قبل أن تطأ قدماه كأول إنسان في تاريخ البشرية سطح القمر.. بدأ نيل أرمسترونج حياته كطيار باحث في مختبر لويس في كاليفورنيا، وشارك في مائتي رحلة جوية في مختلف أنواع الطائرات.. وقام بإنهائها بقيادته لطاقم رحلة أبولو 11 والتي هبط فيها على القمر مع في 21 يوليو 1969 م. وكانت هذه الرحلة هي الثانية له، والتي وصفها ب"خطوة عملاقة للبشرية"، حيث قام هو وبز ألدرن بالهبوط على سطح القمر وقضيا ساعتين ونصف الساعة يستكشفان المكان في حين دار مايكل كولينز بمركبة الفضاء في مدار حول القمر. وأوضح تقرير لموقع "فوكس نيوز" الأمريكي، أن عند هبوط الرحلة قال أرمسترونج: وضع علامة على سطح القمر يعد انتصار أمريكا في سباق الفضاء في إطار الحرب الباردة التي بدأت 4 أكتوبر 1957، مع إطلاق الاتحاد السوفيتي ل "سبوتنيك1"، الفضائية التي أرسلت موجات صدمة في أنحاء العالم. وفي الوقت الذي هبط فيه أرمسترونج على سطح القمر، كان هناك نحو 600 مليون شخص أي خمس سكان العالم يشاهدونهم من خلال البث التيلفزيوني، وذلك بعد أن تركوا أعمالهم انتظارا لمشاهدة هذا الحدث. وعلى الرغم من أنه كان طيارا مقاتلا في البحرية، وهو طيار اختبار لرائد ناسا ورائد فضاء، حسب التقرير فأن أرمسترونج لم يسمح لنفسه بالظهور كأقرانه من المشاهير. وقال تشارلز بولدن رئيس ناسا، في بيان له اليوم السبت "ما دامت هناك كتب التاريخ، وسوف تدرج نيل أرمسترونج في نفوسهم"، مشددا على تواضعه المتناهي. وأشار التقرير إلى أن: المشي على سطح القمر الذي قام به أرمسترونظج توج سلسلة من الإنجازات التي شملت قيادة الطائرة X-15 صاروخ، وجعل رسو السفن الفضائية لأول مرة خلال البعثة "الجوزاء 8"، ناجحة. ولد نيل أرمسترونج في 5 أغسطس 1930، في مدينة أوهايو، وهو أول رائد فضاء أمريكي يصعد إلى الفضاء، وتوفي أمس 25 أغسطس 2012 بعد صراع مع المرض، حيث خضع لعملية جراحية في الشرايين التاجية وتوفي على أثرها. عاش نيل أرمسترونج، حياته منعزلا في مزرعته في مدينة أوهايو، كما رفض دعوة كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للترشح للانتخابات الأمريكية. حصل أرمسترونج، على درجة علمية في هندسة الفضاء من جامعة بوردو ثم على الماجستير في هندسة الفضاء من جامعة سوذورن كاليفورنيا، ويحمل عدداً من شهادات الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات، إضافة إلى العديد من الأنواط والأوسمة. وبعد مرور سنوات من إنهاء رحلته "ابولو 11" على القمر، وخوفا من إفشاء سر الرحلة، إثر تصفية عنصرين من طاقم الرحلة في مناطق متفرقة من العالم، قامت وكالة الفضاء الأمريكية بتتبعه. وفي سنة 1962م رقي إلى منصب رائد فضاء، حيث عمل قائداً لرحلة جيميني، وخدم أرمسترونج في الجيش الأمريكي وشارك في الحرب الكورية سنة 1950 م وقام بأول عملية اشتباك ناجحة بين مركبتين في الفضاء، وفي سنة 1971م أصبح استاذاً لهندسة الفضاء في جامعة سنسيناتي. وكان ارمسترونج قائد النسخ الاحتياطي للبعثة "أبولو 8" في عيد الميلاد في عام 1968، في تلك الرحلة. وفي عام 1970، تم تعيين أرمسترونج مساعدا لمدير الطيران في وكالة ناسا لكنه تركها في السنة التالية وذلك لتدريس هندسة الطيران في جامعة سينسيناتي. وفي سنة 2004، قام دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق، بالحديث عن حقيقة الرحلة إلى القمر، من خلال لقاء تليفزيوني، واعترف أنها كذبة تدخل ضمن الكذبات التي عملت الإدارة على حياكتها في إطار الحرب الباردة ضد الإتحاد السوفيتي، وأن المشاهد صورت في استوديو القناة الخامسة بالعاصمة البريطانية لندن. وبرغم هذا الكشف غير المسبوق إلا أن أرمسترونج بقى في ذاكرة الأمريكيين والعالم، وقد نعى أوباما وفاة أرمسترونج قائلا: عندما انطلق على متن سفينة الفضاء "أبولو 11" عام 1969 وأعضاء طاقم الرحلة.. حملوا معهم طموحات أمة بأكملها.. وانطلقوا ليثبتوا للعالم أن الروح الأمريكية يمكن أن ترى ما وراء ما يبدو أنه لا يمكن تخيله.. وأن كل شيء يمكن تحقيقه بما يتحلي به الانسان من قدر كاف من البراعة والتصميم.. وعندما وضع نيل قدميه على سطح القمر للمرة الأولى، حقق لحظة لن تنسى أبدأ في تاريخ إنجازات البشر".