د. طه عبدالعليم كانت سعادتى غامرة بمنح الرئيس عبد الفتاح السيسى رتبة الفريق الفخرى و وشاح النيل إلى الوزير محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى . وترجع سعادتى لأسباب أذكر منها: أولا، أنه تقدير نبيل ومستحق لوطنى فريد، نهض بواجبه فى مهمة تسليح مصر لتعزيز أمنها القومي. وثانيا، لدوره فى قيادة التصنيع العسكرى دون إغفال أنه يستحيل ارتقاؤه بغير تعميق الصناعة التحويلية؛ مدنية وعسكرية، وجهده المبادر والرائد من أجل ارتقاء صناعة الآلات والمعدات، والارتقاء بالبحث والتطوير الصناعي. وثالثا، لأن الإنتاج الحربى بقيادته نهض بدور متميز فى مكافحة وباء كورونا. وأكتفي- فى حدود مساحة المقال - بأن أسجل، أولا، أن وزارة الإنتاج الحربى منذ بداية انتشار جائحة «كوفيد- 19» بدأت بوضع وتنفيذ خطة وطنية طموحة لإنتاج مختلف المنتجات التى يحتاجها المواطنون والمؤسسات لمكافحة الفيروس، مثل المُطهرات الكمامات وكبائن التعقيم، وقامت الوزارة بتطويع إمكانياتها التصنيعية والتكنولوجية والفنية والبشرية للمساهمة فى مكافحة الجائحة، سواء من خلال تطوير خطوط الإنتاج بشركاتها التابعة لإنتاج منتجات جديدة لم تكن تطرحها من قبل، أو من خلال العمل على الاستفادة المثلى من الجهات البحثية التابعة للوزارة من أجل القيام بأعمال البحث والتطوير، التى تسهم فى الخروج بأفكار ونماذج لمنتجات تخدم مساعى الدولة المصرية فى مواجهة الجائحة. وثانيا، أن مصانع الإنتاج الحربى نجحت بالفعل فى طرح العديد من المنتجات التى تساعد المواطن والمؤسسات على تفادى الإصابة بالفيروس، حيث قامت بطرح منتجاتها من المطهرات والكمامات والمنظفات فى معارض ومنافذ بيع المنتجات المدنية لشركات الإنتاج الحربى بمختلف المحافظات. وثالثا، أن مصانع الإنتاج الحربى بدأت أيضاً فى تصنيع وتوفير منتجات أخرى تسهم فى مكافحة انتشار الفيروس مثل، خزانات مقطورات التطهير والتعقيم، ومقطورات إعادة الملء، وكبائن تعقيم الأفراد، وماكينات الرش، التى تُستخدم فى أعمال التطهير للمنشآت والمؤسسات.وتم التصنيع باستخدام أحدث المواد والمحاليل الكيميائية فى هذا المجال، وطبقاً لمواصفات وتوصيات منظمة الصحة العالمية، وباعتماد وزارة الصحة المصرية. كما تعمل مصانع الإنتاج الحربى على تصنيع الكاشف الحرارى وأجهزة التنفس الصناعي، التى لها دور حيوى فى مقاومة الفيروس. ورابعا، أن وزارة الإنتاج الحربى حرصت على توفير كل منتجاتها بجودة عالية وأسعار منافسة، وذلك إسهاماً منها فى مواجهة الارتفاع غير المُبرر الذى شهدته الأسواق المصرية فى أسعار تلك المواد التعقيمية والتطهيرية، لمواجهة استغلال البعض للخطر الصحى الذى يواجه مصر مثل جميع دول العالم بسبب انتشار الفيروس، الذى أصاب حتى الآن أكثر من عشرة ملايين شخص حول العالم. ونظراً لأن نسبة المكون المحلى بمنتجات مصانع الإنتاج الحربى عالية، فإنها-بزيادة الاعتماد على المخلات من المنتج المحلي- تسهم فى تعميق الصناعة الوطنية، وتقليل الواردات ومن ثم توفير النقد الأجنبى فى وقت تراجعت فيه إيراداته بسبب تداعيات الجائحة. وخامسا، أن وزارة الإنتاج الحربى ومصانعها حرصت على استمرار دوران عجلة الإنتاج، والاستمرار فى تأدية دور الوزارة الرئيسى المتمثل فى تلبية احتياجات القوات المسلحة المصرية من معدات وأجهزة وذخائر عسكرية، وكذا تلبية احتياجات المواطنين من مختلف منتجاتها المدنية. وسادسا، أن مصانع الإنتاج الحربى- بغرض المساهمة فى تلبية احتياجات السوق المحلية من الكمامات - قامت بإنتاج الكمامات المماثلة للكمامات طراز «N95» المعتمدة عالمياً والمقاومة للفيروسات، والمتوافرة بمرشح «فلتر» وبدون مرشح، وطرحتها بسعر التكلفة. وتظهر أهمية هذا المنتج فى ضوء ما أكده الخبراء والدراسات بشأن أن الالتزام بالوقاية لمكافحة العدوى هو الوسيلة الأكثر فعالية للتغلب على وباء كورونا، وخاصة باستخدام أقنعة الوجه والكمامات للحد من انتقال العدوى وخصوصاً فى الأماكن المزدحمة التى يصعب فيها الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتتعاظم أهمية استخدام الكمامات طراز «N95» والأقنعة بالنسبة للأطقم الطبية لجيش مصر الأبيض، لأنها المُعرضة بشكل أكبر للعدوي. وسابعا، أن العاملين والفنيين والمهندسين بوزارة الإنتاج الحربى منذ ظهور الجائحة قاموا بالعمل على مدى ثلاث ورديات يومياً لتصنيع خزانات التطهير والتعقيم، فى إطار الاستفادة من الطاقات الإنتاجية بمصنع 200 الحربى. كما قاموا بتصنيع مقطورة للتعقيم فى مصنع 909 الحربي، وتصنيع مقطورة إعادة الملء بمصنع 200 الحربي، وإنتاج الكحول الإيثيلى بتركيز 70% بمصنع 45 الحربى ومصنع 270 الحربي، وقاموا فى مصنع 18 الحربى بإنتاج الكلور الخام، وهو مطهر واسع المجال للأسطح والحوائط والأرضيات، وفى مصنع 81 الحربى بإنتاج مطهر إيجى جارد، وهو منتج مصرى 100% قائم على تقنية النانو تكنولوجى للحماية من الفيروسات والميكروبات للأسطح والأرضيات. وثامنا، أن وزارة الإنتاج الحربى فى إطار خطتها لاستغلال فائض الطاقات الإنتاجية بشركاتها التابعة، ومشاركتها مع أجهزة الدولة المختلفة فى مواجهة فيروس كورونا المستجد لتصنيع أجهزة ومعدات تساعد فى الحد من انتشار الفيروس يقوم المهندسون والفنيون والعاملون بتصنيع كبائن التعقيم الذاتى فى مصنع 999 الحربى ومصنع 144 الحربى ومصنع 99 الحربي، وذلك بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص. وتم التعاون بين مصنع 18 الحربى ومصنع 81 الحربى المنتجين للكمامات المماثلة للكمامة N95 وبين وشركة هليوبيسان السعودية وشركة «IMUT» المصرية. كما تم التعاون بين أربع شركات للإنتاج الحربى وشركة IMUT المصرية فى إنتاج الكمامات الطبية ذات الطبقات الثلاث، التى يحتاج الأطباء والممرضون إلى ارتدائها خلال عملهم. نقلا عن صحيفة الأهرام