فرص عمل واستثمار وحزم تمويلية لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة وريادة أعمال "نورت بلدك" مبادرة حكومية أعلنت عنها وزيرة الهجرة لاستيعاب العمالة المصرية العائدة من الخارج جهاز تنمية المشروعات يدرب العائدين من الخارج ويمول مشروعاتهم بحزم تمويلية مارشال ستوكر.. مستثمر أمريكي هرب من حكم الإخوان وعاد للاستثمار في البورصة بعد تحسن مناخ الاقتصاد باتريك ماركو وجد أن مصر بها مناخ مؤهل للاستثمار فعاد من فرنسا وأسس مصنعا للبن أسامة بخيت ينشىء شركة للطاقة الذكية في مصر بعد 7 سنوات في الخليج فرح عبد الحميد عاشت ودرست في أمريكا ثم أطلقت مشروعها من مصر لتصدير الإكسسوارات إلى أوروبا "ارجع مصر اعمل ايه".. جملة تتردد دائما على ألسنة الكثيرين من الذين سافروا للعمل بالخارج.. ويخشون العودة إلى مصر بحجة أنهم لن يجدوا فرصة حقيقية مثلما وجدوها بالخارج.. ومع عودة الآلاف إلى الوطن بسبب انتشار فيروس كورونا.. حيث إن هناك 57 ألف مصري عادوا إلى أرض الوطن، منذ بداية الجائحة وحتى نهاية يونيو الماضي.. وهناك 9.5 مليون مصري بالخارج حسب آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 2018.. فقد أصبح القلق يراود هؤلاء العائدون خشية من ضياع فرص عملهم بالخارج أو المصير المجهول الذي من الممكن أن يواجهوه إذا أصبح البقاء في مصر هو الخيار الوحيد لهم.. بجانب أن بعض الدول العربية تتجه إلى تخفيض العمالة الخارجية.. وهناك جهات استغنت بالفعل عن العمالة الوافدة.. ولكن الحقيقة أن المصير لم يعد مجهولا في مصر.. وهناك الكثير من الفرص المتاحة حاليا في الدولة سواء من خلال فرص العمل أو فرص إقامة المشروعات بالحصول على التمويلات اللازمة.. والتي تتيحها العديد من الجهات في مصر.. فلم تعد جملة" ارجع مصر اعمل ايه" واقعية.. والدليل تعرفونه من خلال هذا التحقيق.. من المبادرات الحكومية المهمة في توظيف المصريين العائدين من الخارج كانت مبادرة" نورت بلدك"، والتي أعلنت عنها السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث تم طرح استمارة المبادرة على الموقع الرسمي للوزارة على الانترنت، بهدف دمج المصريين العائدين من الخليج، خاصة الفئة المتضررة بإنهاء عقودها بسبب الجائحة. حيث يتم تشكيل لجنة من عدة وزارات معنية وممثلي منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، لتوظيف تلك البيانات التي تم تجميعها، لاستيعاب تلك العمالة، وتعريفهم بالمشروعات الصغيرة التي من الممكن أن تقدم لهم أو تدعم من خلال جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. ويمكن للعامل العائد تسجيل بياناته من خلال الدخول على اللينك التالي: https://forms.gle/P5EpwC1umz8m8XYd7 وقد صرحت السفيرة نبيلة مكرم أن فكرة توزيع استمارة "نورت بلدك" للعائدين من الخارج تهدف إلى معرفة المعلومات الرئيسية عن العائد وحرفته، مشيرة إلى أنه سيتم توظيف تلك البيانات التي تم تجميعها لتستطيع الدولة استيعاب تلك العمالة والسعي لتوفير فرص حقيقية لهم، وبحث فرص دمجهم في جهود التنمية المستدامة في إطار إستراتيجية الحكومة 2030. وأكدت وزيرة الهجرة أهمية الترويج للفرص المتاحة في كافة المشروعات لتكون طوبة جديدة في بناء الثقة مع المواطنين المصريين بالخارج، الذين لمسوا بأنفسهم جهد الدولة وتوجيهات السيد الرئيس المباشرة بالاهتمام بهم وإعادتهم للوطن ودمجهم في جهود التنمية. وأعدت وزارة القوى العاملة العديد من