رويترز: غرق السفينة إتيرنيتي بعد هجوم حوثي على سفينة قبالة ميناء الحديدة    مجلس الوزراء يوافق على نظام تملك غير السعوديين للعقارات    رئيس الوزراء يتفقد موقع حريق سنترال رمسيس    الثانوية العامة 2025.. اليوم طلاب الشرقية يؤدون امتحانات الأحياء والرياضيات التطبيقية والإحصاء    "عبد الغفار" يبحث مع "الصحة العالمية" التعاون في ملف التحول الرقمي وصناعة الأدوية    أسعار طبق البيض اليوم الأربعاء 9-7-2025 في قنا    بمقدم 25 ألف جنيه.. تفاصيل الطرح الثاني ل«سكن لكل المصريين 7» وموعد إتاحة كراسة الشروط    عودة خدمات فوري إلى كفائتها التشغيلية بعد حريق سنترال رمسيس    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الأربعاء 9-7-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات كليات ومعاهد دبلوم سياحة وفنادق    البابا تواضروس يلقي محاضرة بالكلية الإكليريكية ويلقي عظة روحية بكنيسة القديسين (صور)    بولندا تضع أنظمة دفاعها الجوى فى حالة تأهب بعد القصف الروسى على أوكرانيا    بسبب أنشطة إلكترونية مشبوهة.. الولايات المتحدة تفرض عقوبات على أفراد وكيانات من كوريا الشمالية وروسيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات الكارثية التي ضربت ولاية تكساس الأمريكية    باريس سان جيرمان يصطدم بريال مدريد في كأس العالم للأندية    مدرب الزمالك السابق يحذر الإدارة من التسرع في ضم نجم بيراميدز: "تحققوا من إصاباته أولًا"    سعر السبائك الذهبية اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025.. «بكام سبيكة ال10 جرام؟»    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    مصرع طفلة أسفل عجلات سيارة بمدينة القرين فى الشرقية    السيطرة على حريق داخل منزل فى البدرشين دون إصابات    العثور على غريق مجهول الهوية في ترعة الإبراهيمية بالمنيا    بعد تصدره التريند.. موعد وقناة عرض مسلسل «220 يوم» ل كريم فهمي وصبا مبارك    60 فيلمًا و120 مسرحية.. ذكرى رحيل عبد المنعم مدبولى في كاريكاتير اليوم السابع    تامر حسني يسلم ماستر ألبومه الجديد "لينا معاد".. والإصدار الرسمي غدًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025    حملات مكبرة لمواجهة الحوادث المرورية على الطريق الإقليمي    تعرف على آخر مستجدات إنشاء المحطة النووية بالضبعة    نتنياهو: نتمسك بهدف القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية    انتظام صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الجديدة 15%    نتيجة الدبلومات الفنية 2025 جاهزة وإتاحتها إلكترونيا للطلاب    القبض على مستشار سابق قتل طليقته رميًا بالرصاص لزواجها عرفيًا بأكتوبر    اكتشاف فوائد غير متوقعة لحليب الإبل في مكافحة مرض يصيب الملايين حول العالم    كل ما تحتاج معرفته عن اختبارات القدرات 2025 لكليات الفنون التطبيقية (التواريخ الرسمية)    بصوت لبناني يصل إلى غزة، ماجدة الرومي تفتتح "أعياد بيروت" بعد غياب أكثر من 15 عامًا (فيديو)    المسرح القومي ينشر فيديو تحية الجمهور في افتتاح «الملك لير»    بعد تجديد رونالدو.. عرض من النصر السعودي لضم وسام أبو علي (تفاصيل)    دعاء الفجر| اللهم ارزقني الرضا وراحة