مهاجمٌ خارق، بطلٌ للعالم والآن في نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم. لا تزال أسطورة كيليان مبابي تنمو في مسقط رأسه بوندي حيث أصبح قدوة للأطفال، قبل مباراة فريقه باريس سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني الأحد في لشبونة. "نعم، أنا أعرفه!"، "لا، هو يكذب". ليس من السهل فصل الحقيقة عن الخطأ عندما تستحضر بطل العالم مع مراهقين يداعبون كرة جلدية خارج ملعب "ليو-لاغرانج" التابع لنادي "آ أس بوندي" الواقع في ضاحية سين-سان دوني الباريسية، حيث كشف مبابي عن أولى مواهبه. لكن الفخر في عيني بريستون نسيفوا (13 عاما) وهو يتحدث عن لقائه مع المهاجم الفتاك يبدو واضحا. قال وهو يمضغ علكة بقوة "رأيته في المخبز، خرج من سيارة سوداء كبيرة زجاجها داكن، وقال +مرحبا أيها الشبان!+". على غرار مبابي، يلعب بريستون الآن مع "آ أس بي"، وصعد باكرا الى تشكيلة تحت 16 سنة. حتى ان والد مبابي، ويلفريد الكاميروني الاصل ووكيل أعماله، يدرّبه احيانا ويلعب مع شقيقه إيثان. لذلك من الواضح أنه يحلم بمشوار مماثل لمهاجم سان جرمان المسيطر على الدوري الفرنسي في السنوات الأخيرة. يشعر ب"فخر" الانتماء لنادي بدايات قدوته، حتى لو يرغب مع أصدقائه برؤيته أكثر في بوندي. - "كنا قادرين على لمسه" - يتذكّر أحد الأولاد "لم يأت إلى بوندي منذ بعض الوقت. من قبل، كان يأتي في كل نهاية أسبوع، عندما لم يكن يشارك في أي مباراة مع موناكو (ناديه بين 2015 و2017)... كان بمقدورنا أن نلمسه". تابع آخر "لم يعد هذا الأمر ممكنا اليوم. حاولت لمسه المرة الماضية لكن حارس الأمن صفعني على يدي! كانت الشرطة متواجدة مع طائرة مروحية!". وُلد "كيكي" في عام 1998 وأصبح أسطورة في مسقط رأسه. أصبحت صورته العملاقة على مبنى كبير نقطة جذب للسياح وسكان بوندي من أجل التقاط صورة "سيلفي" أمامها. في يونيو 2018، وُضعت صورة دعائية عملاقة له خارج ملعب "ستاد دو فرانس" الواقع في ضاحية سان دوني الباريسية، كُتب عليها "عام 98 كانت سنة رائعة لكرة القدم الفرنسية. وُلد كيليان". علما بانه في هذه السنة أحرز منتخب فرنسا وفي هذا الملعب تحديدا لقبه الأول في كأس العالم (الثاني في 2018 مع مبابي وزملائه). ينخرط والدا كيليان بشكل كبير في العمل الرياضي والجمعيات، فوالدته لاعبة كرة يد سابقة ووالده مدير رياضي في نادي بوندي. قطع كل المراحل في ناديه طفولته بين 5 و13 عاما، مركز تدريب كليرفونتين الشهير، مركز تكوين موناكو، باريس سان جرمان ومنتخب فرنسا. - شغب - بالنسبة لعثمان عيروش رئيس نادي بوندي الذي يضم 850 لاعبا مسجلا، "يرى كل الصغار أنفسهم فيه". تُعدّ مسيرته "فخرا للبلدة، وتسمّى الآن مدينة كل الأمور الممكنة"، بحسب جان-فرانسوا سونير المدير التقني لقسم كرة القدم في النادي. يشرح "كان أسرع مما كان متوقعا، لكنه مصمم ومجتهد. إذا كان هناك من يمكنه الوصول إلى النهائي فهو (مبابي)". حصد مبابي في مشواره القصير ما يحلم به لاعبون محترفون طوال مسيرتهم. توّج بطلا للدوري الفرنسي مع فريقين مختلفين، موناكو في 2017 وسان جرمان بين 2018 و2020. كان من ابرز اللاعبين الفاعلين في مشوار بلاده لحصد اللقب المونديالي الثاني في روسيا عام 2018، ويقف الآن على بعد خطوة من إحراز لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا. تابع مدير النادي الذي وضع صورة وجه مبابي على أحد جدرانه الداخلية ممازحا "في النادي، يملك جميع الصغار قميص مبابي. لا يوجد تدفق كبير لميسي أو رونالدو". نتيجة لهذا الجنون "نحظى بانتباه إضافي، يأتينا لاعبون رغبة بالحصول على مسيرة مماثلة لكيليان، ويأمل العديد من الآباء بالشيء عينه... لكن لاعبين مماثلين، يظهرون مرة في كل 50 سنة". هو أيضا يثمّن زيارات النجم الشاب "يعود إلى النادي من وقت لآخر. أقل الآن، لن نكذب على بعضنا البعض، لقد أصبح نجما. يجب ان نستعد قبل قدومه، في كل مرة يأتي إلى هنا، تحدث أعمال شغب!".