التجهيزات بالمحافظات من أجل استيعاب العمالة التي عادت، من خلال التنسيق مع شركات القطاع الخاص لتوفير فرص عمل للعائدين نهائيا من الخارج وبأجور مناسبة. فرص عمل وحزم تمويلية لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة للعائدين من الخارج مشروعات وفي حالة الرغبة في إنشاء مشروع.. أصبح هناك العديد من مصادر التمويل في مصر، وخاصة ما يقدمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من العديد من الحزم التمويلية، من أجل إقامة المشروعات، وقد أعلن الجهاز عن تقديم كافة خدماته المالية أو الفنية والتدريبية لجميع الشباب والمواطنين العائدين من الخارج ، والذين فقدوا فرص عملهم بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا، وأن فروع الجهاز بكافة المحافظات مستعدة لتقديم هذه الخدمات ومساندة العائدين من الخارج ، ودعمهم لإقامة مشروعات صغيرة تناسب خبراتهم في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والخدمية والزراعية، مع وجود المئات من دراسات الجدوى الاسترشادية لمساعدة العائدين على اختيار فرص استثمارية جيدة بمحافظاتهم والبدء في العمل والإنتاج. وهذا ما حدث بالفعل مع الشباب الذين تم تحريرهم من مدينة ترهونة الليبية، حيث قام الجهاز بالتواصل معهم، وعرض الخدمات التي يقدمها الجهاز في دعم وتمويل مشروعات صغيرة أو إتاحة فرص عمل لهم من خلال إلحاقهم بالمشروعات الإنتاجية الممولة من الجهاز، وأعلن 23 شابا عن رغبتهم في إقامة مشروعات صغيرة في عدة مجالات، وبدأ الجهاز على الفور في إجراءات إقامة وتنفيذ هذه المشروعات، بداية بالمساعدة في استصدار المستندات المطلوبة والتراخيص اللازمة، ثم توفير التمويل المالي اللازم لهذه المشروعات، وتقديم الدعم التدريبي أو التسويقي أو الإداري لمشروعاتهم لضمان نجاحها. فرص عمل وحزم تمويلية لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة للعائدين من الخارج ولدى الجهاز العديد من الفرص التمويلية، حيث قام بتمويل 44 ألف مشروع صغير ومتناهي الصغر بقيمة بلغت 960 مليون جنيه، وذلك خلال الربع الأول من عام 2020، وتعرض منصة الجهاز الكثير من أفكار المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما أن هناك مستشارا ذكيا يرشدك إلى المساعدة ذات الصلة لاحتياجات عملك، سواء كنت في حاجة لاختيار مشروع معين، أو معرفة طريقة تمويل معينة. وقد صرحت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة والرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات أن كافة أجهزة الدولة حريصة على دمج العمالة العائدة واستيعابها في المشروعات القومية والمتوسطة والصغيرة، وتدريبهم وتأهيلهم على ريادة الأعمال. ومن الشباب الذين أثبتوا أن العودة من الخارج ليست نهاية المطاف، واستفادوا من تمويل جهاز تنمية المشروعات كان رجب محمد، والذي سافر إلى السعودية، في مطلع حياته للعمل في مجال توزيع المواد الغذائية (المقبلات)، ومكث هناك ما يقرب من 9 سنوات قضاها في مزاولة هذه المهنة، مما اكسبه خبرة مناسبة في هذا المجال واستطاع تكوين علاقات وثيقة مع عدد كبير من العملاء والشركات المعنية بهذا النشاط هناك. وبعد عودته إلى أرض الوطن، راود رجب حلم كبير سعى إلى تحقيقه ونجح في ذلك، حيث أراد توظيف خبرته المكتسبة وعلاقاته الواسعة في العمل الحر، وفكر في إقامة مصنع صغير للمقبلات، ثم استقر على إقامته بالمنطقة الصناعية بمدينة بدر، وأصبح هذا المصنع يلبي