أيام قليلة وتبدأ العشر من ذي الحجة، وهي من المواسم العظيمة التي يضاعف الله فيها الحسنات ويمحو الذنوب للتائبين، وهي التي شهد لها الرسول "صلى الله عليه وسلم" بأنها أفضل أيام الدنيا ، وطلب منا الاستكثار من الطاعات والعبادات والعمل الصالح فيها، ففيها يضاعف أجر العمل الصالح والعبادة، وفيها الحسنة بعشر أمثالها وتصل إلى سبعمائة ضعف، يضاعفها الله عز وجل كما يشاء لمن يشاء. أيام رحمة وخير
في هذه الأيام تجتمع أهمّ العبادات، ولا تجتمع في غيرها، ففيها عبادة الصلاة و عبادة الصوم و عبادة الصدقة و عبادة الحج .
وفي هذه الأيّام والّليالي تزيد المنح الرّبانيّة على العباد بنزول الرّحمة والسّكينة والنّفحات الإلهيّة، ففي الحديث الذي رواه الطبراني قال "صلى الله عليه وسلم": "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً". ونجد في الحديث الشريف أمر النّبي "عليه الصّلاة والسّلام" المسلمين بالتّعرض لنفحات الله سبحانه واغتنام هذه الأيام بعمل كل خير، فقد يرفع العبد يديه داعيًا في إحدى الليالي العشر من ذي الحجة فيوافق ساعة إجابة فيستجاب له دعاؤه ويفرّج الله كربه، أو قد يتوب العبد في هذه الأيام توبة صادقة، فيقبل الله توبته ويعينه عليها.
أعمال جميلة في هذه الأيام
من العبادات المستحبّة والأعمال ذات المعاني الجميلة التي نقوم بها في العشر الأوائل من ذي الحجة:
* أداء فريضة الحج لمن يستطيع - خاصة في هذا الظرف الذي يمر به العالم من انتشار جائحة كورونا - وهذا أفضل ما يقوم به المسلم على الإطلاق.
* الإكثار من الذكر وقراءة القرآن الكريم والدعاء في نهار هذه الأيام ولياليها، والإكثار أيضًا من الصدقة وصلة الرحم.
* صيام هذه الأيام وخصوصاً يوم عرفة ، لما له من فضل كبير عند الله، وقد كان النبي "صلى الله عليه وسلم" يصوم تسع ذي الحجة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي "صلى الله عليه وسلم" قالت: (كان النبي "صلى الله عليه وسلم" يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر) أخرجه النسائي وأبو داود وصححه الألباني.
* الإكثار من التكبير والتهليل في هذه الأيام، ويستحب رفع صوت التكبير في الأماكن العامّة كالأسواق، والطرق والبيوت والمساجد، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) أخرجه أحمد.
* التقرب إلى الله بالأضاحي، اقتداءً بسيدنا إبراهيم عليه السلام وتفريقها على الفقراء.
* الحرص على أداء صلاة العيد بالمسجد، وحضور الخطبة والاستفادة منها، إذا سمحت وزارة الأوقاف؛ نظرًا لجائحة كورونا.
فلنتنافس معًا على فعل كل خير في هذه الأيام العظيمة لتكون طريقنا معا إلى الجنة.