أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، أن الأطراف السياسية ال لبنان ية أبلغته التزامها بتشكيل حكومة خلال أسبوعين، مشيرا إلى اتفاقه معهم على "خارطة طريق" تتضمن إجراء إصلاحات سريعة. وقال ماكرون ، إنه دعا رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب والقوى السياسية إلى مؤتمر يعقد في باريس في النصف الثاني من شهر أكتوبر لتقييم الخطوات المنجزة على صعيد "خارطة الطريق". وسيتزامن ذلك مع مؤتمر دعم دولي جديد بالتعاون مع الأممالمتحدة، لتقديم مساعدات إلى البلد الذي يعاني من تداعيات انفجار بيروت المروع. وقال ماكرون ، إنه سيعود إلى لبنان في زيارة ثالثة نهاية العام الجاري، مؤكدا أن "فرنسا لن تتخلى عن لبنان ". ومارس ماكرون في زيارته الثانية إلى بيروت منذ الانفجار ضغطاً كبيراً على القوى السياسية في "فرصة أخيرة" لإنقاذ النظام السياسي والاقتصادي المتداعي، وفق قوله. واستبقت القوى السياسية الرئيسية وصوله الإثنين بالتوافق على تكليف مصطفى أديب (48 عاماً) تشكيل الحكومة المقبلة بعد استقالة حكومة حسان دياب إثر الانفجار. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه تسعة من ممثلي أبرز القوى السياسية في مقر السفارة الفرنسية في بيروت "الأطراف السياسية كافة من دون استثناء التزمت هذا المساء بألا يستغرق تشكيل الحكومة أكثر من 15 يوماً". وتكون عملية تشكيل الحكومات في لبنان عادة مهمة صعبة وتستغرق أسابيع أو حتى أشهر. وتحدث عن "حكومة بمهمة محددة مع شخصيات كفوءة، مؤلفة من مجموعة مستقلة ستحظى بدعم كافة الأطراف السياسية التي التزمت مع رئيس الحكومة" المكلف. وأعلن ماكرون الذي عقد الثلاثاء خلوة مع نظيره ال لبنان ي ميشال عون وأخرى مع رئيس البرلمان نبيه بري في القصر الرئاسي حيث أقيم غداء رسمي على شرفه بحضور كبار المسئولين ورؤساء كتل برلمانية وسفراء، أن بلاده ستنظم مؤتمر دعم دولي جديد ل لبنان مع الأممالمتحدة في باريس في النصف الثاني من شهر اكتوبر. وفي موازاة هذا المؤتمر، "تم توجيه دعوات إلى الرؤساء الثلاثة" للمجيء إلى باريس في الوقت نفسه، لتقييم ما تم تحقيقه من خارطة طريق جرى الاتفاق عليها، مشيراً إلى أنه سيوجه الدعوة أيضاً إلى "كل القوى السياسية". - "خارطة طريق" - وأكد ماكرون أنه توصل مع الأفرقاء السياسيين الذين التقاهم إلى "خارطة طريق" تتناول "إدارة مرحلة ما بعد الانفجار ودعم السكان وإعادة بناء المرفأ وإصلاح الكهرباء ومراقبة رؤوس الأموال ومكافحة الفساد". وقال "خارطة الطريق ليست شيكا على بياض أعطي الى السلطات ال لبنان ية. إذا لم يتم الإيفاء بالوعود في أكتوبر، ستكون هناك عواقب"، مضيفا "إنه مطلب محدّد له برنامج زمني يمتد بين ستة إلى ثمانية أسابيع". ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه العواقب تعني فرض عقوبات، لم يستبعد الرئيس الفرنسي ذلك، وقال "إذا تم فرض عقوبات، فسيكون ذلك بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي". وردا على سؤال عن حزب الله، قال ماكرون "يمكنني الآن أن أندد بحزب الله، وأن أقول لكم يجب شجبه ونزع سلاحه، وتبقون مع مشكلتكم من دون أن أقوم بأي عمل مفيد". وأضاف "نعم حزب الله موجود في مجلس نوابكم على الأرجح بسبب ترهيب، ولأن قوى أخرى لم تنجح في إدارة البلد"، مشيرا إلى "قد يصبح أقوى لأنه يملك وسائل لا تملكها القوى الأخرى"، لكن "لديه مؤيدين، وهذا هو الواقع". ويسعى ماكرون الذي يعلم أن رهانه في لبنان "محفوف بالمخاطر" إلى إنجاز مهمته والحصول على نتائج سريعة للحفاظ على مصداقيته أمام المجتمع الدولي. ويشترط المجتمع الدولي على لبنان إجراء إصلاحات أساسية لتقديم الدعم المالي له. وفي إطار الضغط الدولي المتواصل، يصل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأدنى ديفيد شينكر الأربعاء إلى بيروت في ثاني زيارة لمسئول أمريكي منذ الانفجار. وأورد بيان للخارجية الأمريكية أن شينكر "سيحض المسئولين ال لبنان يين على تنفيذ إصلاحات تلبي تطلعات الشعب ال لبنان ي وتشكيل حكومة تتصدى للفساد". - "تعويم السلطة" - ورعت فرنسا في التاسع من أغسطس مؤتمراً دولياً لدعم لبنان تعهد خلاله المشاركون بتقديم أكثر من 250 مليون يورو لمساعدة ال لبنان يين، على أن تقدم برعاية الأممالمتحدة وبشكل مباشر للشعب ال لبنان ي، من دون أن تمر بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد. وقبل التفاؤل الذي أبداه الرئيس الفرنسي بإمكانية تحقيق تقدم جدي، كان متظاهرون لبنان يون استنكروا تعامله مع الطبقة السياسية التي يطالبون برحيلها ويتهمونها بالفساد ويحملونها مسئولية انفجار مرفأ بيروت . في وسط العاصمة، تظاهر عدد كبير من ال لبنان يين عصراً على وقع أغان وطنية، رافعين الأعلام ال لبنان ية ولافتات باللغة الفرنسية دعوا فيها ماكرون إلى عدم التعاون مع الطبقة السياسية "الفاسدة والمجرمة". وتخللت التظاهرة مواجهات مع القوى الأمنية. وقالت ريما (46 عاماً) لوكالة فرانس برس "كل الدنيا تعرف مطالبنا ولم نمض أكثر من عشرة أشهر في الشارع ليأتي ويجلس مع فاسدين ومجرمين قتلوا شعبهم". وسيتوجه الرئيس الفرنسي صباح الأربعاء إلى العراق. وتضمن جدول أعماله الثلاثاء زرع شجرة في محمية أرز جاج شمال بيروت لمناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير، ثم تفقد مرفأ بيروت وعمليات إفراغ مساعدات عاجلة أرسلتها بلاده، ثم زار مستشفى رفيق الحريري الجامعي، المرفق العام الذي يقود جهود التصدي لوباء كوفيد-19. وكان زار الإثنين الفنانة فيروز التي تعد رمزاً لوحدة ال لبنان يين في منزلها قرب بيروت . وفي مؤتمره الصحفي، الثلاثاء، أنهى كلامه بمطلع جملة في أغنية فيروز بالعربية، قائلا "من قلبي سلام ل بيروت ".