طلبات العديد من الجهات من تجهيز وإعداد المقبلات، وبمرور الوقت، حقق المصنع نجاحا ملحوظا حيث تزايد حجم الإنتاج ومن ثم اتسع نطاق العملاء، الأمر الذي تطلب التوسع في حجم النشاط. ولجأ رجب إلى جهاز تنمية المشروعات، وتقدم إلى فرع الجهاز بالقاهرة وحصل على قرض بقيمة 2.700.000 جنيه بعد إجراء دراسة ومعاينة، وقد وجه القرض إلى تطوير المصنع وشراء ماكينات جديدة للتقطيع والتقشير والتعبئة، وأصبح يصدر منتجه الذي يحمل العلامة التجارية " زيتونة" إلى الإمارات والكويت وعمان، وكذلك عدة دول أوروبية من خلال شركات وسيطة. وهناك الكثير من الجهات التي أصبحت على استعداد لتمويل مشروعات العائدين من الخارج ، فقد أطلقت جمعية رجال الأعمال الأفارقة مبادرة بالتعاون مع البنك الزراعي وشركة التنمية الريفية لإقامة مشروعات زراعية من خلال المدخرات الصغيرة في مجال الزراعة، توفر فرص عمل للعائدين من الخارج بسبب جائحة كورونا. الخريطة الاستثمارية وأي شخص عاد من الخارج ويريد أن يستثمر في مصر ويبحث عن الفرص المتاحة.. يستطيع أن يستفيد من الخريطة الاستثمارية، وهي بوابة إلكترونية توفر رؤية شاملة 360 درجة حول مناخ الاستثمار في مصر، بما في ذلك الميزة التنافسية لمصر والقوانين واللوائح الحاكمة وحوافز الاستثمار المتاحة بالإضافة إلى الوصول إلى الأسواق، فتعرض الخريطة جميع الفرص الاستثمارية المتاحة في جميع القطاعات والمناطق الجغرافية المختلفة. ويعرض الموقع 20 دراسة لمختلف القطاعات استثمارية، تحتوي كلا منهم على المزايا النسبية لكل قطاع وهيكل السوق، ورؤية الدولة لتلك القطاعات حتى 2030، وأهم مؤشرات القطاع السوقية، بالإضافة إلى عرض الموقع لدراسات عن كل محافظات مصر ال27، متضمنة أهم مؤشراتها ومقوماتها الطبيعية، ويوفر الموقع بيانات عن أنواع الاستثمار في مصر من استثمار داخلي، ومناطق حرة، ومناطق استثمارية، ومناطق صناعية، ومناطق تكنولوجية. كما يوفر رابط "انطلق" ثم "تراخيص المشروعات" قائمة بالتراخيص التي يحتاج إليها المشروع بتصنيفات فنية رائعة تساعد في التعرف على نوع الترخيص والمدة الزمنية لاستخراجه والتكاليف اللازمة والإدارة المختصة. وقد أصبحت مصر بيئة جاذبة للاستثمار.. وهو ما كشف عنه المستثمر الأمريكي مرشال ستوكر، الذي قرر العام الماضي أن يأتي للاستثمار في مصر، وقد تحدثت عنه وكالة "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية، حيث جاء إلى القاهرة عام 2010، ولكنه غادرها في 2012 مع تعثر الاقتصاد ووجود الإخوان في الحكم، وعاد مرة أخرى العام الماضي من خلال الاستثمار في الأسهم بالبورصة المصرية، مؤكدا أن التحرر الاقتصادي هو سبب وجوده في مصر، حيث يرى أن سياسات التحرير الاقتصادي تؤثر على نتائج الاستثمار، وعن أسباب مغادرته في 2012، وعودته في 2019، قال: " لا يمكن أن تستمر في مناخ سياسي أو اقتصادي مضطرب، والاستقرار على مستوى السياسة الجيدة ليست فقط البديل، بل هو ضرورة، فعندما تعرف الحكومات بخطط موثوقة لتنفيذ سياسات اقتصادية سليمة، فإننا نستثمر، وهو ما حدث الآن، حيث تنفذ مصر هذه السياسة بمصداقية، ولذلك عاد المستثمرون." هناك مصريون أيضا عادوا للاستثمار في مصر، ومنهم باتريك ماركو، والذي ولد في مصر وعمل في فرنسا، وأسس شركة لاستيراد البن في مصر، بعد أن وجد أن هناك الكثير من فرص الاستثمار والمشروعات في مصر، ووجد سهولة في تأسيس الشركة، كما تم استيراد الماكينات من اليونان وأوروبا، ليصبح أول من يصنع