البال    الاتحاد المنستيري يرفض استعادة الجفالي.. والزمالك يتحرك لإعارته وتوفير مكان للاعب أجنبي    مدبولي يعود إلى القاهرة بعد تمثيل مصر في قمة بريكس بالبرازيل.. ومباحثات دولية لتعزيز التعاون المشترك    بوصفات الطب الصيني.. نصائح لعلاج السكر في الدم    الأمن يحقق في إصابة طبيب بطعنة في الرقبة داخل مستشفى بني سويف    الخارجية الإيرانية: تلقينا رسائل من واشنطن للعودة إلى المفاوضات    انطلاق المؤتمر الصحفي لمهرجان المسرح القومي 15 يوليو.. والاحتفاء بأفضل النصوص المسرحية    بعد ترميمهما.. وزير السياحة ومحافظ القاهرة يفتتحان قبتين نادرتين بالفسطاط    مرشحو «العدل» ينتهون من الكشف الطبي استعدادًا للانتخابات.. والدريني: مفاجأة مرتقبة قريبًا    الجبهة الوطنية: قادرون على إحداث نقلة حقيقية في تاريخ الحياة الحزبية    مدرب الزمالك السابق: يجب أن نمنح جون إدوارد الثقة الكاملة    الفيفا يفتتح مكتبا داخل برج ترامب استعدادا لمونديال 2026    أيمن الرمادي عن اعتزال شيكابالا: قرار خاطئ    مجلس الكنائس العالمي يدعو لحماية حرية الدين في أرمينيا: "الكنيسة الرسولية الأرمينية تمثل إرثًا روحيًا لا يُمس"    محافظ قنا يعتمد تنسيق القبول بالمدارس الثانوية للعام الدراسي 2026/2025    الرمادي يكشف أفضل 2 مدافعين في مصر    غالبًا ما تمر دون ملاحظتها.. 7 أعراض خفية لسرطان المعدة    معشوق القراء... سور الأزبكية يتصدر المشهد بمعرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة    أمينة الفتوى: «النار عدو لكم فلا تتركوا وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم»    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى «أبوعطوة».. المجموعة 139 صاعقة نسفت أحلام شارون!
نشر في بوابة الأهرام يوم 21 - 08 - 2020

فى تاريخنا وحاضرنا.. أيام وأسماء وأحداث وإيجابيات وإنجازات وأبطال وبطولات لا تُنسى ولا يجب أن تُنسى.. ومسئولية الإعلام أن يبعدها عن النسيان ويبقيها في دائرة الضوء.. يقينًا لنا.. بأن الأبناء من نفس جينات الآباء.. قادرون على صناعة الإعجازات.. ويستحيل أن يفرطوا في حق الوطن .. مهما تكن التضحيات.
من أسبوعين أشرت إلى أن نقيب الصاعقة الشهيد مبارك عبدالمتجلى.. هو أول شهداء المجموعة 139 صاعقة في معارك الثغرة وهى تدافع عن الإسماعيلية وتمنع العدو من احتلالها!. وذكرت أنه ربما يكون من أشهر الشهداء.. أبطال الرياضة المصرية.. كلاعب بالفريق الأول للزمالك في كرة السلة وواحد من نجوم المنتخب المصرى للسلة!.
والأهم الذي أضيفه اليوم.. وأغلبنا يجهله.. حكاية المجموعة 139 صاعقة المكونة من أربع كتائب هى: 103 صاعقة و183 صاعقة و133 صاعقة و223 صاعقة.. ولكى نعرف حكايتهم.. مهم جدًا معرفة طبيعة عمل القوات الخاصة.. الصاعقة والمظلات.. كوحدات خفيفة التسليح.. بالغة التأثير في العمليات التي تخوضها.. لما تتمتع به من لياقة بدنية هائلة وتدريبات بالغة القسوة وقدرات تفوق الوصف في التحمل وقلوب لا تعرف الخوف!.
يوم 6 أكتوبر تم إبرار الكتيبة 183 صاعقة على المحورين الشمالي والأوسط.. لأجل تعطيل تقدم العدو وتعطيل هجومه المضاد لأطول فترة.. إلى أن تثبت القوات المصرية التى اقتحمت القناة أوضاعها في سيناء !.
