لم يكن أحد يتصور أن تقترب السفن الحربية التركية من شواطئ مصر , وان ترسل البحرية المصرية رسائل تهديد إلى الأسطول التركى فى البحر المتوسط.. إن حالة الجنون التى أصابت الرئيس التركى الطيب أردوغان عادت به إلى أوهام قديمة أن يعود غازياً للدول العربية, وأن يحتل ليبيا ويهدد شواطئ مصر ثم يهاجم السعودية والإمارات ويتنقل بين قواعد عسكرية يحاول أن يستعيد بها أمجاد العثمانيين الغاربة.. إن الرجل يحاول أن يصنع تاريخاً؛ وأن يعيد أمجاداً قديمة بعد مئات السنين.. إنه نسى أن تركيا محاصرة بين كتلة أوروبية ترفضها واقعاً وديناً وتاريخاً, لقد بذلت كل ما تستطيع لكى يقبلها الاتحاد الأوروبى عضواً فيه ولكن أوروبا ترفض.. وحين دخلت حلف الأطلنطى «الناتو» فهى تبحث عن دور حتى لو كان صغيراً وهى لعبة فى يد الأمريكان والروس فى وقت واحد, ولهذا كان الجنون الحقيقى الذى أصاب أردوغان أنه تصور أن يكون دولة كبرى إذا استطاع أن يعيد أشباح الدولة العثمانية ويخيف العالم العربى وهو يعيش أسوأ مراحل التشتت والانقسام.. لماذا لم يتجه أردوغان إلى اليونان أو ايطاليا وحتى قبرص خاف أن يقترب منها؟ لماذا لم يتجه إلى فرنسا؟!.. انه ذهب إلى قطر واستولى عليها وانطلق منها إلى دول الخليج واتجه إلى ليبيا ومنها إلى النيجر ونيجيريا والصومال وأقام جسوراً مع دول أخرى تحت راية ووهم الإمارة الإسلامية.. إن أردوغان كان سبباً فى إفلاس الدولة التركية ولهذا ذهب إلى بترول ليبيا وغاز قطر وهى دول تدفع مليارات الدولارات.. وهو فى سبيل ذلك يستأجر المرتزقة ويأتى بحشود «داعش» والقاعدة لكى يحتل بهم الدول العربية وهذه أحط أساليب الحروب، وللأسف أن هذه هى صورة الدولة الإسلامية التى يسعى أردوغان إلى إعلانها على حشود المرتزقة .. إن أردوغان سوف يصل بالدولة التركية إلى مواجهة مع أطراف كثيرة فى أوروبا والدول العربية والإسلامية، ولن يسمح له أحد بأن يمارس العبث السياسى والعسكرى بحشود من المرتزقة .. إن مثل هذه النماذج الشاذة تدفع شعوبها إلى الضياع وفى التاريخ أمثلة كثيرة.. نقلا عن صحيفة الأهرام