ، مثل غيره من القرويين، يعيش في منازل مبنية من الطوب ويعيش على زراعة الملفوف. لكن القرية لم تكن مزودة بمياه الري في الجبال، لذا ظل محصوله معتمدا على مياه الأمطار. وفي عام 2011، تلف محصوله بسبب عاصفة من البرد في 20 دقيقة. "لقد جلست على الأرض وبكيت طويلا."
لاحقا، وبفضل امتلاك موقع مناسب للتزلج الطبيعي، تم بناء منتجع للتزلج في القرية. وحصلت عائلة ون تشانغ على تعويض عن الهدم، واشترت منزلا في مدينة تشونغلي. ومنذ إطلاق المشروع في عام 2015، تم بناء مدينة تايوو للتزلّج فوق الموقع الأصلي لقرية يينغتشا. حيث تطورت تدريجيًا من منتجع تزلج إلى "مدينة" متكاملة تجمع مختلف الصناعات المرتبطة بالجليد والثلج. مثل منتجعات التزلج والفنادق والمطاعم والملابس ومنتجات الرياضات الثلجية.
ومع ازدهار صناعة الجليد والثلج، حصل المزيد من سكان القرية على فرص العمل. حيث يقدّم المشروع فرصة عمل لكل فرد على الأقل من الأسر السبعين التي كانت تسكن القرية. يعمل ون تشانغ كطباخ في مطعم للموظفين داخل المشروع، ويكسب نحو 4000 يوان شهريًا، بالإضافة إلى التأمينات الاجتماعية. كما حصلت ابنتاه بعد تخرجهما من الجامعة على عمل في ملعب للتزلج وشركة أسفار داخل المشروع.
في مدينة التزلج، يمكنك رؤية منحدرات الجبال. وطرق الثلوج البيضاء في الشتاء، والطرق العشبية الخضراء في الصيف والخريف، مثل شرائط ملونة تحوم في الجبال والغابات الخضراء الداكنة. فتبرز مشاهد وتباينات مميزة. وعلى الرغم من أن موسم الثلج لم يحل بعد، لكن السياح يأتون لتسلّق الجبال. بينما ينهمك تونغ هايتاو، مدير دائرة الكهرباء المنخفضة في مدينة تايوو، بإصلاح أعطاب المعدات الصوتية على العشب عند سفح الجبل. "ستقام منافسات وطنية في الهواء الطلق في غضون أيام قليلة، وسيكون هناك المزيد من السياح". يقول تونغ هايتو.
في ذات الوقت، تشهد المنطقة الرياضية تشونغلي، التي تعدّ المنطقة الرئيسية لاحتضان المسابقات الثلجية في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية بكين 2022، تقدما سريعا في عملية بناء مرافق التزلج. وتم إلى حد الآن إنهاء بناء 7 ملاعب تزلج كبيرة ومتوسطة الحجم بما في ذلك ملاعب يوندينغ ووانلونغ وتايوو، مزودة ب 169 مسارًا للتزلج بطول 161.7 كيلومتر.
وقد استفادت المنطقة الرياضية تشونغلي، من فرصة تنظيم الألعاب الأوليمبية الشتوية والمناظر الطبيعية الجميلة، لتطوير صناعة الرياضة والترفيه، معتمدة أساسا على التزلج الشتوي والرياضات الصيفية في الهواء الطلق. مؤكدة بذلك على استعداد الملاعب التام للمنافسات الأوليمبية.
منذ فوز بكين بطلب استضافة دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، قامت منطقة تشونغلي الرياضية بإضافة 723 ألف متر من المناطق الخضراء. وزادت تغطية الغابات من 52.38٪ في عام 2015 إلى 67٪ الآن، 80٪ منها تمثل المنطقة الرئيسية للقرية الأوليمبية، كما تحيط بها الجبال المليئة بالأشجار. وقد أصبحت السياحة في غير موسم الثلوج في منطقة تشونغلي تجد رواجا متزايدا خلال السنوات الأخيرة. ومنذ عام 2017 على وجه الخصوص، نظمت المنطقة أنشطة الرياضات الخارجية وتسلق الجبال والمهرجانات الموسيقية والأنشطة الثقافية، وجذبت السياح من جميع أنحاء العالم. أما مدينة تايوو، فاستقبلت وحدها أكثر من 200 ألف سائح خلال الصيف الماضي، وهو نفس عدد السياح في موسم التزلج.
ومع انتعاش حركة السياحة على مدار السنة في القرية الأوليمبية، بات السكان المحليون يتمتعون بفرص أفضل للتنمية. على سبيل المثال، كان تونغ هايتاو في الأصل يعمل في تشينغداو من مقاطعة شاندونغ، لكنه قرر العودة إلى مسقط رأسه بسبب زيادة فرص العمل المحلية. وعندما التحق بوظيفته لأول مرة، كان عاملا ماهرًا ومسئولا عن إمدادات الطاقة وخطوط الجهد العالي وغيرها من المعدات الكهربائية القوية. ومع إضافة أنشطة المهرجانات الموسيقية والرياضات الخارجية، أصبح هناك حاجة جديدة لفنيي الإضاءة والتليفزيون والصوت وغيرها من المعدات. ومن ثم، تحوّل تونغ هايهاو من عامل عادي إلى رئيس قسم، كما تضاعف راتبه.
المصدر: صحيفة الشعب اليومية الصينية
بلدة تايوو للتزلج، صورة التقطت في فصل الشتاء.
6 أغسطس محطة بكين- جانغجياكو للسكك الحديدية عالية السرعة
26 فبراير هواة التزلج في منتجع تايوو بمنطقة تشونغلي الرياضية، من مدينة تشاجياكو.