يناضل خابيير تيباس ، رئيس رابطة الليجا الإسبانية، للإبقاء على ليونيل ميسي ، قائد وهداف برشلونة و الليجا التاريخي؛ فاللاعب هو الورقة الأخيرة الإعلامية ربما لبطولته بعد رحيل نيمار دا سيلفا و كريستيانو رونالدو . وطلب ميسي من ناديه الرحيل مجانًا رغم بقاء موسم في عقده مع الفريق استنادًا على بند في عقده يتيح له ذلك. وسيشكل غياب ميسي صدمة كبيرة لجمهور برشلونة لكنه سيشكل صدمة أكبر لدوري الدرجة الأولى الإسباني "لا ليجا" ورئيس رابطته خابيير تيباس . وكانت رابطة الليجا قد أصدرت بيانًا أمس، الأحد، عززت فيه موقف نادي برشلونة، مؤكدة أن رحيل ميسي عن برشلونة لن يتم إلا بتراضي الطرفين، أو دفع اللاعب قيمة الشرط الجزائي في عقده البالغة 700 مليون يورو. بيان رابطة الليجا . أبرز أزمات ولاية تيباس الجديدة أعيد انتخاب خابيير تيباس ، 57 سنة، في ديسمبر الماضي رئيسًا لليجا بالتزكية بعدما لم يترشح أي شخص غيره لتضاف 4 سنوات جديدة في مسيرة تيباس مع رئاسة الليجا التي بدأت في 2013. كان من المقرر إجراء انتخابات رابطة الليجا في أكتوبر 2020 لكنه استقال ليتم تبكير موعد الانتخابات كي يمنح الرابطة استقرارًا أكثر عند تفاوضها عند طرح بيع حقوق البث التليفزيوني في الفترة من 2022 وحتى 2025. وتتقاسم فرق رابطة الليجا فيما بينها بداية من موسم 2019-20 ما يقرب من ملياري يورو. ولتيباس أحلام توسعية فعلى مدار عامين ماضيين ناضل من أجل إقامة مباراة في الدوري الإسباني خارج بلاده تحديدًا في الولاياتالمتحدةالأمريكية لجذب استثمارات أكثر للبطولة، لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل الاتحاد الإسباني مع تهديدات من رابطة اللاعبين بالإضراب. وتبدو أزمة رحيل ميسي هي أول ما سيواجهه خابيير في ولايته الجديدة بعد أزمة فيروس كورونا التي عصفت بالكرة في العالم كله. ظل ميسي لسنوات أحد أهم أوراق تيباس في الليجا لا مجال للدراما عند رحيل ميسي سُئل تيباس، في أبريل الماضي، عن إمكانية رحيل ميسي إلى إيطاليا تحديدًا إنتر ميلانو فرد قائلًا: "لا أعتقد أن قدوم ليونيل ميسي إلى الدوري الإيطالي سيحل مشاكلهم خاصة في ظل أزمة الديون والإنفاقات الكبرى". وتابع رئيس رابطة الليجا : "أود بقاء ميسي هنا لكن إن رحل فلن تكون دراما. قيل إننا سنخسر ماليًا كثيرًا برحيل كريستيانو رونالدو لكن ذلك لم يحدث". وكان تيباس قال أكد في وقت سابق، أن رحيل كريستيانو لم يؤثر كثيرًا على الليجا كما كان سيحدث قبل سنوات. تصريح تيباس كاملًا. وكان البرتغالي كريستيانو رونالدو الهداف التاريخي لريال مدريد قد رحل عن الفريق في صيف 2018 إلى نادي يوفنتوس الإيطالي. كما فقد الدوري الإسباني في صيف 2017 البرازيلي نيمار دا سيلفا، وقتها دافع خابيير كثيرًا عن برشلونة، بل وقال إنه سيرفض شيكًا بمبلغ 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي في عقد نيمار إن دفعها لكنه لم يقدر على ذلك ورحل نيمار وقتها رغمًا عنه. يبدو كلام تيباس قد تغير فوقت رحيل نيمار رغم ما فعله قال إن رحيله لا يقلقه طالما بقي كريستيانو وميسي في الليجا . لمطالعة تصريح تيباس وقتها. من هنا. لكن هل تأثرت الليجا بغياب كريستيانو حقًا؟ يعتقد خوريس إيفرس، رئيس قسم الإعلام في الليجا ، إن غياب كريستيانو لم يؤثر على البطولة كما قال في تقرير لبليتشر في يناير :2019 " كريستيانو رونالدو لاعب عظيم لكن أي من شركائنا "فيما يتعلق بالبث التلفزيوني" لم يضع رحيله في اعتباره". ووقعت الليجا عقدًا مع ميديا برو لمدة 5 سنوات تقريبًا مقابل 5 مليارات يورو بزيادة 15% محليًا و30% عالميًا. وبحسب تقديرات "ليست مؤكدة" فإن عدد متابعي مباراة ريال مدريدوبرشلونة أو كلاسيكو الأرض كما يطلق عليه تقدر ب 650 مليون متابع في 185 دولة. كما قدر تيباس نفسه عدد متابعي الليجا في موسم 2016-17 حول العالم ب 2.5 مليار شخص. ووفقًا لتقرير لشركة ديلوايت، فإن فرق الليجا حققت دخلًا ارتفع بزيادة قدرها 300 مليون يورو من دخل البث والحقوق الإعلامية ومشاركات الأندية في البطولات الأوربية الموسم الماضي. كريستيانو وميسي كانا واجهة الكلاسيكو السنوات الماضية تأثير الكرة على الاقتصاد الإسباني يتخطى تأثير كرة القدم الإسبانية حدود الملاعب فعائدات كرة القدم وفقًا لتقرير في عام 2017 لشركة "سبورتس بيزنيس إنستيتوت" تساهم عائدات كرة القدم في 0.69% من إجمالي الناتج المحلي الإسباني، فناديا ريال مدريدوبرشلونة دخلها وحدهما كان أكثر من 0.11% من الناتج المحلي الإسباني. ليس هذا فقط فوفقًا لإحصائية نشرتها صحيفة "آس" الإسبانية مارس الماضي فإن ريال مدريدوبرشلونة حققا سويًا دخلًا بلغ "1.596 مليار يورو" أي أكثر من دخل 14 دولة مجتمعة بينهم "جزر سليمان، ساموا، والدومنيكان". كما تناولت نفس الإحصائية قوة ملعب ريال مدريدوبرشلونة، سنتياجو بيرنابيو وكامب نو على الترتيب، حيث كانا أكثر جذبًا للسائحين العام الماضي أكثر من دول بأكملها مثل حيث يزور الملعبين 2.3 مليون شخص كل عام تقريبًا. ووقت الدراسة كانت دولًا مثل الإكوادور قد زارها 1.7 مليون سائح في حين زار لبنان 1.8 مليون شخص. الليجا وسط الدوريات الأوروبية احتلت الليجا المركز الثاني في تقرير KPMG لعام 2020 من حيث قيمة الفرق والدوريات؛ الليجا كان لها 7 فرق في قائمة مكونة من 32 فريقًا بواقع 23% من القائمة بعد الدوري الإنجليزي الذي ظهر له 9 فرق. وتصدر ريال مدريد القائمة بقيمة تقدر 3 مليارات و478 مليون يورو وبرشلونة ثالثًا بقيمة 3 مليارات و193 مليون يورو. ووفقًا للتقرير فإن قوة برشلونة وريال مدريد المالية تقود الليجا للتفوق على نظرائهم في البوندسليجا الألمانية على سبيل المثال. لكن البوندسليجا تفوقت في الدخل على الليجا الموسم المنقضي وهو أمر كانت تتوقع ديلوايت أن ينقلب في الموسم المقبل قبل أن يرحل ميسي. وكانت الليجا ثاني أكثر الدوريات تحقيقًا للدخل في 2018-19 بدخل بلغ "3 مليارات و375 مليون يورو" بفارق ضئيل عن البوندسليجا "3 مليار 345 مليون يورو". لكن فرق الليجا في ذات الموسم حققت أمرًا مهمًا مجتمعة بأرباح قدرت ب 445 مليون يورو وهي أول مرة في التاريخ لا يحقق أي فريق في الليجا خسائر خلال موسم واحد. وكانت الليجا قد حققت ارتفاعًا في معدل الحضور الجماهيري في 2019-20 "قبل توقف كورونا" بزيادة أكثر من 8% مدفوعة بمتوسط الحضور الجماهيري لبرشلونة 72.472 شخص وفي ملعب سنتياجو بيرنابيو 66.736 شخص. هناك مصدر قوة أخرى لليجا وهو امتلاكها لمكاتب ومدارس للكرة، 13 مكتبًا و46 ممثلًا لليجا، في جميع أنحاء العالم تساهم في نشر وتوسيع القاعدة الجماهيرية للبطولة. وتبدو الليجا في موقف جيد نسبيًا لكن كيف ستتعافى البطولة والكلاسيكو المقبل إن رحل ميسي فاللقاء سيكون الأول منذ سنوات دون الثنائي كريستيانو وليونيل. ربما ستفقد البطولة عددا كبيرا من متابعيها لكن ربما أيضًا تكون فرصة ليثبت تيباس أن بطولته ليست بطولة رونالدو وميسي؛ وحدها الأرقام في السنوات المقبلة هي من ستجيب عن قوة الليجا . اقرأ كذلك: حلم المليار يورو يتبخر..«وباء كورونا يأتى بما لا يشتهي برشلونة»