« الصوصل » هو سلة مصنوعة من سعف النخيل يستخدمه أهل الواحات الداخلة فى جمع ثمار نخيلهم وهو أيضا اسم المركز الذى أسسته السيدتان ميرفت عزمى و ليلى يحيى لدعم وتنشيط صناعة حرفة الخواصة والحفاظ على هذه المهنة من الانقراض. قبل عشر سنوات كانت ميرفت تعمل مصورة فوتوغرافية مع إحدى شركات السياحة وتعمل فى مشروع لتوثيق عدد من أماكن السياحة البيئية، وكثيرا ما كانت تتردد على صحارى مصر من شرقها إلى غربها، وفى الواحات الداخلة وقعت فى غرام الطبيعة والهدوء وإيقاع الحياة البسيط الخالى من التعقيدات. اشترت ميرفت أرضا وقررت أن تبنى بيتا تتردد عليه كلما سنحت لها الفرصة ومع صديقتها ليلى يحيى مصممة المشغولات الموهوبة وشريكتها فى الحلم تحولت الأرض الجرداء إلى بيت ومشغل لمنتجات الخواصة يحمل اسم «صوصل». وتقول ميرفت: فى 2011 كانت السياحة تعانى بشدة وانخفض دخل أهل الواحة بشكل كبير وكنا قد ارتبطنا بالمكان والناس وفكرنا فى مشروع يقدم المساعدة لأهل الواحة ونسائها على وجه الخصوص ويعيد البريق لمهنة «الخواصة» بتعريف أهل الواحة بقيمتها المعنوية والمادية الكبيرة. ولما كانت معتادة على شراء منتجات «الخواصة» وإهدائها لأصدقائها فكانت ترى إعجابهم بها فقررت مع شريكتها تطوير الفكرة ومزج العراقة بالحداثة فى منتجات عصرية منافسة، ومن هنا كانت بداية مشروع صوصل لإنتاج الأدوات المنزلية والحصير والإكسسوارات المتنوعة. تمزج ميرفت وليلى فى تصميماتهما بين القديم والجديد وبين الطابع التراثى والفرعونى بإضافة لمسات من الجلود أو القماش والنحاس والكروشيه أو أى مواد أخرى بما يناسب التصميم ويقمن بتدريب الفتيات والسيدات على المنتج المطلوب بجودة محددة، وعندما تصبح السيدات مستعدات للعمل وجاهزات يحصلن على المواد الخام ويعملن من بيوتهن أو من المشغل وتشرح ميرفت: الهدف ليس ربحيا بل هو نوع من الخدمة المجتمعية، ولذلك فالمركز يتعامل مع السيدات بكمية الإنتاج وبعد التسويق تحصل السيدة على ثمن البيع كاملا وإن واجهتنا مشاكل فى التسويق نتحمل نحن السعر الى حين بيعه، والسوق الرئيسية بالنسبة لنا هى التصدير للخارج حيث تلاقى منتجات الخوص إقبالا كبيرا بالإضافة إلى المشاركة فى المعارض المحلية والبيع عن طريق بعض المتاجر فى القاهرة وبعض المحافظات الساحلية ورغم أن المركز يرحب بأهل الواحة من الرجال و النساء إلا أن الإقبال الأكبر كان من جانب النساء باعتبارها مهنة تناسب ظروفهن وحتى الآن تم تدريب 60 سيدة وتعمل منهن بشكل شبه دائم 17 سيدة ويحققن دخلا جيدا ومناسبا من مهنة الخواصة. علاقة ميرفت بالصحارى علاقة قديمة فقد كانت تذهب مع عائلتها فى رحلات سفارى فى واحات مصر المختلفة وعندما التحقت بكلية السياحة والفنادق كانت عينها على الصحارى فهى بالنسبة لها «دنيا تانية» وعشق من نوع خاص ولم تكتف بمشروع صوصل فى واحة الداخلة، بل أقامت مشروعا سياحيا فى مدينة دهب بجنوب سيناء وهى تقضى أوقاتها تتنقل بين سيناء والواحات والقاهرة وتأمل فى تغيير الفكرة السائدة لدى كثيرين عن الصحارى وتدعوهم للخروج من آسر المدن الضيقة الصاخبة وتنشيط السياحة البيئة فى مصر بما يتناسب مع إمكانياتها الكبيرة فى مصر. نقلا عن صحيفة الأهرام