الإبرار الجوى للكتيبة معناه.. نقلها بالهليكوبتر من مكان على الأرض.. إلى مكان آخر تهبط فيه على الأرض.. بينما الإسقاط.. قوات تنقلها الطائرات من على الأرض.. وتسقطها بالمظلات من الجو على مكان محدد. في قصتنا الكتيبة تم إبرارها من أحد المطارات.. لمكان خلف خطوط العدو في سيناء التى تحولت أرضها وسماؤها إلى ساحة حرب!. معنى هذا أن المهمة.. تندرج تحت بند العمليات الفدائية.. لأن طيران الهليكوبتر في سماء سيناء والحرب قائمة.. عملية فدائية ولا أريد القول انتحارية.. لأنها حتمًا سوف تتعرض لهجوم جوى من مقاتلات العدو أو نيران أرضية من دفاعات العدو.. وهذا ما حدث لبعض الطائرات التى تقوم بإبرار الكتيبة داخل سيناء .. والخطر الهائل في مثل هذه المهام.. أمر يعرف الرجال إمكانية حدوثه.. مثلما يعرفون أنهم بعد وصولهم للمكان الذى تم إبرارهم له.. مهمتهم منع العدو من التقدم للوقت المكلفين بمنع العدو من التقدم فيه!. يعلمون أنهم قوة صغيرة في عددها ومحدودة في تسليحها وذخيرتها ومؤنتها وعليهم مواجهة قوات مدرعة بلا عدد.. دبابات ومدرعات ومدفعيات وكل ما يخطر على البال من عتاد!. قوات ضخمة خطوط إمدادها متوافرة.. بينما هم في مهمة لا تعويض للذخائر والعتاد فيها لعدم وجود خطوط إمداد.. لأنهم خلف خطوط العدو!. من الآخر هم في مهمة.. معروف أولها.. وهو منع العدو من التقدم.. لكن ما بعد ذلك.. هو التحدى الذى خاض مقاتل القوات الخاصة.. التدريبات المستحيلة لأجله!.
وأستشهد هنا بما قاله شارون في مذكراته عن هذه القوة التى تم إبرارها قال: قوات الصاعقة التي تم إبرارها بالقرب من الطاسة.. عطلت تقدمي لمدة ساعتين.. وأجلت تنفيذ المهام للقوات الإسرائيلية أسبوعين!.
ويوم 9 أكتوبر صدرت التعليمات بتحرك الكتيبة 103 صاعقة لتدعيم قطاع بورسعيد.. وكانت تلك المرحلة الثانية من التكليفات التي صدرت للمجموعة 139 قتال وقائدها العقيد أركان حرب أحمد أسامة إبراهيم.
المرحلة الثالثة وهى محور حكايتنا.. تعليمات القيادة.. يوم 19 أكتوبر.. تحرك قيادة المجموعة 139 صاعقة والكتيبة 133 والكتيبة 223 للاشتراك في أعمال الثغرة والدفاع عن مدينة الإسماعيلية ومنع العدو من احتلالها!.
تحركت الكتيبتان وقيادة المجموعة من مكانهما بطريق الواحات إلى مشارف مدينة الإسماعيلية.. وأحد لا يعرف.. أن الزمان والمكان سيصبحان شهودًا على أحداث فارقة في الحرب وبطولات خارقة للمصريين وهزيمة ساحقة للعدو!.
الذى حدث في هذه الأيام الفارقة بداية من 19 أكتوبر.. خالف كل ما هو متعارف عليه في الحروب.. وعلى عكس كل ما خطط العدو له!. كيف؟.
أرض المعركة عليها فرقة مدرعة للعدو.. ثلاثة لواءات مدرعة ورابعها لواء مظلي لتأمين تقدم الفرقة المدرعة وللتعامل مع الأوضاع الجديدة القادمة.. المفترض فيها أن يحتل العدو مدينة الإسماعيلية.. ولابد من وجود اللواء المظلي الإسرائيلى.. الذي يعتبرونه وحدة قتال خاصة بالغة الشراسة.. ومطلوبة لأجل إظهار العين الحمراء للمدنيين بعد احتلال الإسماعيلية!.
العدو يعرف جيدًا أن الموجود للمصريين في هذه المنطقة.. أول عن آخر.. كتيبتان من الصاعقة فقط.. لا مدرعات معها ولا دبابات في تشكيلها! العدو واثق مليون في المائة.. أنها مسألة وقت يحسب بالساعات.. ويسدل الستار على هذه الحرب.. باحتلال الإسماعيلية واحتلال السويس وحصار الجيشين وفرض شروطه!.
