حتى سنوات قليلة مضت كانت تركيا دولة صغيرة أعتبرها الغرب بلدا للتسلية وكانت بالفعل دولة مفتوحة في كل شيء وكانت الفضائيات العارية من أهم مصادر السياحة الخارجية، كان الغرب متوجساً من بقايا الدولة العثمانية، لأن هناك تاريخا طويلا من الوحشية والاحتلال حين سيطر العثمانيون على معظم دول أوروبا .. وأمام هذه الخلفيات رفض الاتحاد الأوروبي أن تكون تركيا عضواً فيه وإن رضي أن تكون عضواً في حلف الأطلنطي الناتو وقبل الأتراك هذا الدور كمصدر من مصادر الأمن والحماية .. لقد حاولت تركيا دائما أن تلعب علي كل الأطراف لقد مدت جسورها مع روسيا حين كان الاتحاد السوفيتي القوة الثانية ثم تحولت إلي قاعدة أمريكية بجانب حلف الناتو وفتحت أسواقها أمام دول أوروبا .. ولا أحد يعرف حتى الآن كيف استطاع الرئيس المغامر الطيب أردوغان أن يقلب كل الأوراق .. لقد تعاون مع إسرائيل رغم علاقته بغزة وجماعة حماس واستغل احتلال أمريكا للعراق وتسلل إلي العراق في غيبة صدام حسين ثم كانت الحرب الأهلية في سوريا وفيها وجد فرصة للتنسيق مع روسيا وإيران ولم يتردد في احتضان داعش واستخدامه حتى وصل الحال إلى احتلال ليبيا بآلاف المرتزقة واستطاع أردوغان أن يسبب الرعب لدول أوروبا من خلال حشود المهاجرين الذين منعهم من اقتحام الحدود وحصل على أموال كثيرة مقابل ذلك من كل دول الاتحاد الأوروبي وكانت ورقته الأخيرة حشد الآلاف من المرتزقة الدواعش واستخدامهم في حربه ل احتلال ليبيا .. لا أعتقد أن أردوغان كان وحده وراء كل هذه الأعمال والمؤامرات الشريرة، أن يغزو العراقوسوريا ويسيطر علي قطر و يحتل ليبيا ويهدد السعودية واليمن بل إنه يقترب من حدود مصر .. إن الواضح أن أردوغان لا يتحرك من خلال أفكاره وقدرات بلده، لأن تركيا لا تملك كل هذا النفوذ ومن هنا فإن هناك مؤامرة كبرى لحساب أطراف أخرى وليس أردوغان أكثر من لاعب في هذا السيرك الكبير ولا أحد يعلم إلي أين ومتي تكون نهايته.. * نقلا عن صحيفة الأهرام