"علشان لازم نكون مع بعض..علشان شايلنا نفس الأرض..علشان بكره اللى مستنى..ومش عايز يفرق حد" كلمات بسيطة أثمرت عن خروج أوبريت غنائي، جمع بين ألوان غنائية عدة، منها كان النوبى والريفي والصعيدي وغيرها، ليتحول الأمر من مجرد إعلان لإحدى شركات الاتصالات، لأغنية تعرضها القنوات على مدار اليوم، بل إن الأمر وصل إلى حد وضعها رنات على الهواتف المحمولة. بالتأكيد أن فكرة هذا الأوبريت لم تكن وليدة لحظة لدى صانعها لكن المفاجأة الأكبر أنه كتبها في يوم واحد، رغم المجهود الذى أخذته في مراجعة كل جزء منها مع أصحابها، كلٌ في محافظته. "بوابة الأهرام" تحدثت إلى الشاعر نصر الدين تاجى، الذى قام بتقديم هذا العمل الملحمى، والذى كشف أن فكرة هذا العمل كانت تراوده منذ فترة طويلة، إلا أن الإمكانات كانت تقف عقبةً في الأمر. وقال تاجي "منذ فترة طويلة وأنا أحلم بتقديم مثل هذا العمل، لكن للأسف لم يكن هناك محرك أساسي للموضوع، وأقصد هنا الإمكانات المادية التى تسمح بخروج مثل هذا العمل، والحقيقة أننى سعدت بالموضوع كثيراً عندما تحدثت إلى شركة الدعاية والإعلان الخاصة بشركة المحمول التى قدمت لها الأغنية، حيث طلبوا منى تقديم عمل يجمع بين كل الناس الموجودين في مصر". أضاف نصر: "وافقت على الفور، وكتبت الأغنية كلها في يوم واحد، حيث إن الموضوع كان بداخلى من البداية، وقصدت في هذا الأوبريت أن أجمع بين جميع أنواع الفلكلورات المصرية في المحلة وبورسعيد والإسكندرية، على اعتبار أنى عشت في هذه الأماكن لفترات، والحقيقة أننى كان لدى هدف قبل كتابة هذا العمل وهو أن يكون كل مقطع في الأغنية يتحدث عن الناس، والشىء الذى يجمعهم، مثل الحى الشعبي ولمة الناس به، أو الصعيد بحكاياته التى توجد حتى هذه اللحظة". وحول اختيار المطربين، وطريقة كتابة الأغنية التى جمعت بين عدة لهجات قال تاجى: "الحقيقة أن الملحن أحمد فرحات، قد بذل جهدا كبيرا في هذه المسألة، حيث سبق له العمل مع بعض المطربين الذين شاركوا بالغناء، وبالنسبة لى فكنت أتعمد أن أراجع كل "كوبليه" مع شخص من بلدته سواء في الريف أو النوبة حتى عندما وضعت كلمة "السن التوئيبي" وهى جزء في لعبة النحلة، التى كنا نلعبها عادة في الأحياء الشعبية، فقد سألت عنها بعض الأشخاص لكى أشعر أنها مفهومة أم لا، وأكثر ما أسعدنى في هذا العمل أن هناك أشخاصا لم يفهموا بعض الكلمات النوبية التى ظهرت في الأغنية مما جعلهم يبحثون في الأمر "وليس بالضرورى أن يفهم الكل جميع الكلام، فالمهم هو الإحساس بحالة الأغنية ذاتها". وأكد نصر الدين أنه لم يكن يتوقع كل هذا النجاح لأغنيته خاصة، وقال: اعتقدت أن الأغنية ستضيع، لكونها ستطرح متقطعة في إعلانات، ولذلك اتفقت مع الشركة أن تعرض الأغنية كاملة فيما بعد وهو ماحدث فعلاً، لكن "الحمد لله" ردود أفعال الأغنية فاقت كل توقعاتى. وعلى الجانب الآخر، فقد انتهى تاجى من كتابة عدد من الأغنيات للفنانة سميرة سعيد، ولطيفة، مدحت صالح، على حسين، فارس السعيد، ومن المقرر أن تطرح قريباً.