فات على العدو معرفة.. أن العبرة ليست في السلاح والعتاد.. إنما فيمن يحمل هذا السلاح ويحارب بذلك العتاد!. فات على العدو فَهْم.. أن المسألة ليست بالكثرة العددية.. إنما بالعقيدة القتالية!.
فات على العدو تَعَلُّم.. أن الموجودين أمامه.. يدافعون عن أرضهم التى هى عرضهم.. وأنهم على استعداد للتضحية بأرواحهم ولا تدنس أرضهم!. فات على العدو معرفة.. أنهم كتيبتان فقط.. لكنهم جبابرة في القتال لأنهم من خير أجناد الأرض!.
هي معركة حق وباطل!. نحن على حق وهم الباطل ذات نفسه!. هم ثلاثة لواءات مدرعة ولواء مظلي.. ولا يتحركون خطوة إلا بتمهيد مدفعية وغارات طيران!. هم من صور طائرات التجسس الأمريكية التى تطير على ارتفاع 30 ألف قدم وتصور كل متر من الأرض على طول الجبهة.. هم من الصور الجوية يعرفون أن الكيلومترات الخمسة التي تفصلهم عن الإسماعيلية.. لا يوجد فيها أى قوات مصرية إلا كتيبتان صاعقة.. تسليحها بنادق آلية ورشاشات وأقصى ما تملكه RPG!.
ظنوا أنها نزهة لن يقدر أحد على تعكير صفوها أو التفكير في اعتراضها.. لأنه سيموت في الحالتين!.
فات على العدو معرفة أن الحكاية بالنسبة لنا مختلفة جذريًا!. انتصار أو استشهاد ولا شىء بينهما!. استشهاد ثمنه غالٍ جدًا والعدو نفسه هو من يدفعه!. الحكاية ليست استشهادًا وخلاص.. إنما شموخ وبطولة وشجاعة وإرادة وفداء!.
خلاصة ما قامت به الكتيبة 133 صاعقة والكتيبة 223 صاعقة.. في هذا الوقت الفارق من حرب أكتوبر.. أترك الكلام عليه لواحد منهم.. الجنرال ديفيد إليعازر رئيس الأركان الإسرائيلى وقال في مذكراته عن الحلم الذي تبدد.. حلم احتلال الإسماعيلية:
أما قوات شارون فما كادت تكرر محاولة تقدمها للإسماعيلية.. حتى وقعت في كمين ضخم قامت به كتيبتان من رجال الكوماندوز المصريين.. ودارت معركة شديدة سقط فيها الكثير من القتلى والجرحى.. وقد استمر إخلاء أرض المعركة من القتلى والجرحى حتى منتصف الليل.. ومع طلوع الصباح تبين لقوات شارون أن رجال الكوماندوز المصريين قد احتلوا مواقع على بعد 20 مترًا منهم فقط!.
كلام ديفيد إليعازر نفهم منه.. أنه لم يكن هجومًا واحدًا لشارون!. معنى هذا أنه حاول وفشل في التقدم لأن على الأرض مقاتلين أشداء يواجهون الدبابات والمدرعات بسلاحهم الخفيف وال RPG والقنابل اليدوية.. وكلها أمور تتطلب الاقتراب والتلاحم.. واقتراب المقاتل من الدبابة.. مسألة تحتاج شجاعة لا سقف لها وقلوبًا لا تعرف الخوف!. المقاتلون المصريون تركوا الدبابات تتقدم وتتقدم إلى أن أصبحت في المدى المؤثر لما يحملونه من سلاح.. وهذا ما حدث.. وهذا شىء من وراء الخيال.. لأنه يتطلب شجاعة فائقة وثباتًا انفعاليًا لا مثيل له وجرأة منقطعة النظير ويقينًا لا يرقى إليه شك.. في حتمية الانتصار!.