كبسولات البن في مصر، داعيا المصريين بالخارج للاستثمار داخل مصر، لأنها تمتلك مقومات كبيرة للتنمية والاستثمار، بعد أن أصبح هناك مناخ مؤهل للاستثمار. فرص ريادية هناك العديد من النماذج التي اقتحمت سوق التكنولوجيا في مصر بعد العودة من الخارج، ومنهم رائد الأعمال المهندس أسامة بخيت، والذي يعتبر من النماذج الملهمة التي استطاعت تحقيق تغيير حقيقي في السوق.. فقد حصل على بكالوريوس هندسة من جامعة القاهرة سنة 2000، وعمل في بعض الشركات الخليجية لمدة 7 سنوات، وعاد إلى مصر في 2015، وقرر الدخول في مغامرة في عالم التكنولوجيا، عندما قرر إنشاء شركة ناشئة تحمل اسم365 Ecology للعمل في مجال الطاقة الذكية، ولتوفير حلول تعتمد على التكنولوجيا لمباني أعلى كفاءة في استهلاكها للطاقة، واستطاع تجميع مجموعة من المهندسين الموهوبين والذين يؤمنون بما يؤمن به، وعمل على تطوير كفاءة البناء، لتصميم ودمج تقنيات فعالة وذكية لمساعدة الناس على العيش والعمل في بيئات أفضل، واستطاعت الشركة خلال السنوات الماضية تصميم وتنفيذ هذه الأنظمة الذكية وأصبحت منتشرة في مئات المباني والمنشئات داخل مصر، وتوفر عشرات الملايين من الجنيهات التي كانت تهدر بميزانية الطاقة، حيث تقدم الشركة حلولا توفر في استخدام الوقود وتقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضارة، وتحسن من جودة الهواء الداخلية، وأنجزت الشركة العديد من المشروعات منها مطار بورسعيد والمقصورة الرئيسية لاستاد القاهرة في إطار الاستعداد لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة وغيرها من الإنجازات. وتعتبر ريادة الأعمال خيارا مهما للشباب، وخصوصا ممن لديهم أفكار ابتكاريه، وهناك الكثير من الجهات التي تحتضن تلك الأفكار وتحولها إلى مشروعات على أرض الواقع، ومنها مركز الإبداع التكنولوجي، والذي يوفر فرص احتضان للمشروعات ودعم يصل إلى 180 ألف جنيه، وتتيح منصة المركز الالتحاق بالعديد من البرامج الخاصة بريادة الأعمال. وبعيدا عن التكنولوجيا تعتبر فرح عبد الحميد نموذجا للشباب الذين وجدوا في مصر فرصة كبيرة.. وأكدت لكل الشباب أنهم من الممكن أن يحولوا شغفهم إلى فرصة عمل أو فكرة مشروع.. فهي فتاة مصرية عاشت ودرست بالخارج.. ولكن عندما فكرت في إطلاق مشروع قررت أن يكون في مصر.. وتقول فرح: درست بأمريكا الفنون الجميلة والتطبيقية، وكنت مهتمة بدراسة علم النفس ودراسة العلاقة بين ما نرتديه ونستخدمه وتأثيره على نفسيتنا، وكان تخصصي في مجال الحلي، فأردت الربط بين الحلي والنفسية، وتصميم قطع مجوهرات مرتبطة بالحالة النفسية منها على سبيل المثال مجوهرات بها فراغ أو دائرة في الشكل، حيث وجدت أن الجسم النفسي مصنوع من دوائر، وصنعت أشكال الفخار أو الأطباق أو الأكواب، لأن الجسم مرتبط بالأشكال التي نستعملها يوميا، وهذه الأشكال مبنية على شكل الجسم والدوائر الموجودة به، وعندما أردت أن أقدم أعمالي قررت أن أقدمها في مصر وأبدأ مشروعي هنا، وقد كان هناك العديد من الفرص في أمريكا وأوروبا، ولكني كنت أحتاج لعمل شيء هنا في مصر، وأسرتي شجعتني على ذلك بعد أن كان اختياريا، فالمجال كبير ومتاح هنا، وأخذت بعض الوقت للتعود على العمل مع الصنايعية هنا. وقامت فرح بعرض تصميماتها في العديد من المعارض الدولية في دبي وميلانو ولندن وأمستردام، وتؤكد أن هناك سوقا ممتازا في مصر، ولم تندم على قرارها بالعودة وتأسيس الأستوديو الخاص بها في مصر. * نقلا عن مجلة الشباب