الكتيبتان تواجهان فرقة مدرعة ولواء مظليًا تعدادهم أكبر من عدد مقاتلينا 11 مرة.. وإيه؟ معهم دبابات ومدرعات وتعاونهم المدفعية والطيران!. الكتيبتان.. لم يكن أمامهم إلا الحرب بالكمائن لا المواجهة المفتوحة.. ونجاح أى كمين في مواجهة دبابات ومدرعات.. ترك العدو يتقدم ويقترب إلى أن يصبح في «حضن» الكمين.. ليبدأ القتال المتلاحم الذي لا يقدر عليه إلا خير أجناد الأرض!.
قيادة المجموعة 139 صاعقة خططت جيدًا لمعركتها مع العدو دفاعًا عن الإسماعيلية!. مستحيل أن يواجهوا الفرقة المدرعة واللواء المظلى في أرض مفتوحة.. وعليه!.
ميدان المعركة.. أراضٍ زراعية فيها زراعات مرتفعة عن الأرض.. وفيها بيوت فلاحين طينية وبها أبراج حمام وتتخللها ترع ومصارف وهذه التضاريس المختلفة.. هى الميادين المثالية المناسبة لإمكانات ومهارات مقاتلى الصاعقة.. لذلك كان القرار!.
كمين صاعقة في كل مكان لا يخطر على ذهن مخلوق.. وكمين من جماعة في فصيلة أقل من عشرة مقاتلين.. يوقع بقوة تفوقه عشرات المرات.. وهنا تظهر معادن الرجال.. التى لا شيء يضاهيها في العالم كله!.
نجاح الكمين يبدأ من اختيار المكان والقدرة على التمويه والإخفاء ثم الجلد والصبر والمثابرة والإرادة لأى فترة زمنية تفرضها الظروف.. وبعد ذلك.. صلابة الرجال وثبات الرجال والأعصاب الحديدية للرجال.. القابضين على أعصابهم وانفعالاتهم والعدو قادم وهم تاركوه يتقدم ويتقدم ويتقدم إلى أن يصبح في قبضتهم.. والصمت الذي طالت مدته.. تمزقه صيحة الله أكبر التى هى إشارة إطلاق النيران على العدو الذى بات في قبضتهم!.
يوم 22 أكتوبر.. شارون يريد احتلال الإسماعيلية قبل تنفيذ وقف إطلاق النار.. وقام بآخر هجوم.. وكان الأخير ليس احترامًا لقرار وقف إطلاق النيران.. إنما للمذبحة التي تعرضت لها قوات شارون المدرعة ولواء مظلاته!.
الهجوم من على محور نفيشة - أبوعطوة.. العدو من المرات السابقة تعلم شيئًا وهو أن تكون دباباته في المقدمة وخلفها المدرعات التى تحمل اللواء المظلي!. في الطريق كمين لم تلحظه وسيلة استطلاع من ناحية الشكل.. ويستحيل على كل أعداء الدنيا الصمود أمام هذه النوعية من المقاتلين الذين لم يسمعوا يومًا عن شىء اسمه الخوف!.
صوت دبابات العدو يقترب.. دبابات ثلاث في المقدمة.. خلفها مدرعات تحمل اللواء المظلي وعليها هاونات 18مم ورشاشات نصف بوصة!. قوة الكمين في صمت وسكون وكأن هذه المنطقة لم تر بشرًا من قبل!. نقطة إنذار الكمين فيها الملازم أول طارق متولى الذى أبلغ عن قدوم العدو.. الذى تقدمت قواته من أمامه وأصبحت دباباته في مواجهة قوة الكمين.. في هذه اللحظة انطلقت الله أكبر وانفتحت أبواب جهنم على العدو!. الدبابة الأولى طار برجها بقذيفة الRPG التى أطلقها المقاتل محمد عبدالله!. دبابة حاولت الدخول في بيت ريفى لأجل أن تضرب الكمين.. لكنها رحلة للآخرة بقذيفة RPG من الرقيب الشهيد هاشم حسين متولى!. مجموعة الإنذار والقطع.. قطعت أوصال الطابور المدرع للعدو!. الدبابات والمدرعات تدمرت.. ومن كانوا بها وعليها.. أغلبهم رحل ولم يرجع لأنه مات!. العدو ظل يخلي جرحاه طوال الليل.. وما إن أشرقت الشمس اكتشف أن وحوش الصاعقة.. نصبوا له مجزرة جعلته يلغى كل خططه وينسى كل أحلامه.. باحتلال الإسماعيلية والسويس وحصار الجيشين.. وانتهى الأمر.. بحصاره هو في شريط الثغرة.. ولولا تدخل أمريكا وتهديدها بدخول الحرب مع إسرائيل.. لو أقدمت مصر على تصفية الثغرة!. والله العظيم نحن أطبقنا عليهم الحصار في الثغرة.. التى شهدت حرب استنزاف أخرى على مدى 80 يومًا.. وما كان سيخرج منهم واحد على قدميه لو صدرت الأوامر بتصفية الثغرة!. هم عرفوا هذا والأمريكان أيقنوا ذلك.. وهذا ما جعل أمريكا تهدد بدخولها الحرب فيما لو قررنا تصفية الثغرة.. ولذلك!.
انسحبوا من الثغرة بل ومن سيناء .. وهم لم يحتلوا يومًا أرضًا وتركوها.. لكنهم تركوها.. لأنهم لو بقوا.. سيدفنون فيها!.
الذي حدث في أبوعطوة إعجاز عسكرى لا يقدر عليه إلا خير أجناد الأرض!. أى حرب تلك التى فيها كتيبتان بالسلاح الخفيف.. ينتصرون على فرقة مدرعة بها ثلاثة لواءات دبابات ولواء مظلي ومدعومون بالطيران والمدفعية!.
أول شهداء هذه الموقعة العظيمة.. النقيب مبارك عبدالمتجلى من الكتيبة 223 صاعقة ومن نفس الكتيبة النقيب محمد مصطفى عبدالرحمن والنقيب محمد عبدالهادى محمد والملازم أول فتحى عبدالفتاح محمد.
ضباط ك223 الأحياء: قائد الكتيبة رائد مجدى يوسف حسين (مصاب) وتولى القيادة الرائد فتحى محمد فوزى رئيس العمليات ورائد حامد مرسى العوضى والنقباء سامى أحمد عيسى وبسطامى محمد حمزة (مصاب) وتوفيق عبدالحميد حسن ومختار محمد سيد هنداوى ومحمد لبيب أبوالمعارف وملازم علاء الدين محمد عادل.
شهداء الكتيبة 133 صاعقة.. رائد إبراهيم الدسوقى حسن والنقيب فتحى حسين حماد والنقيب نجاتى محمد سراج والملازم أول محمد عبدالهادى.
ضباط الكتيبة الأحياء: قائد الكتيبة الرائد على أمين أحمد ورئيس العمليات رائد صادق عبدالواحد أحمد والرائد جلال على صبحى والنقباء ماجد محمد حسن ومحمد أحمد محمود وممدوح أنور حسين ومعوض عبدالقادر الصفتى وصلاح الدين محمد بهلول وملازم أول عبدالباسط حجاب.
أسماء بعض الشهداء من ضباط الصف والجنود: رقيب حسين السيد حسنى والعريف عبدالحميد السيد محمد منصور وعريف سعيد على يونس وعريف عبدالباعث حامد يعقوب والجندى على سيد حامد وجندى خلف محمد مرسى وجندى منير راغب منصور.
قيادة المجموعة 139 صاعقة: عقيدة أ.ح أحمد أسامة إبراهيم قائد المجموعة والمقدم مدحت حسن عثمان رئيس الأركان والمقدم محمد عبدالله حسن رئيس العمليات والرواد: يحيى محمد الشربينى وعلى ماهر حجاب ومحمد فكرى كمال ومصطفى حامد سليمان ومحمود إسماعيل حلمى وأحمد شوقى عطوة وفتحى محمد فوزى والنقيب عماد الصفتي.
السلام عليكم يا خير أجناد الأرض أينما كنتم.. وكل الحب والتقدير والامتنان والاعتزاز والفخر إلى جيش مصر العظيم في الأمس واليوم والغد وكل غد بإذن الله.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.